ما يحدث في كواليس المسرح الجزائري ضمن الكوميديا السوداء
انتقد الممثل محمد ميهوبي وضعية المسرح الجزائري في عرضه المونودرامي الذي حمل عنوان «الكواليس»، مسلطا الضوء من خلاله على أزمة رجل المسرح في الجزائر و معاناته من مجتمع لا يولي الفن اهتماما كافيا و حالته النفسية المتقلبة، نتيجة الصورة النمطية و السيئة التي التصقت به و كأنه وصمة عار في المجتمع، كما أشار في سياق العرض المسرحي إلى المطبات التي تضعها إدارة المسارح في وجه الفنان، حيث ساهمت هذه الإدارة في إحباطه و كانت سببا مباشرا،حسبه، في وصوله إلى مرحلة اليأس.المونودرام الذي عرض أول أمس بالمسرح الجهوي بقسنطينة، ضمن فعاليات شهر المونولوغ المنظم من طرف دائرة المسرح التابعة لمحافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، تخلى فيه الممثل عن التراجيديا و استعان بالكوميديا السوداء عبر الضحك على الذات و وضعية المسرحي.و استعان المونودرام بأهم الأغاني التي أسست للأغنية الرايوية، مشكلة خلفية تليق بالوضع، خاصة أغاني الشاب بلال الذي يتفاخر بذاته و يعتبر نفسه أفضل فنان ليسقط ذلك على غرور الممثلين في الجزائر، كما أن الأضواء المستعملة باحترافية، ساعدت على فهم المأساة خاصة و أن هناك خلفية ضوئية تشرح من خلال الشاشة ما لا يمكن شرحه.الممثل الذي تهكم على وضعية الفنان و ذهب بعيدا في شرح نفسيته المتعبة، خاصة و أنه يتعرض للمراقبة من قبل إدارة المسرح، حيث أسهب في سرد معاناته من أجل تأدية دور بسيط في مسرحية، كما تم رفض زواجه بفتاة يحبها لأنه يعمل في ميدان الفن الرابع، و هو ما جعله يبدو مهوسا، في ظل نجاح زملائه وجيرانه في التجارة و في ميادين أخرى، فيقع في فخ المقارنات، خاصة و أن هناك من يتجسس عليه من قبل إدارة المسرح . الممثل الشاب الذي تحرك بخفة فوق الركح استعمل جسده كأداة للتعبير عن مشاكله النفسية، فرقص رقصات مضحكة مستلهمة من الرقصات الغريبة التي نراها في الأعراس الجزائرية، كما أنه استعان بديكور يشبه كواليس المسرح، حيث تم وضع طاولة و مشجب كبير علقت فيه ملابس الممثلين.الممثل محمد ميهوبي قال للنصر على هامش العرض، بأن عرضه المونودرامي «الكواليس» يدخل ضمن «المسرح داخل المسرح» وهو هدية لكل الممثلين الجزائريين الذين عانوا من التهميش، حيث يعرض صورة الفنان الجزائري و وضعيته التي يطبع عليها المعاناة النفسية و قلقه الدائم أمام الإكراهات الاجتماعية التي يتعرض لها.
حمزة.د
