مونولوغ " قصة حب" دراما ساخرة تعكس تناقضات مجتمع يرفض العاطفة و يتوق إليها
قدم أول أمس الفنان الكوميدي مصطفى صغير، على ركح قسنطينة عرضا مميزا لقصة حب حقيقية، هي قصته الشخصية التي تعد انعكاسا لصورة العاطفة في مجتمع محافظ كالمجتمع الجزائري، فاستعرض من خلال كرونولوجيا زمنية لحياته العاطفية التي بدأت وهو في المدرسة الابتدائية، محطات ومواقف هي جزء من تفاصيل حياتنا اليومية.
وان مان شو " قصة حب"، حضي بقبول واسع من قبل الجمهور الحاضر على قلته، فصنعت فكاهة الممثل مصطفى صغير ابن مدينة سيدي بلعباس، فارقا فرض المتعة و الفرجة على العرض الذي كتب نصه وأخرجه سنة 2015، ليعود ويعرضه على ركح قسنطينة في إطار فعاليات أيام المونولوج، عاكسا من خلال سرده لقصة حياته صورة مجتمع متناقض يخاف عاطفة الحب و ينبذها و يختزل مفهومها في خانة ضيقة، لكنه بالمقابل يتوق إليها و يمارسها لا شعوريا في مختلف تفاصيل حياته لأنه يدرك في زاوية من زوايا وعيه الباطن أنها حاجة إنسانية.
قصة حب مصطفى بدأت وهو صغير في صفوف الابتدائية عندما كان مغرما بمعلمته التي تكبره بسنوات، فتكونت لديه صورة غامضة عن الحب أساسها أن هذا الإحساس هو ضرب من ضروب الخطيئة الاجتماعية، لتتوه شخصيته مستقبلا بين حاجته لإشباع شعوره و إرضاء المجتمع، الذي يرفض الاعتراف بالحب، مع أنه شعور يظهر في أتفه تفاصيل حياتنا فحتى " الحشرات تتحاب و تتزاوج"، كما جاء في إحدى عبارات النص.
بعد سنوات و تجارب عديدة، يكبر مصطفى العاشق و تكبر معه آماله في العثور على حب حياته، ليعود مجدد الى مقاعد المدرسة لكن كأستاذ تورطه الأقدار في حب تلميذة تصغره سنا ليجد نفسه مجددا في مواجهة مجتمع لا يغفر له كبر سنه و وقاره و فتوة قلبه. نور الهدى /ط