فتحت الممثلة تونس آيت علي النقاش حول حدود حرية المرأة في الوطن العربي من خلال عرضها الجديد الذي حمل عنوان الراحلة، والذي تسرد فيه من خلال الموسيقى والتراجيديا يوميات امرأة عربية تعاني من اضطهاد فكري
و جسدي يمارس ضدها و استمر حتى وقتنا الحالي.
العرض الميلودرامي و الذي جمع بين الكلمات الشعرية والموسيقى الهادفة جذب اهتمام الجمهور القسنطيني بعد عرضه مساء الأربعاء بمسرح قسنطينة الجهوي في اطار فعاليات شهر المونولوغ المنظم من طرف دائرة المسرح بمحافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
الراحلة وهي اسم فتاة متخيلة تختزل من خلال معناه النساء العربيات اللواتي اضطررن للخضوع لقوانين إجبارية فرضها المجتمع الذكوري عليهن، حيث يعلو صوت الممثلة تونس بأغنية تقول كلماتها بأن الراحلة هي امتداد لحكايات كل النساء المضطهدات.
تدور حكاية الميلودارم حول أم مطلقة تعيش رفقة ابنتها حياة مليئة بالصخب والفوضى ، حيث تحاول أن تتجاوزها بالصراخ ،فالراحلة، هي تلك المرأة التي يدل اسمها على فكرة المغادرة و السفر تمشي ببطء على الخشبة و هي تصرخ «ابنتي». وكأنها تبحث عن ما ضاع من النساء العربيات وتم اختزاله في الحياة اليومية.
العرض كان حافلا بالموسيقى خاصة وأنه جمع ما بين طابع القناوة وموسيقى الراي الشعبية، فكانت معاناة المرأة قطعة من قطع الأغاني الرائجة ، تم تداولها بشكل فني جميل ،حيث برع المغني والعازف الشاب حسين مختار في غنائها خاصة وأن صوته وحركاته كانت معبرة عن عمق الفكرة المتداولة فوق الركح.
وبعد نهاية العرض صرحت الممثلة تونس آيت علي للنصر بأن عرضها لا يدخل ضمن النضال النسوي من أجل التحرر، فالرجل أسير هو الآخر لسلطة هذا المجتمع كما تقول، إنما سعت عبر العرض لنقل معاناة الإنسان بعيدا عن التجنيس.
"الراحلة" من انتاج مسرح البهجة والفائزة مؤخرا بجائزة فلسطين في المهرجان المغاربي للمسرح بواد سوف، نالت العديد من الجوائز العربية على غرار أحسن اخراج من المهرجان العربي للمسرح بالمغرب ، ومؤخرا بالأردن حظي العرض بأربعة جوائز تمثلت في كل من أحسن سينوغرافيا، أحسن موسيقى، أحسن نص، أحسن دور نسائي، كما شاركت المسرحية في كل من المهرجان النسوي بالعراق، وكذا بالمهرجان النسوي بمراكش.
حمزة.د
