المضاربة ترفع كيس الإسمنت إلى 800 دينار بقسنطينة
قفزت أسعار مادة الإسمنت بقسنطينة إلى مستويات قياسية، حيث تخطى سعر كيس الإسمنت في السوق السوداء سقف 800 دينار، في وقت أبدت مقاولات تخوفاتها من تأثير هذا الارتفاع على مشاريع البناء، فيما أوعزت مصادر مسؤولة الأسباب إلى توقف مصنعي عين الكبيرة و عين توتة عن الخدمة، بعد إخضاعهما إلى عمليات صيانة.
وبحسب ما علمته النصر من تجار بالعديد من المناطق غير النظامية المعروفة ببيع الإسمنت، فإن المادة موجودة لكن بكميات محدودة، لاسيما تلك المنتجة بمصنع حامة بوزيان و المعروفة بجودتها و كثرة الطلب عليها، حيث أكد لنا تجار بأن اسمنت الحامة متوفر بكميات كبيرة، لكن تداول أحاديث عن توقيف الإنتاج منتصف الشهر الجاري، أدى بالمضاربين إلى تخزينه، من أجل بيعه خلال فترة الغلق بأثمان باهظة، و هو ما أحدث قفزة في الأسعار التي تعرف تزايدا مستمرا، إذ تتراوح حاليا بين 750 و 800 دينار للكيس، دون احتساب تكاليف النقل.
و أوعز أحد تجار البيع بالجملة في اتصال بنا، أسباب الارتفاع إلى زيادة الطلب بسبب استقرار حالة الطقس خلال الفترة الأخيرة، حيث يتعمد المضاربون، بحسبه، خلق ندرة من أجل التحكم في الأسعار، مضيفا بأن الطريقة التي يتم بها تسويق المادة، متحكم فيها من طرف وسطاء و جهات نافذة في أوساط المقاولين، الذين ما يزال منطقهم هو المسيطر على السوق، إذ يقومون بإعادة البيع و السمسرة في وصولات نظامية، دون أن يستخدموا الكميات الممنوحة لهم في البناء.
و أكد أحد المقاولين بأن تواصل ارتفاع أسعار الأسمنت، من شأنه أن يعرقل مشاريع البناء المختلفة، حيث ذكر بأن الأثمان المرجعية المعتمدة في الصفقات لا تتعدى في أحسن الأحوال 550 دينارا، لافتا إلى أن ثمن الكيس الواحد لم يتجاوز قبل أشهر سقف 500 دينار، خلافا للفترة الحالية، مشيرا إلى أنه و في حال مواصلة الارتفاع، فإن غالبية المشاريع ستتوقف، كما رجح أن يكون سبب الارتفاع الجنوني، تجميد و تراجع كميات المادة المستوردة فضلا عن تراجع قيمة الدينار، مقابل العملات الأجنبية، بحسب قوله.
و أضاف مقاولون آخرون، بأن هذا الوضع لا يخدمهم على الإطلاق، في ظل «التراجع الكبير» للصفقات الممنوحة لهم، كما طالبوا بمحاربة السوق السوداء التي قالوا بأنها تتسبب في تأخير المشاريع العمومية، حيث أوضحوا بأن عددها كبير جدا بالولاية، حيث تجري الأشغال، بحسبهم، في عشرات الآلاف من السكنات في مختلف الصيغ و غيرها من المرافق و المنشآت العمومية، و هو ما من شأنه أن يحيل العمال إلى بطالة إجبارية، بعد أن يضطر أصحاب مؤسسات الإنجاز إلى توقيف المشاريع.
و أكد مصدر مسؤول من داخل المديرية العامة لمجمع إسمنت الحامة، بأن عملية الإنتاج تسير بوتيرة جيدة، حيث أن الأسعار ما تزال على حالها و لم يتم تسجيل أي زيادات جديدة في المادة التي لا يتجاوز سعرها 370 دينارا للكيس, مشيرا إلى أن عملية الصيانة الدورية ستنطلق بعد عشرة أيام، كما أوضح بأن الارتفاعات المسجلة قد تكون بسبب توقف مصنعي عين الكبيرة و عين توتة عن الإنتاج، بعد إخضاعهما لعملية صيانة، و هو ما أدى إلى تراجع في العرض مقابل تزايد الطلب، لكنه ذكر بأنهما عادا إلى الإنتاج مؤخرا، كما تجدر الإشارة إلى أن هذه الظاهرة باتت تتكرر في كل فترة يتم فيها إخضاع أحد مصانع الشرق الجزائري إلى عملية صيانة.
لقمان/ق