الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

تَحوّل إلى مجرد مفرغة لعدم إنجاز حوض جديد

700 طن من النفايات تفرغ يوميا في مركز الردم التقني الغرايب بقسنطينة
بات مركز الردم التقني الواقع في منطقة الغرايب ببلدية ابن باديس بقسنطينة، يحمل هذه التسمية دون أن تطبق على أرض الواقع، فالتخلص من النفايات يتم منذ حوالي 3 سنوات بالطريقة التقليدية، ما خلق مفرغة ضخمة داخل أسوار المركز، غير أن المؤسسة المسيّرة تبذل ما في وسعها للحفاظ على البيئة من خلال جمع ما أمكن من النفايات الصلبة لإعادة تدويرها.
في طريقنا إلى مركز الردم التقني و على بعد مئات الأمتار، كانت الرياح الخفيفة التي تهب بالمنطقة تسحب معها الروائح الكريهة المنبعثة من المركز، الذي يعد الوحيد على مستوى ولاية قسنطينة، فيما تكاد الشاحنات المتوجهة إليه لا تتوقف عن الوصول الواحدة تلو الأخرى، ففي هذا المكان يتم التخلص من النفايات المنزلية التي تخلفها بلديتا قسنطينة و الخروب بما فيها المقاطعة الإدارية علي منجلي، و كل من بلديات ابن باديس و عين عبيد و أولاد رحمون.
مسيّر المركز الذي التقينا به في عين المكان، أكد أن حوالي 140 شاحنة تدخل يوميا لتفريغ حمولتها من القمامة، التي قد يصل وزنها الإجمالي لأكثر من 700 طن في اليوم، فكل شاحنة تدخل من البوابة تمر عبر ميزان عملاق يمكنه تحمل وزن 24 طنا، و يتم بعد ذلك طرح وزنها الأصلي لمعرفة حجم حمولتها الذي يتم على أساسه دفع رسوم التفريغ، و التي تقدر بـ 883 دينار للطن الواحد، حيث أن تسيير المركز حاليا يتم من طرف المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني، و هي مؤسسة اقتصادية تعتمد في مداخيلها بشكل أساسي على هذه الرسوم. لدى دخولنا إلى المركز لم نلحظ حركية كبيرة، فقط شاحنات تدخل و تغادر لتفرغ حمولتها في مكان يبعد بحوالي 200 متر، غير أنه يقع داخل أسوار المركز، و في أحد الزوايا، يشتغل بعض العمال على تحميل رزم من القارورات البلاستيكية، يبدو أنه يتم إعدادها لتحول إلى أحد مصانع التدوير، حسب ما أوضحه لنا مسيّر المركز الذي كان يرافقنا.
الفرز يتم يدويا!
و عند استفسارنا عن مكان الحوض الذي تردم به النفايات، كانت الإجابة بأنه قد تم تغطيته بالأتربة، لأنه لم يعد يتسع لردم المزيد من النفايات، و ذلك منذ حوالي 3 سنوات، حيث أن حوض الردم الذي أعدّ عند افتتاح المركز، استقبل النفايات لحوالي 5 سنوات و انتهى عمره الافتراضي، و حسب الشروحات التي تلقيناها في عين المكان، فإن مساحة المركز تسمح بإنجاز 10 أحواض للردم، أي واحد كل 5 سنوات، غير أنه بعد امتلاء الحفرة الأولى، لم يتم انجاز حوض جديد، حيث أن هذا الأمر من اختصاص مديرية البيئة، فهي صاحبة المشروع، و المسؤولة عن إنجاز مرافقه المبرمجة.
و في الوقت الحالي، ليس هناك ردم تقني للنفايات على مستوى مركز ابن باديس، بل هناك تخلص من القمامة بالطريقة التقليدية، عن طريق تفريغها على مستوى مساحة مرتفعة، و هي متواصلة على هذا النحو منذ 3 سنوات، حسب ما استقيناه من معلومات في عين المكان، حيث تشكلت أكوام من القمامة على امتداد مئات الأمتار، فيما لا تتوقف الشاحنات عن التفريغ على مدار الساعة، و عندما تتواجد في المكان، يجب أن تكتم أنفاسك قبل النزول من السيارة من شدة الروائح الكريهة. و بين أكوام القمامة، شاهدنا شبابا يبحثون وسطها و يجمعون كل ما يبدو صالحا للاستعمال ليضعوه جانبا، و أكثر ما يبحثون عنه هو القوارير البلاستيكية و قطع النيلون، و حتى الحديد، ليقوموا بجمعه في أكياس كبيرة، حيث علمنا أنها ستوجه فيما بعد إلى داخل المركز، حتى يتم تقليص حجمها بواسطة آلة ضاغطة، قبل تحويلها نحو مصانع إعادة التدوير، و قد شاهدنا بهذه المفرغة التي يزداد حجمها كلما تواصل التفريغ، قطيعا من الأغنام يرعى من القمامة، فيما علمنا أن أشخاصا يفتعلون إشعال النار فيها في بعض الأحيان، ما يخلف روائح كريهة و انبعاث دخان يتواصل لأيام. أكثر ما استوقفنا خلال هذه الزيارة، هو عدم توفر المركز على العتاد اللازم، فبغض النظر عن غياب حفرة للردم منذ سنوات، ليس هناك بساط لفرز القمامة و جمع المواد التي يمكن استرجاعها عن طريق إعادة الرسكلة، حيث أن الفرز يتم يدويا من قبل أشخاص لا يتوفرون حتى على اللباس المناسب، فبعضهم لا يرتدي حتى القفازات، و لا يضع أقنعة تمنع استنشاق الروائح الكريهة، التي قالوا بأنهم اعتادوا عليها لدرجة أصبحوا لا يتأثرون بها. و قد توجهت النصر إلى مديرية البيئة كونها المسؤولة عن تطوير مركز الردم التقني و إنجاز المشاريع المتوقفة به، مثل حفرة الردم الثانية، غير أن المديرة اعتذرت عن استقبالنا.                  عبد الرزاق.م

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com