الأربعاء 23 أكتوبر 2024 الموافق لـ 19 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

جامعيون في ندوة النصر

البحـث العلمــي في الجزائـر متـأخـر و الميزانية المخصصـة لـه ضعيفــــة

أكد أساتذة جامعيون وباحثون في ندوة النصر، التي التقت بهم على هامش لقاء حول البحث العلمي نظم مؤخرا بقسنطينة، بأن البحث في الجزائر يعرف تأخرا كبيرا مقارنة بباقي الدول، حيث أرجع البعض منهم السبب إلى ضعف الميزانية الممنوحة للباحثين فضلا عن نقص المبادرة من قبل الجامعيين وعدم اعتباره من بين الأولويات بالنسبة لصانعي القرار، في حين يرى آخرون بأن الجزائر أحرزت تقدما في السنوات الأخيرة ساعدت فيه اتفاقيات التعاون الدولية، مقارنة ببداياته التي عرفت صعوبة كبيرة.
جمعها: سامي حباطي

البروفيسور عبد اللطيف بن معطي من المستشفى الجامعي ابن باديس
السياسيون لا يشاركون الجامعيين نفس التصوّر حول البحث العلمي
اعتبر البروفيسور عبد اللطيف بن معطي بأن البحث العلمي في الجامعات وفي المجال الطبي متأخر جدا، وذكر بأنه يجب تنظيم أيام دراسية يلتقي فيها الباحثون الشباب ليخوضوا مجالات البحث، كما أوضح بأن التأخر في مجال البحث العلمي يمكن أن نكشفه من خلال مقارنة عدد الأبحاث المجسدة في الجزائر مع دول أخرى، ففي السبعينيات والثمانينيات كانت الجامعات الجزائرية مقصدا للطلبة التونسيين والمغربيين وتلقى العشرات منهم تكوينهم الطبي بحسبه، في حين تتواجد الجزائر حاليا في المراتب الدنيا من ترتيب شنغهاي للجامعات.
وأضاف البروفيسور بأن دعم البحث العلمي يجب أن يتم من خلال ميزانية خاصة، وهو ما لم يظهر في الجزائر إلا من سنة 1999، حيث أصبح يقتطع جزءا من الميزانية بحسب الناتج الداخلي الخام، لكن ما يمنح للبحث العلمي ضعيف جدا مقارنة مع ما يخصص له في بلدان أخرى من العالم.
وقال محدثنا إن الميزانية الموجهة للبحث العلمي في انخفاض مستمر في الوقت الحالي، كما أن السياسيين الجزائريين يطالبون بالنتائج الملموسة بعد فترة معينة، بينما مبدأ الباحثين يقوم على “البحث وليس الإيجاد”، لكن أصحاب القرار لا يشاطرونهم نفس الرؤية تجاه البحث العلمي في الجزائر، لأن الوصول إلى طريق مسدود بالنسبة لهم فشل، بينما يمثل بداية بحث بطريقة مختلفة بالنسبة للباحث. كما أضاف نفس المصدر بأن فرض تمويل البحث العلمي على مخابر الصناعة الصيدلانية أمر سياسي، ففي الغرب تمول المخابر الأبحاث بملايير الدولارات، بينما لا تقبل كثير من نظيراتها في الجزائر استقبال طلبة الصيدلة للتربص، فضلا عن أنها لم تدخل مجال الصناعة إلا منذ سنوات قليلة.

البروفيسور فرحي عبد الله من جامعة بسكرة
الجامعة يجب أن تستجيب لمتطلبات البحث العلمي
قال البروفيسور فرحي من جامعة بسكرة، أن الجامعة يجب أن تشكل نظاما مترابطا ومتكاملا يستجيب لمتطلبات البحث العلمي وما يفرضه خوض هذا المجال، كما أوضح بأنها مؤسسة تنتج المعرفة وتضمن تأطير المجتمع اتجاه القطاع الاجتماعي الاقتصادي. وأضاف نفس المصدر بأنه يجب دعم جميع الأبحاث العلمية المجسدة في الجامعة لتصل إلى أقصى حد من التفكير العلمي.
من جهة أخرى، نبه محدثنا بأن مشكلة السرقة العلمية مسجلة في مختلف بلدان العالم، لكن عدد الحالات في الجزائر مرتفع، ما دفع الوزارة إلى وضع قوانين وأطر لمحاربة المشكلة من خلال برامج كمبيوتر وطرق أخرى، كما أضاف بأن المحتوى الرقمي المتوفر على الشبكة العنكبوتية طغى على البحث العلمي، فأصبح الطلبة يلجؤون إليها على حساب الكتب والمراجع الأخرى، ما يمس بالبحث العلمي أيضا.

البروفيسور سيفي يمينة مختصة في مجال طب الأعصاب
البحث العلمي يتقدم بخطوات بطيئة في الجزائر
قالت البروفيسور سيفي يمينة في رد على سؤالنا حول الوضعية الحالية للبحث العملي في الجزائر، بأننا نسجل تأخرا مقارنة بغيرنا من البلدان، لكن مع ذلك لا يجب النظر إلى الأمر بعين التشاؤم، لأن الباحثين يقومون ببذل جهود في هذا المجال، والدليل على ذلك أنه صار اليوم ممكنا تشخيص الكثير من الأمراض التي لم تكن معرفة من قبل، على غرار بعض الالتهابات الجينية التي يمكن اليوم علاجها في قسنطينة، مضيفة بأن الكثير من المشاكل يمكن حلها. واعتبرت محدثتنا بأنه من الممكن القول إن الجزائر تتقدم بخطوات بطيئة في البحث العلمي.

البروفيسور كريمة بن حسن من كلية الطب بقسنطينة
أغلب الأطباء الشباب لا يفكرون  في دخول مجال البحث  العلمي
من جهتها اعتبرت البروفيسور كريمة بن حسن رئيسة المجلس العلمي بكلية الطب بقسنطينة، بأن البحث العلمي في المجال الطبي يتميز ببعض الخصوصية مقارنة بغيره من المجالات، لأن أغلبية الأطباء لا يفكرون بالقيام بأبحاث، بينما يركزون جهودهم وطموحاتهم على العمل والتعليم العالي، لذلك فإنها ترى بأنه يجب تشجيعهم وحثهم على اقتحام مجال البحث في الجزائر والتفكير بشكل جدلي، مع مساعدتهم في بداياتهم وتوجيههم.

البروفيسور بوزيتونة محجوب عميد كلية الطب بقسنطينة
التعاون الدولي الأكاديمي ساعد البحث العلمي في الجزائر كثيرا
يرى البروفيسور بوزيتونة محجوب بأن كلية الطب أصبحت تضم مجموعة من المخابر الموجهة للبحث، كما أن الجزائر تبذل جهودا في سبيل ترقية البحث من خلال منح الباحثين ميزانيات معتبرة، لكنه لم ينف بأنها سجلت تأخرا في البداية تمكنت من استدراكه في السنوات الأخيرة لتحقق تحسنا، في مختلف المجالات العلمية وليس في الطب فقط. وأضاف نفس المصدر بأن الإمكانيات أصبحت متاحة اليوم ويبقى على الباحثين تقديم أفضل ما لديهم والإتيان بمشاريع جيدة.
ونبه محدثنا بأن برامج التعاون الدولية في المجالات الجامعية والأكاديمية ساعدت كثيرا في دفع البحث العلمي في الجزائر، مشيرا إلى أن عددا من الباحثين يعملون مع المخابر الأجنبية كما أن الكثير منهم يتوجهون إلى خارج الوطن من أجل إتمام أطروحاتهم، ما ساعدهم كثيرا على اكتساب خبرات جديدة وتحسين مستواهم.

البروفيسور شافية بن شوالة حرم بوزيتونة
دعم المخابر الصيدلانية للبحث قد يسبب بعض الانحرافات
اعتبرت البروفيسور شافية بن شوالة المختصة في علم الميكروبيولوجيا بأنه لا يمكنها القول إن البحث العلمي في الجزائر غير متقدم أبدا في الجزائر، متحدثة عن العديد من الباحثين الذين يعملون في هذا المجال ويحاولون تقديم أفضل ما لديهم، لكن المشكلة الأساسية التي تلقي بظلالها على البحث العلمي دائما تكمن في الوسائل والإمكانيات، لأن البحث العلمي يتطلب، بحسبها، أموالا كبيرة وتنظيما جيدا للأمور، حتى لا يجد الباحث نفسه في النهاية أمام طريق مسدود دون إمكانية المضي قدما مثلما يحدث في بعض الأحيان.
وفي إجابتها على سؤالنا حول إمكانية فرض تمويل البحث العلمي على المخابر الصيدلانية، قالت إنه لا يجب أن نحصر نظرتنا إلى الجانب المادي في الرعاية المادية من طرف الخواص، فهي يمكن أن تساهم قليلا في تحريك البحث العلمي، رغم أنه يجب التنبه إلى إمكانية وقوع بعض الانحرافات كالترويج لمنتج ما أو التضليل، لذلك فإن محدثتنا ترى بأنه يجب الحفاظ على نوع من الحياد للوصول إلى نتائج مرضية وموضوعية في مجال البحث العلمي.
س/ح

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com