ناقشت الحكومة خلال اجتماعها، أمس، برئاسة الوزير الأول، نذير العرباوي، الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية لضمان تلبية منصفة ومستديمة لاحتياجات السكان من...
تتأهب مدينة قسنطينة، لنزع الثوب القديم وارتداء آخر أكثر حداثة وعصرنة، بعد سنوات من تدهور عمرانها القديم وأزقتها العتيقة ومعالمها التاريخية ومرافقها...
دعا رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، يوم أمس، إلى ضرورة مواكبة واستغلال كل الحلول التي تتيحها التكنولوجيات الحديثة وخاصة الذكاء...
أقر مجلس الأمن الدولي، بمبادرة من الجزائر وبعد مشاورات دامت أكثر من 6 أشهر، بمبدأ المساواة في الاطلاع على وثائق المجلس الداخلية وغير المتاحة للنشر،...
كليوباترا تستظل بأشجار سكويا و تنهل من شجرة الحياة
يتوسط تمثال كليوباترا الشامخ حديقة مليانة، بولاية عين الدفلى ، وسط أشجار عملاقة لا مثيل لها بالجزائر، تحفها مختلف أنواع النباتات التزيينية ذات الألوان الزاهية و العطور التي لا تكاد تفارق الزائر، عقب مغادرته أسوار المدينة الموشحة بالاخضرار .
تتربع حديقة مليانة على مساحة تتجاوز هكتار و نصف ، وتحتوي على مختلف أنواع النباتات التزيينية و الأشجار التي تعود إلى حقب زمنية قديمة، كشجرة سكويا العملاقة ذات الخشب الأحمر التي يتعدى طولها 80 مترا، بجذع قطره 30 مترا .
تعانق جانكو بيلوبا اليابانية و السرو الكاليفورني
وتشير الأبحاث و الدراسات المتوفرة لدى جمعية جوهرة زكار لحماية النباتات في المدية، إلى أن مثل هذا النوع من الأشجار السروية الفصلية، توجد بكالفورنيا بطول 88 مترا ، و تتميز بأخاديد عميقة تميل إلى اللون البني القاتم ، و يمتاز خشبها الخام بالمتانة ، فضلا عن ذلك يوجد نوع من الأشجار النادرة من بينها شجرة «جانكو بيلوبا» أو شجرة المعبد، ذات الأصول اليابانية التي يطلق عليها شجرة الحياة، و تتأقلم مع عدة أوساط، حيث غرسها الصينيون القدماء و أولوا لها اهتماما كبيرا منذ أكثر من ألف سنة، فلهذه الشجرة فوائد عظيمة جدا، حيث تستغل أوراقها و مستخلصاتها لأغراض صحية وعلاجية ، وهي شجرة دائمة الخضرة أوراقها لها شكل قلوب، و ثمارها تشبه الجوز ، ويبلغ ارتفاع شجرة الجينكو زهاء 30 متراً وقطر ساقها نحو 6 أمتار.
الفرنسي ماتيران مورو رسم ثلاثة تماثيل لكليوباترا
يتوسط الحديقة تمثال كليوباترا و هي تحمل شعلة عبارة عن قنديل وسط نافورة ماء ، و يعد التمثال ثالث نسخة في العالم ، و قد نحته الفنان الفرنسي ماتيران مورو في القرن 19 ، و توجد منه نسختان، حسب مثقفي المدينة، النسخة الأولى بباريس و الثانية بريو دي جانيرو في البرازيل ، وهي تحفة فنية نادرة لا تزال تحافظ على جمالها و رونقها وسط فضاء أخضر يسر الناظرين، رغم الظروف المناخية التي تميز المنطقة، من بينها هطول الأمطار بغزارة سنويا، مصحوبة ببرودة شديدة، لكنها لم تؤثر على المواد التي صنع منها التمثال .
أهم ما يميز حديقة مليانة التي يعود تاريخ استحداثها إلى سنة 1870 بهندسة وتصميم فرنسي بلمسة إنجليزية، من حيث توزيع الأشجار و النباتات التزيينية و المساحات و فضاءات استقبال الزوار ، في ظروف تمكنهم من قضاء أوقات طويلة في الاستمتاع بجمال الحديقة.
فضاء ساحر و آمن يستقطب الوفود الأجنبية
يؤكد عمي "عبد القادر- م"، 70 سنة، متقاعد، بأنه يجد في حديقة مليانة الفضاء الأمثل لقضاء أوقات فراغه، خصوصا و أن الحديقة، كما قال، تقع وسط المدينة مقابل سوق مغطاة و البريد المركزي ، كما أنها آمنة و يمكن للعائلات زيارتها في الوقت الذي تريد لأنها محاذية لمصالح الأمن ، و الحديقة تعد رمز و تراث، كما قال محمد ع 66 سنة، بالنظر إلى توفر مختلف أصناف النباتات و الأشجار النادرة بها، من بينها شجرة سرو البحر المتوسط ، الزيزفون، وشجرة الجابونيكا ذات الأصول اليابانية ، وغيرها من الأنواع التي لا يمكن إحصاءها.
و أضاف المتحدث بأن عامة الناس، لا يستطيعون تحديد أنواع الأشجار و النباتات، إلا بالاستعانة بأهل الاختصاص و المعرفة ، مشيرا إلى أن جمعية زكار لحماية النباتات، شاركت في أشغال تصنيف الأنواع النباتية لهذه الحديقة التي من المفروض تصنيفها و منحها العناية الكافية لتجديد بعض الأنواع النباتية المهددة بالاندثار.
وتبقى الحديقة العتيقة في انتظار تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين حديقة الحامة و مليانة، من بين أجمل الحدائق على المستوى الوطني، كما أكد زائر آخر ، خاصة و أن موقعها جد متميز ، و لا تزال، حسبه، المكان المفضل لزوار ولاية عين الدفلى، كما أن الجمعيات الثقافية تختارها لتنظيم الأنشطة الثقافية و الفنية و تستقطب الوفود الأجنبية التي تزور المدينة الأثرية .
هشام.ج