مصنــع الإسمنــت بقسنطينـــة يحتــل الـمرتبـة الأولــى وطنيــــا في الإنتــــاج
احتل مصنع الإسمنت ببلدية حامة بوزيان بقسنطينة، خلال العام الماضي، المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج هذه المادة الحيوية، حيث حقق إنتاجا قياسيا تجاوز المليون و 100 ألف طن، وهو رقم تعدى الهدف المسطر لعام 2017 بنسبة 127 بالمائة، كما ساهم بشكل كبير في القضاء على نشاط المضاربين.
و بحسب ما أفاد به مصدر مطلع من المصنع للنصر، فإنه تم تسجيل قفزة نوعية في الطاقة الإنتاجية للمنشأة المجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية، سواء المتعلقة بالإنتاج أو الحفاظ على البيئة، حيث وصل مستوى الإنتاج في 2017 إلى مليون و 153 ألف طن، بعدما كان مقررا إنتاج 910 ألف طن فقط، مشيرا إلى أن هذه النتائج تعكس التطورات الحاصلة في المجال، بعد أن اعتمدت المؤسسة على سلسلة من الدوريات العلمية التكوينية للإطارات الشابة الجزائرية، التي يتراوح عمرها فيما بين 25 و 39 سنة.
و تابع مصدرنا بأن إدارة المؤسسة حققت أرباحا مالية و مؤشرات مرتفعة جد إيجابية لتطوير حجم و نوعية المنتوج، كما حققت رقما قياسيا في مجال البيع، إذ سوقت ما يفوق مليون و 125 ألف طن، وهذا يعود، كما قال، إلى السياسة التجارية التي تبناها المجمع من خلال تنظيم ملتقيات دورية مع المتعاملين التجاريين والاستماع إلى انشغالاتهم وتلبية مطالبهم، كما أشار إلى أنه تم تحقيق ارتفاع أيضا في المردودية، من خلال رفع سقف إنتاج المواد الأولية يوميا من ثلاثة آلاف طن إلى 3400 طن دون أية تكاليف مالية إضافية تكلف اعتمادات باهظة بالعملة الصعبة.
وفي مجال الحفاظ على البيئة، فقد أكد محدثنا بأن المصنع حاز على شهادة "إيزو " للحفاظ على البيئة، حيث يعتمد على عتاد متطور جدا لمعالجة النفايات الصلبة والمائية، فضلا عن اتخاذ إجراءات لمنع تسرب المواد الملوثة إلى باطن الأرض على غرار الزيوت، مشيرا إلى أنه تم اقتناء مصفي جديد للهواء لمنع تسرب الانبعاثات الملوثة في الجو، كما لفت إلى أن هدف المصنع خلال السنة الجارية هو زيادة مستوى الإنتاج أو على الأقل الحفاظ على الوتيرة الحالية.
و قد قامت إدارة المجمع باتخاذ القرارات التي من شأنها أن تحد من المضاربة و التلاعب في عملية شراء و بيع الإسمنت، حيث تم اعتماد نظام بيع إلكتروني يقوم فيه الزبون بتحديد احتياجاته و تقدم السلعة إليه مباشرة، و هو ما ساهم أيضا في الحد من ظاهرة الطوابير التي تعرفها نقاط البيع المختلفة، كما أكد مصدرنا بأن الإدارة رفعت التحدي ومنعت المضاربة خلال فترة توقف المصنع عن العمل شهر ماي الفارط، إذ تم إنتاج كميات كبيرة من المادة وتخزينها، فضلا عن مواصلة إنتاج المواد الأولية وكذا تحويل الزبائن إلى مصنع عين الكبيرة، الأمر الذي تسبب في خسائر للمضاربين الذين اقتنوا كميات كبيرة لبيعها بأثمان باهظة، لكن هذا الإجراء، بحسبه، فاجأهم، إذ ظلت الأسعار مستقرة عند مؤشرات معقولة، على خلاف ما عليه الأمر في ولايات الوسط أين ارتفع سعرها إلى 1100 دينار للكيس الواحد.
وذكر ذات المصدر، بأن المصنع تبنى سياسة تهدف إلى الانفتاح على المحيط الخارجي، من خلال قيام مسؤوليه بمبادرات اجتماعية، حيث تم تزويد مكتبة ديدوش مراد بعدد معتبر من الكتب، كما تم تجهيز ثلاث مطاعم مدرسية بالعتاد اللازم للطبخ، وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر تراهن على تصدير مادة الإسمنت، بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال هذه الصناعة الحيوية.
لقمان/ق