أحيت رواندا، بعد مضي ربع قرن، ذكرى الإبادة الجماعية، التي جرت في 1994 وقتل فيها 800 ألف شخص على الأقل معظمهم من إثنية التوتسي خلال مائة يوم، في مأساة غيرت وجه البلاد إلى الأبد.
وأشاد الرئيس الرواندي بول كاغامي الأحد بقوة شعبه الذي خرج من الهاوية ليصبح "عائلة متحدة أكثر من أي وقت مضى"، ووعد أنه "لن يكون هناك أي شيء على الإطلاق قادرا على تأليب الروانديين بعضهم على البعض الآخر. هذه القصة لن تتكرر، هذا التزامنا الثابت".
ورغم هذه المأساة تمكنت رواندا خلال 10 أعوام من بناء نفسها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، لكن الإبادة الجماعية الأخيرة في القرن العشرين لم تمح من الذاكرة. وما زالت آثار الصدمة واضحة على أولئك الذين عاشوها.
بدأت مأساة الإبادة بتحريض من نظام "الهوتو" المتطرف، والذي كان في السلطة آنذاك، وأسفرت الإبادة بين شهري أبريل ويوليو عام 1994، عن مصرع 800 ألف شخص على الأقل، كما تقول الأمم المتحدة، خصوصا من أقلية التوتسي ومن الهوتو المعتدلين.
وقد تسبب اغتيال الرئيس الرواندي، جوفينال هابياريمانا، وهو من الهوتو، مساء السادس من أفريل عام 1994، في اندلاع أعمال القتل الجماعية، حيث أعطت في اليوم التالي، القوات المسلحة الرواندية وميليشيا "الهوتو" المتطرفة، الأمر بارتكاب المجازر.
وبتشجيع من السلطات ووسائل إعلام ، بما فيها إذاعة محلية، ساهم قسم من الشعب ينتمي إلى كل الطبقات الاجتماعية، في الإبادة، بالهراوات أو المناجل، التي استهدفت الرجال والنساء والأطفال في جميع أنحاء البلاد، وتعرض للقتل أيضا أفراد من الهوتو رفضوا الاشتراك في عمليات القتل، أو المشتبه في تعاطفهم مع التوتسي.
ولم تتوقف المجزرة إلا بعد دخول التمرد "التوتسي" للجبهة الوطنية الرواندية إلى كيغالي في الرابع من يوليو، بقيادة زعيم عسكري شاب يبلغ من العمر 36 عاما هو بول كاغامي، الرئيس الحالي للبلاد.