عاشت تونس أمس يوما داميا بسقوط 37 شخصا من بينهم سياح من عدة دول أوروبية قتلى في هجوم إرهابي استهدف فندقين في مدينة سوسة الساحلية. بينما تبخرت الآمال في إنجاح موسم سياحي تعول عليه البلاد كثيرا في استرجاع عافية اقتصادها المنهار.
و قال الرئيس التونسي أن بلاده اليوم في مواجهة حركة عالمية و ليس بمقدورها التصدي لذلك بمفردها. مطالبا بوضع إستراتيجية دولية شاملة لمحاربة الظاهرة.
فقد قام مسلحان بالتسلل نحو شاطىء البحر في مركب القنطاوي السياحي و فندق «أمبريال مرحبا» بمدينة سوسة التونسية و أطلقا النار على سياح، و خلفت العملية 37 قتيلا و 36 جريحا من بينهم على الأقل 6 سياح أجانب من بريطانيا و بلجيكا و ألمانيا و النرويج و إيرلندا.
الهجوم على فندق من الطراز العالي في مدينة سوسة و هي القلب النابض للسياحة التونسية يأتي كضربة موجعة كبيرة لقطاع إستراتيجي في تونس، يمثل نسبة معتبرة من الناتج الداخلي الخام لتونس، و لم يتعافى قطاع السياحة بعد من آثار سيئة للهجوم الذي استهدف في مارس الماضي متحف باردو في العاصمة التونسية و خلف مقتل 21 سائحا أجنبيا. بعد أن سجل تقلصا بنسبة الربع في نشاطاته بفعل ذلك الهجوم. و قد بثت التلفزيونات التونسية أمس عقب الهجوم صورا لعشرات السياح من مختلف البلدان و هم يحزمون حقائبهم و يغادرون البلاد.
و قد سارع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي و رئيس الحكومة لحبيب الصيد إلى مكان الهجوم و تحدثا مع السياح هناك في محاولة لطمأنتهم. و قال الرئيس التونسي أن الهجوم يبرز مرة أخرى أن هناك حاجة إلى إستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب، و أن على كل الدول الديمقراطية أن توحد قواها لمواجهته. و يعد هجوم سوسة أمس الأكبر في تونس من حيث حجم خسائره البشرية، و لا شك أن الخسائر التي ستلحق تونس من جراء تداعياته ستكون أكبر. فقد سجل تراجع في عدد السياح الذين يدخلون تونس بنسبة 25.7 بالمئة بعد الهجوم على متحف باردو قبل ثلاثة أشهر. و كانت وكالات السياحة تراهن على استدراك الوضع و جلب عدد من السياح الذين عادة ما يحجزون في اللحظات الأخيرة، لكن توقيت هجوم سوسة أمس في عز الموسم السياحي بدد تلك الآمال و ألقى بضلال قاتمة على مستقبل الانتعاش السياحي في بلد ظل يراهن على بعث الاقتصاد المتعثر بعد تحقيق الاستقرار السياسي.
و دعت السفارة الفرنسية في تونس رعاياها إلى الحذر عبر رسائل نصية قصيرة من خلال تقليص تحركاتهم و تجنب أماكن التجمعات و عبر الرئيس الفرنسي لنظيره التونسي عن تضامن بلديهما في مواجهة الإرهاب. و خلال تبادل لإطلاق النار في محيط الفندق، بين عناصر الأمن و المهاجمين تم القضاء على أحدهما و سقط قتيلا في المكان، وأعلن رفيق الشلي وزير الدولة المكلف الشؤون الأمنية في تونس أن منفذ الهجوم هو طالب لا سوابق له. و قال الشلي في حديث إذاعي أن منفذ الهجوم هو طالب من جهة القيروان وسط البلاد». وأوضح أنه «دخل إلى الفندق عن طريق الشاطئ في زى مصطاف قادم للسباحة. و كان يحمل شمسية وسطها سلاح، وعندما وصل استخدم السلاح في الشاطئ والمسبح والفندق وعند مغادرته تم القضاء عليه. من جهة أخرى نقل رجل الأعمال حسين جنيح عن شهود عيان أن إرهابيين نزلا عبر زورق من المطاط من نوع « زودياك» واتجها نحو فندق «إمبريال مرحبا» وأن أحدهما أطلق النار من سلاحه على السياح المتواجدين هناك. و جرى تعقب و مطاردة شريك منفذ العملية إلى حين القبض عليه بعد ساعات من الواقعة. و أعلن مصدر محلي، فيما بعد أنه تم توقيف إرهابي ثانٍ يبلغ من العمر 24 عامًا، يعتقد أنه قام بتوصيل المنفذين بسيارة إلى منطقة الهجوم في سوسة بحسب إذاعة «موزاييك». وأوضح «المصدر» أنه تم توقيف الإرهابي الثاني بعد محاصرته بالقرب من منطقة الهجوم الإرهابي، في منطقة وادي العروق و يُشتَبَه في أنه قدم المساعدة لمنفذ العملية الإرهابية في القنطاوي و ذكر أنه من منطقة سليانة في وسط البلاد.
ع.شابي
قام تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أمس بالهجوم على مسجد للشيعة في الكويت، مستخدما المتفجرات، مما خلف مقتل 25 شخصا على الأقل.
و أعلنت الداخلية الكويتية مقتل 25 شخصا وإصابة 202 جراء تفجير وقع في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر أثناء صلاة الجمعة أمس. و أكّد تنظيم «الدولة الاسلامية» في وقت لاحق من المساء مسؤوليته عن الهجوم.
واستهدف الهجوم مسجد الإمام الصادق الذي كان مكتظا بنحو ألفي مصل أثناء صلاة الجمعة في مدينة الكويت. وأظهرت مشاهد مصورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حجم الدمار الهائل داخل المسجد
وقال خليل الصالح عضو مجلس الأمة الكويتي إن المصلين كانوا راكعين في الصلاة عندما وقع انفجار مدو حطم الجدران والسقف، مضيفاً أن «انتحاريا يعتقد أن عمره أقل من 30 سنة نفّذ الانفجار وأنه رأى عدة جثث ملطخة بالدماء على الأرض. وزار أمير الكويت مكان التفجير وتفقد الجرحى.
ولاحقاً أعلن تنظيم «الدولة الاسلامية»، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي المسؤولية عن الهجوم انتحاري. و كانت داعش قد تبنت هجومات على مساجد للشيعة في المملكة العربية السعودية الشهر الماضي، لكنها نقلت أهدافها الآن على الكويت الدولة الصغيرة المجاورة للعراق، و قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الهجوم على مسجد الإمام الصادق في الكويت يبرز بجلاء أن الإرهاب لا حدود و لا جنسية له، و أن لا أحد في مأمن عن الإرهاب. و قال أسامة النجيفي نائب رئيس الوزراء العراقي أن ما عاشته الكويت أمس هو امتداد لما يعيشه العراق منذ أكثر من سنة.
وقال بيان «داعش» إن المهاجم ويدعى أبو سليمان الموحد استهدف «وكرا خبيثا ومعبدا للرافضة المشركين..وأهلك وأصاب الله على يديه العشرات منهم».
من جهته، قال رئيس الوزراء الكويتي جابر المبارك الحمد الصباح أمس الجمعة إن الهجوم الذي تعرض له مسجد للشيعة يستهدف الوحدة الوطنية لبلاده. وأضاف أثناء خروجه من المستشفى الأميري «هذا الحادث يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية ونحن أقوى بكثير من هذا التصرف السيء».
وكالات
أودى هجوم مسلح وقع، أمس، بالوسط الشرقي لفرنسا بحياة شخص واحد وجرح اثنين آخرين، في ثاني هجوم تتعرض له فرنسا منذ بداية العام الجاري بعد الهجوم الذي استهدف مقر صحيفة شارلي ايبدو، وأعلن مؤيدون لتنظيم «داعش» في تغريدات على موقع «تويتر» مسؤولية التنظيم على الهجمات التي وقعت أمس ومنها الهجوم على مصنع الغاز الفرنسي
قتل شخص وأصيب آخرون بجروح في اعتداء نفذه شخص يحمل راية «داعش» صباح امس في مصنع للغاز قرب ليون وسط شرق فرنسا، واقتحم الشخص الذي يشتبه بتنفيذه الهجوم على مصنع الغاز في منطقة “سان كانتان فالافييه”، وفجر عددا من قوارير الغاز، وأعلن محققون العثور على جثة مقطوعة الرأس قرب الموقع. وقالت مصادر في الشرطة إنه تم توقيف الرجل الذي يشتبه بأنه شن الهجوم على مصنع الغاز في فرنسا.
ونقلت وسائل الإعلام الفرنسية أن شخصا يحمل راية سوداء قام بالهجوم على مصنع للغاز، في غرونوبل الفرنسية، ما تسبب في سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وأوضحت المصادر ذاتها، أن المعلومات الأولية تشير إلى أنّ المشتبه به قام بالدخول إلى المصنع، وعمد إلى التفجير، مشيرةً إلى أنه جرى اعتقاله. ولم تستبعد الجهات الأمنية حدوث هجمات أخرى، وهو ما دفع السلطات الفرنسية إلى إرسال تعزيزات أمنية كبيرة إلى منطقة الهجوم.
وذكرت صحيفة «لوموند» أن الانفجار ناجم عن قيام شخصين باقتحام مبنى المصنع على متن سيارة، ما أدى إلى سقوط جريح بين عمّال المصنع، مؤكدة أن واحدا من منفذي الهجوم تم اعتقاله من قبل الشرطة الفرنسية. وبحسب صحيفة «لودوفين ليبيري» فإنّ الشخص الذي تم اعتقاله تقارب سنه الثلاثين، وإن أجهزة الاستخبارات الفرنسية كانت تراقب تحركاته في الماضي.
وقطع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند زيارته إلى العاصمة البلجيكية بروكسل حيث كان يشارك في قمة أوروبية، قبل أن يلغي مشاركته فيها ليعود لفرنسا بسبب الهجوم، وقال في تصريح صحفي من بروكسل «أن الهجوم إرهابي ومن نفذه كان يريد إحداث تفجير كبير بسبب قارورات الغاز التي كانت في سيارته». وقال هولاند أن منفذ الهجوم أوقف ويتواصل التحقيق معه.وأكد هولاند من توقيف منفذ الهجوم المعروف لدى أجهزة الاستخبارات الفرنسية، ومواصلة التحقيق لمعرفة إن كان لديه شركاء.
من جانبه أمر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس «بالتعبئة الفورية» لقوى حفظ النظام لضمان «تشديد الأمن» في «جميع المواقع الحساسة» في منطقة ليون جنوب شرق البلاد اثر هجوم جهادي استهدف مصنعا في المنطقة. كما كشف وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، في تصريح للصحافة، هوية المشتبه به في تنفيذ الاعتداء على مصنع الغاز. ويتعلق الأمر بياسين صالحي البالغ من العمر 35 عاما. وأكد أن صالحي «على علاقة بالتيار السلفي» لكن سجله القضائي فارغ.
أنيس ن