احتشد مئات المتظاهرين أمس السبت في باريس للتنديد بالقمع المغربي ضد الصحراويين والمطالبة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي من أجل تنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها للشعب الصحراوي بتنظيم عاجل لاستفتاء تقرير المصير.
و اهتزت «ساحة الجمهورية» بقلب باريس على وقع شعارات الجالية الصحراوية المطالبة بالحرية و الاستقلال والمتضامنة مع مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي وشعبها في كل مواقع تواجدها .
وجاءت التظاهرة أيضا دعما ل19 سجين سياسي صحراوي لمجموعة «أكديم إزيك» في سجون الاحتلال المغربي والذين أصدر بحقهم أحكاما نهائية ظلما من قبل محكمة النقض بالرباط.
وأفادت مصادر صحراوية في تصريح ل(واج) في وقت سابق اليوم أن «السلطات المغربية وفي مسعى للتشويش على المظاهرة, دعت مواطنيها في فرنسا إلى التجمع في نفس المكان, في ساحة الجمهورية, مرفوقين بعائلاتهم» و حثتهم على « تعميم هذه الدعوة و تربية أطفالهم» بشأن ما وصفته ب»الحدث الجديد», في إشارة إلى عدوانها العسكري الاخير على منطقة الكركرات والذي لقي إدانة دولية واسعة.
ومن جهته, وصف السيد إبراهيم سيداتي, ممثل جبهة البوليساريو في باريس - في تصريح ل/واج/ - قبيل انطلاق المظاهرة التي حظيت بترخيص من السلطات الفرنسية « بالحدث الهام» باعتباره يشير «إلى وحدة و تماسك الشعب الصحراوي». و من بين مطالب المحتشدين أيضا أن تقف فرنسا «موقف المحايد والكف عن الانحياز إلى المغرب», و في هذا المنحى, كان ممثل جبهة البوليساريو محمد سيداتي قد أكد أمس الأربعاء أن الدور «السلبي» الذي تلعبه فرنسا في النزاع القائم بالصحراء الغربية يعقد عملية تجسيد مخطط التسوية الأممي, داعيا الحكومة الفرنسية الى التحلي «بالحياد», حسبما أفاد به بيان لمجموعة دراسة حول الصحراء الغربية.
كما أوضح محمد سيداتي, خلال تدخله في اجتماع حول التطورات الأخيرة عقب الاعتداء المغربي على الكركرات - نظمته المجموعة يوم الاربعاء - انه «لولا الدور السلبي لفرنسا في نزاع الصحراء الغربية, لكانت المسالة قد سويت بشكل عادل و سلمي».
وأضاف الدبلوماسي الصحراوي أن «انحياز الحكومة الفرنسية للطروحات المغربية بخصوص مسألة الصحراء الغربية لم يقم إلا بتعقيد مهمة الامم المتحدة», داعيا الحكومة الفرنسية «لاغتنام الظرف الحالي من اجل تبني دور آخر أكثر حيادا وإيجابية في الصحراء الغربية, دور يناسب فرنسا كونها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي».
كما أشار إلى أن «فرنسا لديها الامكانيات لإقناع المغرب حتى يجد طريق الشرعية الدولية و احترام الحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير المصير», مذكرا بان النزاع في الصحراء الغربية يظل مسألة تصفية استعمار و بالتالي قابلة لتطبيق اللائحة 1514 للأمم المتحدة.
وأكد الدبلوماسي الصحراوي أن مدنيين صحراويين كانوا يتظاهرون سلميا أمام الثغرة غير القانونية بالكركرات عندما قامت القوات العسكرية المغربية بالاعتداء عليهم وقامت بفتح ثلاث ثغرات جديدة من أجل توسيع الجدار أكثر إلى غاية حدود الصحراء الغربية مع موريتانيا في انتهاك لوقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين في سنة 1991 تحت إشراف الأمم المتحدة.