يجتمع البرلمان الألماني"البوندستاغ" غدا الأربعاء، لانتخاب أولاف شولتز مستشارا خلفا لأنجيلا ميركل، وبالتالي بدء حكومته الجديدة عملها رسميا.
وستسلم انجيلا ميركل، "المحافظة"، غدا الاربعاء بعد عملية التصويت، مقاليد الحكم إلى يسار الوسط للمرة الأولى منذ كان غيرهارد شرودر مستشارا للبلاد.
وبعد أكثر من شهرين من فوزه في الانتخابات التشريعية في أواخر سبتمبر الماضي، سينتخب "البوندستاغ"، شولتز على رأس ائتلاف غير مسبوق يضم ثلاثة مكونات هم "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" و "حزب الخضر" و "الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي".
و اتفقت الاحزاب الثلاثة على تشكيل ائتلاف حاكم جديد في البلاد، بعد 16 عاما من حكم حزب الاتحاد المسيحي (يمين الوسط).
ووقع الحزب الاشتراكي الديمقراطي و نظيره الليبرالي الحر و الخضر، المكونة لما يسمى بائتلاف "إشارة المرور" --نسبة إلى ألوانها الأحمر والأصفر والأخضر--، على اتفاقية الائتلاف لتشكيل الحكومة الألمانية التي ستحكم ألمانيا في السنوات الأربع القادمة، بعد أن أسفرت المفاوضات الشاقة بين قياداتها والتي استمرت لأكثر من شهرين، عن التوصل إلى اتفاق وأرضية مشتركة لبرنامج الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية.
وتتكون الاتفاقية من 177 صفحة بعنوان "مزيد من التقدم من أجل ألمانيا"، في أول تحالف حكومي من ثلاثة أحزاب في تاريخ ألمانيا.
وجاءت خطوة التوقيع بعد أن وافقت الأطراف الثلاثة بشكل منفصل على الاتفاقية، حيث حصلت على موافقة 98.8 % من أصوات مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، و 92.2 % من أصوات مؤتمر الحزب الديمقراطي الحر، بينما حصل 86 % من أصوات الخضر.ووافقت القواعد الحزبية على الاتفاقية كذلك.
وفي مؤتمر صحفي عقب توقيع الاتفاق أمس الاثنين، قال شولتز: "أود البناء على الجهود الألمانية لإنشاء اتحاد أوروبي قوي"، وتابع: "يجب أن تكون أوروبا قادرة على التصرف بقوة وثقة".
وعن الوضع الداخلي، قال شولتز: "يتعلق الأمر بانطلاقة جديدة لألمانيا، علينا الآن تحقيقها في وقت صعب لا نزال فيه نكافح جائحة كورونا".
وتتكون الحكومة الجديدة من 16 حقيبة وزارية نصف أعضائها من النساء.
و أشادت مجموعة من السياسيين الألمان البارزين بميركل، حيث كتب عنها فولفغانغ شوبل، الرئيس السابق للبرلمان الألماني في مقال في الأسبوعية الألمانية "بيلد أم زونتاغ" أول أمس الأحد : "كان حظا سعيدا لبلدنا".
كما قال وزير الداخلية الاتحادي المنتهية ولايته هورست زيهوفر، عن أنجيلا ميركل بأنها "لاعبة قوى سياسية استثنائية".
وكتب للصحيفة الألمانية ذاتها: "قامت بوظيفتها بدقة ومثابرة لا تصدق. لم اقابل تقريبا شخصا من طرازها خلال ال50 عاما الماضية في الوسط السياسي".
من جهته، قال سيغمار غابرييل، الذي شغل سابقا منصب نائب ميركل ووزير الخارجية في حكومتها، ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي أيضا، إن "البلاد ظلت مستقرة في ظل رئاسة ميركل للمستشارة لمدة 16 عاما. في ظل فترة شهدت أزمات عديدة".
ويوم الخميس الماضي، نظم الجيش الألماني حفل وداع للمستشارة ميركل.
وأج