كشف فرناندو بيرايتا الناشط السياسي الإسباني عن تنظيم وقفة احتجاجية عارمة بمدريد السبت المقبل مناهضة لموقف الحكومة الإسبانية المخزي ضد القضية الصحراوية، فيما انتقد سياسيون وخبراء إسبان بشدة موقف الحكومة الإسبانية الجديد من قضية النزاع في الصحراء الغربية، كونها تواصل أسلوب المراوغة للقفز على الشرعية الدولية من خلال تقديم مبررات «واهية» لموقفها.
و أكد بيرايتا أن المجتمع المدني و الطبقة السياسية و المنظمات النقابية في إسبانيا، «على وعي تام بحجم المؤامرة التي حيكت ضد القضية الصحراوية العادلة».
وكان الاسبانيون قد تظاهروا، أول أمس الثلاثاء، رفضا للموقف الجديد لحكومة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إزاء قضية الصحراء الغربية. وخرج المتظاهرون في عدة مدن منها اشبيلية، سرقسطة ومالاغا، رافعين الأعلام الصحراوية ومعبرين عن دعمهم للشعب الصحراوي ونضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال، ورفضا لقرار مدريد التي «تخلت عن موقفها التقليدي المتمثل في الحياد»، و اصطفافها إلى جانب المغرب.
و دعا المتظاهرون إلى احترام الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والاعتراف الرسمي بالمسؤوليات التاريخية للدولة الإسبانية في النزاع في الصحراء الغربية.
من جهة أخرى، ندد وزير الخارجية الإسباني السابق، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، في تصريحات للصحافة، تغيير الحكومة الاسبانية موقفها في ما يتعلق بالصحراء الغربية، مؤكدا أن «كل المبررات التي قدمتها الحكومة بهذا الشأن واهية». وبرر المسؤول الاسباني السابق أن «تغيير الموقف من الصحراء الغربية بهذه الطريقة أمر لم يجرؤ حتى فرانكو على فعله : دون مناقشته في مجلس الوزراء»، مضيفا : «إنها بادرة من مستبد، يطرد كل قواعد التعايش في السياسة الخارجية».
وشدد الوزير السابق على أن موقف الحزب الشعبي، مدعوما بالقوى السياسية الإسبانية، كان دوما «التمسك بحل نهائي وعادل بين الطرفين يضمن لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره طبقا لنصوص و مواثيق الأمم المتحدة».وعرج غارسيا مارغايو على ما وصفه بالأكاذيب، سواء ما تعلق منها بخصوص موقف الحزب الشعبي من حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، أو علاقة إسبانيا بدول المنطقة.
وشدد، من جهته، شابال لابوردا، نائب رئيس بلدية فيالبونا وعضو حزب بيلدو الباسكي، بأنه «لا أحد يمكنه أن يتجاوز الشرعية الدولية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال».
وتأسف شابال لابوردا لوضع الشعب الصحراوي الذي قال بأنه «كان ضحية لمؤامرة دولية»، داعيا حكومة بلاده «لتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه هذا الشعب، بصفتها المسؤولة تاريخيا عن الإقليم».
كما طالب رئيس الحكومة الاسبانية بضرورة تقديم «اعتذار للشعب الصحراوي فورا»، مؤكدا «دعمه ودعم حزبه وبلديته للشعب الصحراوي من أجل نيل حريته والاستقلال».
أما الباحث الإسباني ألبيرتو مايستري أفوينتي، فقد وصف من جهته «تعاطي الدولة الإسبانية مع حق الشعب الصحراوي بأنه يطبعه الكذب والاختباء كما كان دوما».وقال الباحث المختص في القضايا الإفريقية إنه «شيء مخجل أن تكون إفريقيا مازالت لم تتخلص من هيمنة الاستعمار بسبب إسبانيا».
و في تعليقه على تصريحات وزير خارجية إسبانيا ببروكسل، والتي قال فيها إن «إسبانيا تدعم (المبعوث الأممي) ستافان دي مستورا في مهمته من أجل التوصل إلى حل في إطار الأمم المتحدة»، قال الباحث: «هذه هي إسبانيا المراوغة و التي تتلاعب بقرارات الأمم المتحدة الواضحة».
ويرى السيد أفوينتي أن «تصريح (الوزير) ألباريس يذكرنا بنفس الكلام الذي ظلت إسبانيا تكرره منذ 1975 بأنها ملتزمة بإجراء الاستفتاء (لتقرير مصير الشعب الصحراوي)، و ما إن غادرت الصحراء الغربية و تركتها للأطماع المغربية، حتى عادت و نشرت مذكرة توضح فيها أن إنهاء الاستعمار لم يكتمل بعد حتى يقرر الشعب الصحراوي مصيره»، معقبا في السياق بالقول : «إنها الديماغوجية وسلوك مثير حقا للشفقة».
وعليه، اختتم الباحث الاسباني بالتذكير بأن «قرارات الأمم المتحدة واضحة فيما يتعلق بتقرير المصير للشعب الصحراوي».
ق.و