أكد خبراء ومحللون، أمس، أن الموقف الإسباني الأخير حول القضية الصحراوية، هو مزايدة ومحاولة للتقرب من أطراف خارجية، وأوضحوا أن هذا الموقف مرتبط بمتغيرات جيوسياسية إقليمية ودولية ، و قد يعصف بالحكومة الإسبانية الحالية، في ظل الرفض الشعبي والحزبي في إسبانيا واعتبروا أن هذا الموقف ظرفي ولن يستمر طويلا ومن المنتظر أن يتم التراجع عنه، كما أنه لن يؤثر على مسار القضية الصحراوية.
وأوضح المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية البروفيسور عبد الوهاب بن خليف، في تصريح للنصر، أمس، أن الموقف الأخير للحكومة الإسبانية ، بخصوص القضية الصحراوية، جاء مفاجئا ، كون أن الموقف الإسباني كان محايدا من قبل.
ويرى أن الموقف الإسباني الأخير، مرتبط بمتغيرات جيوسياسية إقليمية ودولية، و قال إن هذا الموقف ظرفي ولن يستمر طويلا، بالنظر إلى الرفض الشعبي و أيضا رفض العديد من الأحزاب السياسية الإسبانية وخاصة الأحزاب المشكلة للحكومة، والتي لم تستسغ هذا القرار وطالبت بإعادة النظر في الموقف الإسباني تجاه القضية الصحراوية.واعتبر أن الاحتجاجات والمظاهرات في إسبانيا، الرافضة للموقف الإسباني، من الممكن أن تؤدي إلى إسقاط الحكومة الإسبانية في القريب العاجل، حيث لم يستبعد إعادة النظر في هذا القرار.
كما أكد المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية البروفيسور عبد الوهاب بن خليف ، أن القرار الاسباني الأخير، لن يؤثر على مسار القضية الصحراوية وإن كان يفترض أن تكون إسبانيا أكثر الدول حرصا على تنظيم الاستفتاء وإعادة الأرض لأصحابها، لأن إسبانيا هي المستعمر السابق للصحراء الغربية وهي الدولة التي أبرمت صفقة في السبعينيات مع المغرب وموريتانيا لتقسيم الصحراء الغربية ، ويفترض أن تكون جزءا من الحل السياسي وليس العكس، مؤكدا أن القضية الصحراوية هي قضية تتعلق بتصفية الاستعمار من جانب أخر أوضح المحلل السياسي، أن المغرب له تأثير كبير بخصوص الموقف الإسباني الأخير من القضية الصحراوية. كما أشار إلى أن القرار السياسي المغربي، هو قرار غير مستقل ويتأثر بالكيان الصهيوني أو بفرنسا أو بإسبانيا.ومن جانبه، أوضح المحلل السياسي، الدكتور بشير شايب في تصريح للنصر، أمس، أن الحكومة الإسبانية هي حكومة ائتلاف و أن هناك اختلاف بين المكونات الحزبية لهذه الحكومة، وبالتالي فموقف رئيس الحكومة الإسباني يلزم خطه السياسي أو الحزبي ويدخل أكثر في إطار التنافس وعدم الإجماع بين الطبقة السياسية في إسبانيا حول القضية الصحراوية.
وقال إنه من المنتظر أن تتراجع الحكومة الإسبانية عن هكذا قرار ، كون أن هذا التصريح لم تصاحبه خطوات دبلوماسية أخرى ولم يتغير أي شيء على الأرض، حيث سينقشع الضباب على حقيقة الموقف الإسباني من القضية الصحراوية في الأيام القادمة.
و ذكر المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، أن إسبانيا عليها مسؤولية تاريخية فهي التي كانت تحتل إقليم الساقية الحمراء ووادي الذهب و بقيت على موقفها المتوازن من القضية ، ولكن هذه الخرجة لرئيس الحكومة الاسباني لا يمكن قراءتها ضمن التطور الطبيعي للموقف الإسباني بقدر ما هي صراعات داخلية داخل الائتلاف الحاكم في إسبانيا.ولم يستبعد المحلل السياسي الدكتور بشير شايب، سقوط الحكومة الإسبانية الحالية، مضيفا أن الموقف الإسباني الجديد من القضية الصحراوية هو نتيجة لخلافات داخل الحكومة الاسبانية و مزايدة ومحاولة للتقرب من أطراف خارجية. مراد -ح