استهدف صباح أمس جيش الاحتلال الصهيوني خيمة للصحفيين بمستشفى ناصر بخان يونس، مما أدى إلى استشهاد صحفي وشاب، كما أصيب 9 صحفيين آخرين بجروح عدد منهم حالاتهم خطيرة، وأظهرت فيديوهات التقطت أثناء قصف الاحتلال للخيمة مشاهد قاسية لأحد الصحفيين والنيران تلتهم جسده، رغم محاولات زملائه نجدته.
ومع استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي أمس في خيمة الصحفيين في مستشفى ناصر بخان يونس، ارتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر 2023 إلى 210 شهيد، وندد صحفيون في غزة باستهداف زملائهم، وأكدوا في منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الصحفي في غزة تحول إلى هدف مشروع للقتل، إما حرقا أو أشلاء أو حتى يمضي بلا بقايا تبخرا كآلاف الشهداء الآخرين، ودعا صحفيو غزة إلى تحرك دولي لحمايتهم، ووقف جرائم الاحتلال وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد في هذا الإطار ممثل حركة حماس في الجزائر يوسف حمدان في تصريح صحفي أمس أن استهداف الصحفيين في غزة ليس حدثا عرضيا، تماما كما استهدفت الطواقم الطبية والدفاع المدني، وفرق الهلال الأحمر، والنساء والأطفال والشيوخ، مؤكدا أن استهداف الصحفيين كان مقصودا في إطار سياسة تنكيل وانتقام ومخطط تصفية عرقية وإبادة جماعية تعكس حقيقة الكيان الصهيوني الذي يحلم البعض بالعيش معه في سلام، مضيفا بأن هذه الجرائم لن تخمد صوت الصحفيين، لافتا إلى أن أصوات كل الصحفيين الأحرار في العالم، كما الصحفيين الجزائريين هم صدى لصوت صحفي غزة الذين استهدفهم الاحتلال فجر أمس، مؤكدا أن الصورة لن تغيب، ولن تمر هذه الجرائم تحت جناح التغييب أو الانشغال.
وفي السياق ذاته أكدت حركة حماس أن استهداف مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين في خيمتهم جريمة نكراء واستمرار مشين لانتهاكات الاحتلال الفاضحة لكل القوانين والأعراف الدولية، وأكدت أن ما يجري في القطاع هو إرهاب للصحفيين عن القيام بواجبهم، ودعت الحركة الصحفيين حول العالم والمؤسسات الصحفية والإعلامية الدولية، للعمل على فضح جرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين، والتضامن معهم في مواجهة حرب الإبادة الوحشية التي يواصل العدو الصهيوني شنها على قطاع غزة.
كما أدان المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان الاستهداف المباشر الذي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس ضد خيمة للصحفيين الفلسطينيين، منتقدا في بيان نشره أمس غياب أي محاسبة دولية لهذه الجرائم، وقال إن هذه الممارسات الإجرامية هي استعراض للقوة وإعلان عملي عن الإفلات من العقاب، مؤكدا أن سياسة الإفلات من العقاب وغياب أي محاسبة دولية فاعلة عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين، يمثل ضوءا أخضر له للتمادي في جرائمه وانتهاكاته لحرية الصحافة وحق الوصول إلى المعلومات، ودعا المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان لفتح تحقيق دولي شامل في الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الصحفيين، واتخاذ إجراءات فورية بما يفضي بمحاسبة المتورطين وتعويض الضحايا، والضغط على المحتل من أجل وقف الاستهداف المباشر والقتل العمد للصحفيين وحماية عملهم وتمكينهم من أداء رسالتهم ونشر الحقيقة، إلى جانب السماح للصحفيين الدوليين بالدخول والعمل في قطاع غزة دون قيود أو شروط، مع ضمان سلامتهم، كما دعا إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على الاحتلال الإسرائيلي بسبب انتهاكه المنهجي والخطير للقانون الدولي، بما يشمل حظر تصدير الأسلحة، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة له.
من جانب آخر كشفت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 50752 شهيد و115 ألف جريح منذ بداية العدوان، ودعت الوزارة في بيان صدر أمس بمناسبة يوم الصحة العالمي إلى تحرك عاجل لإخراج المنظومة الصحية من دائرة الاستهداف وإتاحة الإمدادات الطبية الضرورية لتمكين الطواقم من تقديم الرعاية للمرضى والجرحى، وأشارت إلى أن 37 بالمائة من الأدوية و59 بالمائة من المهام الطبية رصيدها صفر، وأفاد نفس البيان أن العمليات والعناية المركزة وأقسام الطوارئ مستنزفة إلى مستويات غير مسبوقة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية، كما أن الجرحى والمرضى محرومون من خدمات التصوير التشخيصي بسبب تدمير الاحتلال لأجهزة التصوير الطبقي والرنين المغناطيسي، مشيرا إلى أن إغلاق المعابر ومنع الإمدادات الغذائية يهدد أكثر من 2 مليون مواطن بسوء التغذية والإصابة بفقر الدم خاصة الأطفال منهم، كما أن التطعيمات غير متوفرة في القطاع، لافتا إلى أن طواقم الإسعاف والفرق الإنسانية التي تعمل ضمن دائرة الاستهداف المباشر خلال مهام إنقاذ الجرحى استشهد منهم 1300 شهيد .
وفي نفس السياق أشارت وكالة الأونرا في بيان نشرته بمناسبة يوم الصحة العالمي أن الكوادر الصحية يقتلون أو يصابون في غزة، كما تتعرض المراكز الصحية للهجوم باستمرار، والإمدادات الطبية الصحية الأساسية تنفذ، والطواقم الطبية منهكة بعد أن كرست حياتها دون توقف لخدمة المجتمع والمصابين.
وبخصوص الإمدادات والمساعدات الإنسانية قالت الأونروا إن المخزون يوشك على النفاد، والوضع يزداد سوءا، ودعت إلى ضرورة إنهاء الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية مجددا. نورالدين ع