قال "سيتي بنك" أن معدل التضخم في المملكة المتحدة في طريقه ليصل إلى 18.6 بالمئة بحلول جانفي القادم، وهو أعلى مستوى منذ ما يقرب من 45 عاما، مدفوعا بارتفاع أسعار الغاز.
وتوقع "سيتي بنك"، أحد أكبر البنوك الاستثمارية في العالم، أن ترتفع أسعار الطاقة بالنسبة للأسرة المتوسطة على نحو سنوي لتصل إلى 4567 جنيها إسترلينيا في جانفي 2023، ثم 5816 جنيها إسترلينيا في أبريل 2023، مقارنة بالمستوى الحالي البالغ 1971 جنيها إسترليني سنويا، وفق ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وأشار البنك إلى أن هذه الزيادات ستؤدي إلى ارتفاع حاد في معدل التضخم، المتزايد بالفعل، وسيكون لها أثر شديد على معيشة الأسر في بريطانيا.
وقال بنجامين نابارو الخبير الاقتصادي في البنك "إننا نتوقع الآن أن يصل التضخم في مؤشر أسعار المستهلك لذروته عند أكثر من 18 بالمئة في جانفي القادم، وهو الأعلى منذ أزمة النفط الثانية في عام 1979، حين بلغ مؤشر أسعار المستهلك 17.8 بالمئة".
وأوضح نابارو أن ارتفاع التضخم لهذا المستوى سيضغط كثيرا على دخول الأسر وسيدفع الاقتصاد البريطاني أكثر نحو الركود، لكنه توقع أن يتحرك بنك إنجلترا لزيادة تشديد سياساته النقدية.
وتتراوح أسعار الغاز الطبيعي بالجملة في بريطانيا وأوروبا حاليا عند مستويات أعلى 10 مرات تقريبا من المستويات الطبيعية.
وكان بنك إنجلترا قد أعلن، في وقت سابق من الشهر الجاري، رفع أسعار الفائدة للمرة السادسة على التوالي، في مسعى منه لكبح عجلة التضخم المتسارعة وتجنيب انزلاق الاقتصاد في أزمة أسعار.
ورفع البنك أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لتستقر عند 1.75 بالمئة، في أعلى زيادة منذ عام 1995.
ولم يتوقف بنك إنجلترا عن رفع أسعار الفائدة منذ ديسمبر الماضي، فيما لم يتوقف عن خطوات التشديد النقدية في كافة الاجتماعات اللاحقة، بينما لم تنجح مساعيه حتى الآن في كبح جماح التضخم.
وتوقع البنك ارتفاع التضخم في أسعار المستهلك لأكثر من 13 بالمئة بحلول نهاية العام الجاري، في ظل الارتفاع الحاد في أسعار الغاز والطاقة والنقل والغذاء.
واج