استـشهاد 7 رضع في يوم واحد بسبب الجفاف وسوء التغــذية بغزة
يزداد الوضع الإنساني في محافظة غزة وشمالها سوءا يوما بعد يوم مع استمرار الحصار ومنع الكيان الصهيوني دخول المساعدات الغذائية، وكشف في هذا السياق التقرير اليومي الصادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن وفاة 7 رضع في يوم واحد بسبب الجفاف وسوء التغذية، ولم تجد الأمهات حليب الأطفال لإرضاع أبنائهن، كما تناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة مشاهد فضيعة لرضيع يبلغ من العمر 45 يوما استشهد بسب عدم وجود حليب الأطفال، وأرجع الأطباء في غزة سبب الوفاة لجفاف جسمه لعدم الرضاعة، كما تحدث والد الرضيع بمرارة عن مقاومة الجوع والظروف الصعبة التي يعيشونها في شمال غزة مما أدى إلى استشهاد ابنه.
استمرار الحصار الصهيوني على قطاع غزة يجعل حياة 700 ألف شخص في خطر، والأوضاع تزداد سوءا في ظل نفاد كل الأطعمة بما فيها تلك التي كانت توجه للحيوانات التي اضطر سكان غزة لأكلها، وحتى المزارع المحاذية نفدت هي الأخرى من الثمار غير الناضجة وبعض الحشائش التي كان السكان يسدون بها الجوع، ودخل سكان غزة حسب المكتب الإعلامي لحركة حماس مرحلة الخطر والجوع يفتك كل العائلات، ويظهر ذلك من نحافة الأجسام، كما اضطر السكان للخروج في مظاهرات شمال غزة لتوجيه نداء استغاثة للمجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية لإنقاذهم من هذه المحنة التي حلت بهم والحصار الشديد الذي يفرضه عليهم الكيان الصهيوني الذي تجرد من كل مظاهر الإنسانية ويرتكب أبشع حرب إبادة في التاريخ المعاصر.
في سياق متصل أعلنت وكالة الأونروا عن تراجع المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة خلال الشهر الجاري بنسبة 50 بالمائة مقارنة مع شهر جانفي الماضي، وأشار ممثل عن الوكالة إلى أن المساعدات لم تدخل شمال غزة منذ حوالي شهر، وهو ما يؤكد إمعان الكيان الصهيوني في استخدامه سلاح التجويع ضد المدنيين الأبرياء، الذين ينتقم منهم بعد صمودهم في أرضهم وإبطالهم لمخططات الاحتلال في تهجيرهم قسريا خارج قطاع غزة.
وأشار بيان وكالة الأونروا الصادر أمس إلى أن معدل شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة الشهر الجاري يقدر بـ 98 شاحنة في المتوسط، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالشهر الماضي، وأشار نفس البيان إلى أن عدد الشاحنات التي تدخل غزة أقل بكثير من الهدف المحدد وهو 500 شاحنة في اليوم، كما تحدثت الأونروا عن صعوبات كبيرة في إدخال الإمدادات عبر كل من معبري كرم أبو سالم ورفح، وأشار بيان الوكالة إلى أن شاحناتها تكافح من أجل الدخول لقطاع غزة بسبب القيود الأمنية والإغلاق المؤقت في كلا المعبرين، مؤكدا بأن الأونروا اضطرت إلى التوقف مؤقتا في بعض الأحيان عن تفريغ الإمدادات بسبب المخاوف الأمنية، كما تأثر أمن إدارة المعابر بشدة بسبب استهداف الاحتلال العديد من رجال الشرطة الفلسطينيين في غارات جوية بالقرب من المعابر مؤخرا. وأشار المفوض العام للأونروا فليب لازاريني في تصريحات صحفية إلى أن المساعدات كان من المفترض أن تزيد ولا تنقص لتلبية الاحتياجات الهائلة لمليوني فلسطيني يعيشون في ظروف معيشية بائسة، مشيرا إلى مجموعة من العقبات التي تواجههم والمتمثلة في غياب الإرادة السياسية والإغلاق المنتظم للمعابر، وانعدام الأمن بسبب العمليات العسكرية.
من جانب آخر انتهت أمس مهلة الشهر التي منحتها محكمة العدل الدولية للكيان الصهيوني لتقديم تقريره حول التدابير الاستثنائية التي أمرته باتخاذها فيما يتعلق بالوضع في غزة، ومنها منع كل الأعمال التي من شأنها أن تؤدي إلى ارتكاب إبادة جماعية، وفتح المجال لدخول المساعدات الإنسانية للمدنيين في القطاع، إلا أن الكيان الصهيوني كثف من عدوانه على غزة وارتكب المزيد من المجازر بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتقاء 3525 شهيدا منذ صدور قرار محكمة العدل الدولية، كما أن المساعدات الإنسانية تراجعت بشكل كبير، ويمنع جيش الاحتلال وصولها إلى شمال غزة، والوضع الإنساني يزداد سوءا والجوع يفتك بالمواطنين والرضع يموتون، ويضرب بذلك الكيان الصهيوني قرارات محكمة العدل الدولية عرض الحائط غير مبال بما صدر عنها، رغم الإجماع الدولي على أن ما يحدث في غزة أمر فضيع ولم يسبق وأن شهدت البشرية مثل هذه الجرائم وحصار أكثر من مليوني شخص وتجويعهم وقتلهم بأساليب بشعة.
وعلى صعيد الوضع الميداني في غزة يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المزيد من الجرائم في حق المدنيين العزل، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال خلال 24 ساعة 10 مجازر أدت إلى استشهاد 90 شخصا أغلبهم من النساء والأطفال، ويكثف جيش الاحتلال القصف على منطقة دير البلح وسط غزة التي ادعى أنها آمنة وطلب من المدنيين النزوح إليها، كما يركز الاحتلال القصف على منطقة رفح جنوب القطاع المكتظة بالنازحين، كما لا يزال قادة الكيان الصهيوني يلوحون بنقل العدوان إلى رفح رغم التحذيرات الدولية من مخاطر ذلك على المدنيين الذين لجأوا إلى هذه المنطقة هروبا من حرب الإبادة التي ارتكبها جيش الاحتلال بمدينة غزة وشمالها وخانيونس. من جانب آخر تواصل المقاومة الفلسطينية تكبيد جيش الاحتلال الخسائر في المعدات والأرواح، وتبنت كتائب القسام أمس استهداف 15 جنديا صهيونيا بعبوة ناسفة وسقطوا بين قتيل وجريح، كما تبنت استهداف 4 جنود من مسافة الصفر في عبسان الكبرى، وفي السياق ذاته تبنت سرايا القدس عدة علميات ضد جيش الاحتلال، كما اعترف هذا الأخير بإصابة 8 جنود وضابط في معارك غزة خلال 24 ساعة الأخيرة. نورالدين ع