أكاديميون أوروبيون يدينون تدمير الكيان الصهيوني للنظــام التعليمي
وقّع 100 أكاديمي أوروبي عريضة تدين تدمير الكيان الصهيوني للنظام التعليمي في غزة، وأكدوا بأن المحتل خلال العدوان المستمر على غزة يمارس محوا منهجيا للنظام التعليمي برمته، وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء استهداف جيش الاحتلال المستمر للأكاديميين والمؤسسات التعليمية ومواقع التراث الثقافي في قطاع غزة.
وأشار الأكاديميون في عريضة أطلقها المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان بعنوان " إبادة التعليم في غزة" نشرت أمس إلى أن الهجمات العسكرية المستمرة على غزة أدت إلى تعطيل العملية التعليمية بشكل كامل بجميع أبعادها، الأمر الذي كان له أثار خطيرة على المدى الطويل، كما استهجنوا استهداف الاحتلال للشخصيات الأكاديمية والعلمية والمثقفة بغارات جوية محددة على منازلهم دون إنذار مسبق، وقتل مئات المعلمين وآلاف الطلاب، وتدمير وإلحاق أضرار بما يقدر بنحو 70 بالمائة من مجمل الجامعات والكليات في القطاع، ونبهوا في ذات العريضة إلى تعرض ست جامعات في قطاع غزة للتدمير الكامل أو الجزئي جراء هجمات جيش الاحتلال، كما دمر الاحتلال مباني جامعة "الإسراء" ومكتباتها ومختبراتها بشكل كامل في 17 جانفي الماضي، وحولها بعد أسابيع من ذلك ثكنة عسكرية، ثم مركز اعتقال مؤقت، وفي الوقت ذاته دمر الاحتلال حسب عريضة الأكاديميين الأوروبيين التي نشرها المرصد الأورو متوسطي المتحف الوطني في غزة، والذي كان يضم أكثر من 3 آلاف قطعة أثرية نادرة، تم الاستيلاء عليها من قبل قوات جيش الاحتلال وذلك على الرغم من أن القانون الإنساني الدولي يحظر الهجمات المتعمدة على المدنيين، ويطالب بالتمييز دائما بين الأهداف المدنية والعسكرية وتوفير حماية خاصة للمؤسسات التعليمية والممتلكات الثقافية.
وأشارت عريضة الأكاديميين الأوروبيين إلى قتل الاحتلال ثلاثة رؤساء جامعات وأكثر من 95 عميد جامعة وأستاذ، بينما اضطر 88 ألف طالب إلى الانقطاع عن تعليمهم الجامعي، ولم يتمكن 555 طالبا حصلوا على منح دولية من السفر إلى الخارج، كما قتل جيش الاحتلال وفق نفس المصدر أكثر من 4327 طالبا وجرح 7819 آخرين، في حين قتل 231 معلما وإداريا وأصيب 756 بفعل الهجمات المستمرة لجيش الاحتلال، وأكد الأكاديميون أن هجمات جيش الاحتلال في غزة قد ترقى إلى مستوى القتل المعرفي، وهو من شأنه أن يؤثر على مستقبل الشباب وأجيال كاملة من الأطفال الفلسطينيين في المستقبل، ودعا الأكاديميون الموقعون على عريضة المرصد الأورو متوسطي مؤسسات التعليم العالي والعلماء والأكاديميين في جميع أنحاء العالم إلى رفع أصواتهم بشكل لا لبس فيه ضد قتل الأكاديميين الفلسطينيين والتدمير المتعمد وواسع النطاق للممتلكات الثقافية والتاريخية الفلسطينية، وحث هؤلاء على ضرورة تسليط الضوء على هذا المظهر الخاص لجريمة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال بهدف تدمير الفلسطينيين جسديا وثقافيا، وجعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للسكن لإجبارهم على التهجير القسري، كما دعوا إلى مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الصهيونية المتواطئة، خاصة تلك التي بنيت على الأراضي الفلسطينية المحتلة وداخل المستوطنات غير القانونية، كونها تطبع سياسات الفصل العنصري تجاه الفلسطينيين والتطهير العرقي التدريجي واحتلال الأراضي الفلسطينية.
وعلى صعيد الوضع الإنساني في قطاع غزة تشهد المجاعة توسعا بشكل لافت، وأكد أمس المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الدكتور أشرف القدرة أن آلاف الأطفال يعانون من مضاعفات خطيرة نتيجة عدم توفر أنواع الحليب الخاص بهم شمال غزة، وكشف في بيان صحفي عن ارتفاع حصيلة الشهداء من الأطفال جاء سوء التغذية والجفاف إلى 27 شهيدا، مطالبا المؤسسات الأممية ومؤسسات الطفولة حول العالم بتوفير حليب للأطفال شمال غزة.
وفي الإطار ذاته كشف التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الصهيوني المستمر لليوم 159 على قطاع غزة الصادر عن وزارة الصحة عن ارتكاب جيش الاحتلال 10 مجازر ضد العائلات راح ضحيتها 88 شهيدا و135 إصابة خلال 24 ساعة، وارتفعت حصيلة العدوان إلى 31272 شهيد و 73024 إصابة منذ السابع أكتوبر الماضي.
من جانب آخر أكدت أمس وكالة الأونروا أن ما يمنع وصول المساعدات إلى غزة هو عدم تحقق الإرادة لفرض هذا الأمر، وأشارت في بيان نشر أمس أن سبع معابر بإمكانها أن تدخل تلك المساعدات بدل إسقاطها من الجو، والطريق لمن أراد فعلا أن يدخل المساعدات معروفة، ومع ذلك لفتت الوكالة إلى أن هناك إصرار عجيب من الجانب الإسرائيلي إلى التوجه إلى كل الحلول الأخرى بدلا من الحل الوحيد العملي السليم الآمن، وفي السياق ذاته أشارت حركة حماس إلى أن تصريحات الأونروا بعدم وجود إرادة دولية لإدخال المساعدات إلى غزة في ظل حالة المجاعة التي تتفشى وتتسع، هو إعلان إخفاق للمجتمع الدولي والأمم المتحدة، ورضوخ لسياسات الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني المجرم ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
نورالدين ع