جيش الاحتلال أعدم 400 مواطن وأحرق أزيد من ألف منزل
كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن إعدام جيش الاحتلال الصهيوني 400 مواطن في مجمع الشفاء الطبي على مدار 14 يوما من اقتحامه، ويوجد من بين الشهداء الذين أعدموا 13 طفلا قتلوا رميا بالرصاص وبدم بارد، كما قام الاحتلال حسب نفس المصدر بحرق 1050 منزلا بمحيط مجمع الشفاء، وعدد من المنازل التي أحرقت لم يسمح الاحتلال لقاطنيها بالمغادرة، وبذلك هم في عداد الشهداء المفقودين دون أن تتمكن الجهات الرسمية من تحديد عددهم.
كما عذب واعتقل جنود الاحتلال مئات المدنيين من المرضى والجرحى والطواقم الطبية داخل مجمع الشفاء وفي محيطه، وفي نفس الوقت لا يزال يحتجز 107 مرضى داخل المجمع في ظروف إنسانية سيئة ودون طعام وماء ودواء، ويوجد من بين المحتجزين 30 مريضا مقعدا وقرابة 60 كادرا من الطواقم الطبية، و يمنع الاحتلال حسب نفس المصدر كل محاولات إجلاء هؤلاء المرضى من خلال المؤسسات الدولية، مما يضع حياتهم على المحك وفي خطر محدق.
وفي السياق ذاته كان المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان قد وثق منذ أيام حالة مواطن أعدم الاحتلال ابنه أمامه بمجمع الشفاء وتركه ينزف وغادر المكان دون أن يتمكن من التدخل لاحتضانه أو إنقاذه بعد أن هدده جنود الاحتلال بالقتل أيضا، ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة والجرائم البشعة في حق الفلسطينيين الأبرياء من المدنيين الذين يلاحقهم في كل مكان مرتكبا المزيد من الجرائم، في ظل صمت دولي لم يتعد سقف تحركه عن المناشدات والمطالبة بوقف الحرب وإدخال المساعدات، دون أن يكون أي تحرك عملي ميداني لوقف هذه المذبحة التي تجاوزت النصف عام، ولا أحد يعلم متى ينتهي سفك دماء المدنيين في غزة في ظل عدم وجود موقف دولي قوي لوقف الكيان الصهيوني المارق عند حدوده. وفي سياق متصل نشر أمس المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان تقريرا جديدا حول الأوضاع بغزة بعنوان « قتل الجياع وقصف المساعدات « وكشف التقرير عن قتل جيش الاحتلال 563 فلسطينيا وأصاب 1523 آخرين خلال عملياته العسكرية التي استهدف فيها على نحو مباشر منتظري المساعدات ومراكز توزيع، وعاملين ومسؤولين عن تنظيم وحماية المساعدات وتوزيعها في قطاع غزة، ووثق نفس المرصد قتل جنود الاحتلال في الفترة ما بين 11 جانفي و23 مارس 256 فلسطينيا في منطقة دوار الكويت و230 على شارع الرشيد، كما سقط 21 شهيدا من العاملين في توزيع المساعدات برصاص جنود الاحتلال، اثنين منهم من المنتسبين لوكالة الأونروا، كما قتل جيش الاحتلال 41 شخصا من جهاز الشرطة ولجان الحماية الشعبية المسؤولة عن تأمين توزيع المساعدات.
وأشار تقرير المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان إلى أن استخدام الاحتلال الإسرائيلي التجويع كسلاح ناجم عن قرار سياسي رسمي من اليوم الأول للحرب، كما عبر عنه وزير دفاع حكومة الاحتلال وجرى تنفيذه على عدة مراحل متكاملة، شملت تشديد الحصار وإغلاق المعابر، ومنع إدخال البضائع التجارية، وتدمير كافة مقومات الإنتاج المحلي ومصادر الغذاء المحلية، وشدد نفس المصدر على أن الاحتلال يستخدم التجويع ومنع المساعدات وقتل الجياع ضمن خطة واضحة لاستكمال تنفيذ جريمة التهجير القسري ضد الفلسطينيين، وبخاصة شمال القطاع، حيث ما تزال تمنع وصول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى هناك، وهو ما أدى إلى تفشي حالة الجوع شمال غزة، مع النفاذ شبه الكامل لكل المواد الغذائية، الأمر الذي ترتب عنه ازدياد أعداد الوفيات بسبب الجوع وسوء التغذية والجفاف والأمراض المقترنة بهم، لاسيما بين الأطفال والرضع.
وأكد نفس التقرير على ضرورة حماية عمليات الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة، وأنه ينبغي على السلطة القائمة بالاحتلال، الامتثال بصورة كاملة لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني بتزويد السكان المدنيين بالإمدادات الغذائية والطبية اللازمة، وطالب المرصد الأورو متوسطي المجتمع الدولي بتفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على التوقف عن ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وكافة جرائمه التي يرتكبها في قطاع غزة منذ 6 أشهر، والضغط عليه للامتثال لقواعد القانون الدولي ولقرار محكمة العدل الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين من خطر الإبادة الجماعية، وتشكيل ضغط دولي فوري على الاحتلال من أجل وقف تنفيذ جريمة تجويع السكان ورفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة. وعلى صعيد التطورات الميدانية في غزة لليوم 177 من العدوان، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال خلال24 ساعة 8 مجازر وصل منها للمستشفيات 77 شهيدا و108 إصابة، كما ارتفع عدد شهداء العدوان الصهيوني منذ السابع أكتوبر إلى 32782 شهيدا و75298 إصابة، وارتكب جيش الاحتلال أمس عددا من المجازر البشعة كان منها قصف سيارة مدنية بحي بني سهيلا بخانيونس مما أدى إلى استشهاد 13 مدنيا، كما قصفت مسيرات تابعة للجيش الصهيوني أمس خيم الصحفيين والنازحين بمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، مما أدى إلى سقوط شهيدين وعدد من الجرحى. من جهة أخرى انتقدت حركة حماس أمس عزم إدارة الرئيس الأمريكي بايدن إرسال شحنات جديدة من الأسلحة تتضمن قذائف وطائرات حربية إلى الكيان الصهيوني، وجاء في بيان الحركة، أن ما تقوم به إدارة بايدن يؤكد الشراكة الكاملة لهذه الإدارة في حرب الإبادة الوحشية التي يشنها الاحتلال الصهيوني النازي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما يؤكد حسب نفس البيان كذب المواقف الأمريكية حول الوضع الإنساني في قطاع غزة والكارثة التي تسببت بها آلة القتل الصهيونية المدعومة أمريكيا.
نورالدين ع