موظفو الإغـاثة الأجانب في دائرة الاستهداف الصهيوني بغزة
اغتال، أمس، جيش الاحتلال الصهيوني 7 موظفين من عمال الإغاثة الإنسانية تابعين للمطبخ المركزي العالمي من جنسيات بريطانية وأسترالية وبولندية في قصف استهدف سيارتهم، بعد مغادرتهم مستودعا للمساعدات الإنسانية بدير البلح وسط قطاع غزة، ورغم أن نشاط هذه المجموعة التي تضم أجانب يقتصر على مجال الإغاثة الإنسانية ويتم نشاطها بالتنسيق مع جيش الاحتلال، إلا أنه استهدفهم وقصف سيارتهم ولم يسلموا من القتل.
و ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها جيش الاحتلال الصهيوني عمال الإغاثة التابعين لمنظمات دولية، بل جعلهم ضمن دائرة الاستهداف في قطاع غزة منذ اليوم الأول للعدوان المستمر لليوم 179، وذلك في إطار سياسة الترهيب التي ينتهجها هذا الكيان الغاصب وقصف كل شيء وجعله في دائرة الاستهداف، بهدف جعل غزة منطقة غير صالحة للحياة وتهجير سكانها قسريا، كما قتل جيش الاحتلال الصهيوني 172 موظفا تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين» الأونروا» وتأثرت 161 منشأة تابعة لذات الوكالة في غزة جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي حسب ما كشف عنه تقرير للأونروا، واستشهد 409 شخصا من النازحين في مراكز الإيواء التابعة لنفس الوكالة، وأصيب أزيد من 1400 آخرين، وتؤكد هذه الأرقام أن الاحتلال الصهيوني يمارس سياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة ويستهدف الشجر والحجر ومن يتحرك ولا يتحرك، دون تمييز بين مدنيين فلسطينيين وموظفين تابعين لوكالات إغاثة دولية.
وعبر أمس المفوض العام للأونروا «فيليب لازاريني»عن صدمته لمقتل سبعة من العاملين في المجال الإنساني في غزة عندما تعرضت قافلتهم للقصف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن المطبخ المركزي العالمي يقدم المساعدة الغذائية التي تشتد الحاجة إليها من طرف سكان غزة الذين يعانون الجوع، وفي السياق ذاته أدانت حركة حماس بأشد العبارات استهداف جيش الاحتلال الصهيوني للعاملين في شركة المطبخ المركزي العالمي جنوب دير البلح، وأكدت الحركة في بيان لها أن هذه الجريمة تؤكد مجددا أن الاحتلال لا زال يصر على سياسة القتل الممنهج ضد المدنيين العزل وضد فرق الإغاثة الدولية والمنظمات الإنسانية، في إطار مساعيه لإرهاب العاملين فيها، لمنعهم من مواصلة مهامهم الإنسانية، وطالبت حماس المجتمع الدولي ومجلس الأمن إدانة هذا الفعل الشنيع، والتحرك لوضع حد لجرائم الاحتلال وعدوانه على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
في سياق متصل يسعى الاحتلال ضمن المخططات الصهيونية الخبيثة لتهجير سكان غزة قسريا وتضييق الخناق عليه باستعمال سلاح التجويع، إلى إبعاد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين « الأونروا» من العمل في قطاع غزة وتفكيكها بخلق ذرائع مختلفة منها مزاعمه بمشاركة بعض موظفي الوكالة في هجوم 7 أكتوبر، رغم أنه لم يقدم أي دليل على ذلك، وكانت الوكالة أشارت إلى أن اعترافات بعض موظفي الوكالة المعتقلين كانت تحت التعذيب، ويحاول المحتل إبعاد الأونروا من أي دور في توزيع المساعدات الإنسانية في غزة ضمن مخططاته الخبيثة المكشوفة، وأكد في هذا الإطار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق حالات الطوارئ « مارتن غريفيتس» أمس أن أي جهد لتوزيع المساعدات في غزة بدون الأونروا محكوم عليها بالفشل، مؤكدا بأن الأونروا هي العمود الفقري للعملية الإنسانية في غزة، وأشار بيان لنفس الوكالة أن هذه الأخيرة تقدم المساعدات الإنسانية لما يعادل 85 بالمائة من سكان غزة، كما تعد المزود الرئيسي للتعليم الابتدائي وما قبل الثانوي، حيث كانت تضمن التعليم لـ 300 ألف طالب وطالبة بمدارسها قبل الحرب.
10 أطفال يفقدون أرجلهم يوميا في غزة جراء العدوان
كشف تقرير نشرته منظمة اليونيسف حول أوضاع الطفولة في قطاع غزة عن فقدان 10 أطفال أرجلهم يوميا جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل لأزيد من 6 أشهر، وأشار التقرير إلى قتل الاحتلال 13750 طفلا، إلى جانب 17 ألف طفل يتيم أو غير مصحوبين ومنفصلين عن ذويهم، كما توفي حسب نفس التقرير العشرات من الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف، بالإضافة إلى تدمير الاحتلال أكثر من 50 مدرسة بشكل كامل، من بينها عدة مدارس تابعة لوكالة الأونروا، ولفت نفس المصدر إلى حاجة جميع الأطفال في غزة للدعم في مجال الصحة العقلية والنفسية، كما حرم الاحتلال جميع الأطفال من التعليم لمدة تقرب من 6 أشهر.
وعلى صعيد تطورات الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، كشف أمس التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الصهيوني المستمر لليوم 179 الصادر عن وزارة الصحة عن ارتكاب جيش الاحتلال 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 71 شهيدا و102 إصابة خلال 24 ساعة ، كما ارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان حسب نفس التقرير إلى 32916 شهيدا و75494 إصابة.
نورالدين ع