استهداف صهيوني وحشي لمراكز إيواء النازحين شمال غزة
استهدف، أمس، جيش الاحتلال الصهيوني بطريقة وحشية مراكز إيواء النازحين التابعة للأمم المتحدة، وسقط عشرات الشهداء ومئات المصابين، كما لا يزال العشرات من المدنيين عالقين وانقطع التواصل معهم، وفي نفس الوقت لا يزال العديد من الشهداء تحت الأنقاض أو جثامينهم ملقاة في الشوارع لعدم تمكن طواقم الدفاع المدني من الوصول إليهم.
وكثف الكيان الصهيوني خلال الأيام الأخيرة من عدوانه الهمجي على مخيم جباليا وقصف مربعات سكنية بالكامل فوق رؤوس قاطنيها، وقام بتسويتها بالأرض، كما يواصل المحتل استهداف ما تبقى من المنظومة الصحية، حيث دمر بحي الزيتون مستوصف تابع للأمم المتحدة، كان يقدم خدمات بسيطة للمواطنين بعد أن استهدف الاحتلال أغلب مستشفيات القطاع، وفي نفس الوقت يحاصر جيش الاحتلال مستشفى العودة، واستهدف أول أمس مربعا سكنيا بمحيط مستشفى كمال عدوان، واستقبل هذا الأخير خلال اليومين الأخيرين أزيد من 60 شهيدا وعشرات الإصابات جلهم من النساء والأطفال، على الرغم من قلة الإمكانيات الطبية التي يمتلكها المستشفى، نتيجة الحصار الذي يفرضه المحتل على شمال القطاع.
وفي السياق ذاته كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس عن ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني 8 مجازر خلال 24 ساعة أدت إلى ارتقاء 70 شهيدا و110 مصابين، ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الصهيوني إلى 35456 شهيدا و79476 مصابا منذ السابع أكتوبر الماضي، وحذرت في هذا السياق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية الضرورية لتقديم خدمات الطوارئ والعمليات والرعاية الأولية، والتي نفدت حسب بيان الوزارة من المستشفيات وأماكن تقديم الخدمة، الأمر الذي يهدد حياة المرضى بالخطر، وناشدت الوزارة كافة المؤسسات الإنسانية والأممية والدولية العمل على توفيرها وإدخالها في ظل استمرار العدوان الصهيوني واحتلاله لكافة معابر قطاع غزة.
وبخصوص الوضع الإنساني للنازحين الفارين من جحيم العدوان الصهيوني الذي يلاحقهم في كل مكان، بعد أن تحولت كل محافظات غزة إلى مناطق مشتعلة، والقصف والدمار في كل مكان، أكدت أمس وكالة الأونروا أن 800 ألف نسمة برفح والتي تمثل نصف سكان المحافظة يتواجدون على الطرقات وفي المباني المدمرة بالمناطق الوسطى وخانيونس بعد أن أجبرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي على إخلاء مناطق واسعة من رفح، وأشار تقرير للأونروا نشر أمس إلى أن الفلسطينيين في غزة أجبروا على الفرار عدة مرات بحثا عن الآمان الذي لم يجدوه أبدا بما في ذلك في الملاجئ التابعة لوكالة الأونروا، وأبرز نفس التقرير أن النازحين لما يتنقلون من مكان لآخر يكونون عرضة للخطر، دون توفير ممر آمن أو حماية لهم، كما يضطرون في كل مرة إلى ترك ممتلكاتهم القليلة وراءهم، وعليهم أن ينطلقوا من الصفر من جديد، ولا يجدون في المناطق التي يفرون إليها الطعام والمياه الصالحة للشرب، ويزداد وضعهم سوءا بسبب نقص المساعدات والإمدادات الإنسانية الأساسية.
وأوضح نفس التقرير بأن الأونروا لم يعد في مخازنها إمدادات أخرى يمكن تقديمها للمواطنين، خصوصا وأن المعابر الرئيسية المؤدية إلى غزة مغلقة أو غير آمنة، وجددت الأونروا التأكيد على أن إدعاء الاحتلال بأن الناس يمكنهم الانتقال إلى مناطق آمنة أو إنسانية هو إدعاء كاذب، وفي كل مرة يعرض الاحتلال المدنيين لخطر جسيم، وأكدت نفس الوكالة أنه لا توجد في غزة مناطق آمنة، ولا يوجد مكان آمن، ولا أحد في أمان.
وعلى صعيد الجبهة الميدانية في قطاع غزة تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تكبيد جيش الاحتلال الصهيوني المزيد من الخسائر في المعدات والأرواح، وتبنت فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة أمس عدة عمليات ضد قوات جيش الاحتلال في محاور القتال المختلفة، خاصة بجباليا شمال القطاع ورفح جنوبا، كما اعترف جيش الاحتلال الصهيوني أمس بمقتل جنديين وإصابة 44 جنديا خلال 24 ساعة الأخيرة منهم 8 إصابات خطيرة، وفي نفس الوقت تعيش الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني المزيد من الخلافات والانشقاقات بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشها الجنود في معارك غزة وسقوط أعداد كبيرة منهم يوميا بين قتلى وجرحى وفشلهم في تحرير الأسرى أو إضعاف قوة المقاومة الفلسطينية.
نورالدين ع