حذرت منظمة اليونيسف من خطورة الوضع الإنساني في غزة، جراء إغلاق المعابر ومنع الاحتلال دخول المساعدات الإغاثية للقطاع، وكشف تقرير للمنظمة نشر أمس عن إحصاء أزيد من 3 آلاف طفل بغزة يتهددهم الموت بسبب نقص الغذاء وشح الماء، وجاء في نفس التقرير أن أطفال غزة يتعرضون لحرمان أعمى من صنع البشر، مشيرا إلى أن لدى اليونيسف إمدادات غذائية جاهزة لإيصالها، لكن الوصول الإنساني محدود بشكل قاس جدا، وطالبت بالوصول الفوري للمساعدات للمدنيين ووقف إطلاق النار، وأكدت المنظمة على ضرورة وقف العنف ضد الأطفال في غزة.
ويزداد الوضع الإنساني في قطاع غزة خاصة بالشمال تأزما، ومعاناة المواطنين تتفاقم أكثر، في ظل منع الاحتلال دخول المساعدات وفرض حصار خانق على سكان القطاع، وتحويل غزة التي يقطنها 2.4 مليون مواطن إلى سجن كبير، ومن لم يمت تحت القصف وبقنابل الطائرات ومدافع الدبابات يموت جوعا، خصوصا مع صمت المجتمع الدولي الذي لم يتحرك لهذا الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع، وتحدث في هذا الإطار عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق عن تسجيل أكثر من 40 حالة وفاة جوعا في قطاع غزة منذ بداية العدوان الصهيوني، وأغلب الحالات تخص أطفالا لم يتجاوزوا سن العاشرة، محذرا من تفاقم معاناة السكان الذين يفتقدون لأبسط مقومات الحياة الإنسانية في ظل الحصار المستمر والقصف المتواصل.
وإلى جانب الجوع وشح المياه ونقص الأدوية وظروف العيش القاهرة، يواجه سكان غزة يوميا آلة القتل الصهيونية التي لم تتوقف منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي، ويواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة الجماعية مرتكبا يوميا عدد من المجازر في حق المدنيين والنساء والأطفال، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس عن ارتكاب جيش الاحتلال 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 24 شهيدا و71 إصابة خلال 24 ساعة الماضية، لترتفع بذلك حصيلة العدوان الصهيوني إلى 37396 شهيدا و85523 إصابة منذ السابع أكتوبر الماضي.
وفي السياق ذاته أعلن جيش الاحتلال عن وفاة الطبيب إياد الرنتيسي رئيس مصلحة الولادة بمستشفى كمال عدوان في المعتقلات الصهيونية بعد اختطافه أثناء اقتحام المستشفى في الأشهر الماضية، وكان جيش الاحتلال قد قتل في معتقلاته قبل الدكتور الرنتيسي الدكتور عدنان البرش، ونددت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان نشرته أمس بهذه الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في حق الكوادر الطبية بعد اختطفاهم من مستشفيات القطاع وهم يؤدون واجبهم الإنساني في إنقاذ المرضى والجرحى، وناشدت الوزارة جميع المؤسسات الأممية والحقوقية ضرورة الكشف عن مصير عشرات الكوادر الصحية الذين تم اختطافهم من المستشفيات وهم يقومون بواجبهم الإنساني، كما اعتبرت حركة حماس جريمة اغتيال الطبيب الفلسطيني إياد الرنتيسي في المعتقلات الصهيونية بعد أشهر من اختطافه إلى جانب المئات من الأطباء والعاملين في المستشفيات والمراكز الصحية من قبل جيش الاحتلال الإرهابي، هو تأكيد على إجرام وهمجية هذا الكيان الفاشي، وسلوكه الإجرامي تجاه الشعب الفلسطيني، واستهدافه لكل القطاعات ومناحي الحياة في قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة التي يشنها ضده، ودعت الحركة المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى التحرك العاجل للكشف عن مصير المئات من المعتقلين الذين اختطفهم الاحتلال من المستشفيات ومراكز الإيواء والنزوح، والعمل على الإفراج عنهم فورا ومحاسبة قادة الاحتلال الإرهابيين على جرائمهم وانتهاكاتهم لكل الأعراف والقوانين الدولية.
من جانب آخر تعيش الجبهة الداخلية الصهيونية مزيد من الصراعات بين مسؤولي الكيان السياسيين والعسكريين نتيجة الفشل في تحقيق أهداف الحرب، خاصة تحرير الأسرى وتفكيك المقاومة الفلسطينية، كما تصاعدت الاحتجاجات في القدس المحتلة من طرف المستوطنين الذين يطالبون بوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل سريعا لإنقاذ الأسرى الذين تعرض عدد منهم للقتل على أيدي جيشهم خلال قصف الأحياء السكنية في مناطق مختلفة في غزة، وفي الإطار ذاته اعترف جيش الاحتلال الصهيوني أمس بإصابة 12 جنديا في معارك غزة خلال 24 ساعة الأخيرة، كما كشفت وسائل إعلام عبرية عن ارتفاع أعداد الجنود المعاقين في صفوف الجيش الصهيوني إلى 70 ألف، منهم ما يقارب 10 آلاف في العدوان المستمر على قطاع غزة منذ السابع أكتوبر الماضي.
نورالدين ع