كشفت وزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة عن استشهاد 90 أسيرا تحت التعذيب في معتقلات جيش الاحتلال الصهيوني منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في السابع أكتوبر الماضي، وأكدت الوزارة في بيان أصدرته أول أمس أن المعتقلين الفلسطينيين يعيشون ظروفا قاسية ومرعبة وغير إنسانيةفي المعتقلات ويمارس ضدهم جنود الاحتلال أبشع أنواع التعذيب وفق شهادات قدمها أسرى مفرج عنهم في المدة الأخيرة.
وكشفت نفس الجهة عن استشهاد 36 أسيرا من أسرى غزة الذين تم اعتقالهم خلال حرب الإبادة الجماعية تحت التعذيب ونتيجة ظروف الاعتقال القاسية، كما استشهد 54 أسيرا من كافة المحافظات الفلسطينية في سجون الاحتلال نتيجة التعذيب وظروف الاعتقال اللاإنسانية والاعتداء الممنهج على الأسرى منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.
وفي السياق ذاته كشفت وزارة الأسرى والمحررين عن ارتفاع عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال إلى 9 آلاف أسير منهم 635 طفل و300 امرأة و80 صحفيا منذ حرب الإبادة الجماعية، مؤكدة بأن الاحتلال يواصل تنفيذ جرائمه ضد الإنسانية بحقهم وأبرزها جريمة الإخفاء القسري، وأفادت الوزارة بأن سجون الاحتلال أصبحت عبارة عن مقابر جماعية لألاف الأسرى الفلسطينيين، وسط تجاهل مؤسسات دولية كالصليب الأحمر الذي لم يتحرك حسب بيان الوزارة في هذه القضية، رغم حجم الجرائم التي ترتكب داخل سجون الاحتلال، وأشارت إلى أن إدارة سجون الاحتلال تحتجز الأسرى داخل أقسام ضيقة للغاية والغرف حولت لزنازين، ويصل عدد الأسرى في الغرفة الواحدة في بعض الأحيان إلى 15 أسيرا، وغالبيتهم يفترشون الأرض بسبب الاكتظاظ.
واستنادا إلى شهادات بعض الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال ومراكز الاحتجاز، أشار بيان وزارة الأسرى إلى العديد من أشكال التعذيب والمعاملة اللاإنسانية والحاطة بالكرامة التي تعرض لها الأسرى، ومن ضمنها تعرية المعتقلين بالقوة وبشكل متكرر، تقييد الأيدي والأرجل وتعصيب الأعين لفترات طويلة، الصعق بالكهرباء، التجويع الممنهج، الشبح والحفر على الجسم بآلة حادة، الحرمان من النوم والاستحمام والرعاية الطبية، إطلاق الكلاب الشرسة عليهم، التعريض لدرجات حرارة منخفضة، ودعوة مسؤولين ومدنيين لمشاهدة عمليات التعذيب.
وفي سياق متصل حملت وزارة الأسرى والمحررين الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة بحق الأسرى، كما دعت المؤسسات الدولية والحقوقية الأممية إلى زيارة سجون الاحتلال الإسرائيلي ومراكز التحقيق كافة للوقوف والكشف عن ملابسات ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات جسيمة وجرائم وحشية، والضغط على الاحتلال لوقف هذه الممارسات بشكل عاجل وفوري وتقديم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية بتهم ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.
وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين، أوضح ممثل حركة حماس في الجزائر يوسف حمدان في تصريح صحفي أمس أن معركة طوفان الأقصى أعادت لقضية اللاجئين الفلسطينيين حضورها العالمي وأبرزت عدالتها ومشروعيتها وأحبطت كل محاولات تغيبها وطمسها، مشيرا إلى أن هذه المناسبة تأتي اليوم في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين في المخيمات إلى فصول من حرب نازية وعدوان فاشي مستمر يستهدف اللاجئين ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين، مؤكدا بأن قضية اللاجئين هي شاهد على جريمة الاحتلال والعصابات الصهيونية منذ عام 1948 إلى يومنا هذا والتي أدت إلى تهجير أكثر من نصف الشعب الفلسطيني عن أرضه، وفي نفس الوقت فهي شاهد أيضا على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وحقه ومقدساته.
وعلى صعيد تطورات الوضع الميداني في قطاع غزة، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب المزيد من المجازر في حق المدنيين العزل بمناطق مختلفة وسقط أمس عشرات الشهداء والجرحى في قصف صهيوني عنيف على مناطق مختلفة برفح ومحافظة مدينة غزة، وفي نفس الوقت يواجه سكان غزة خاصة بمحافظة الشمال مجاعة خانقة تشتد يوميا بعد يوم بعد نفاد مخزونات المواد الغذائية وتراجع دخول المساعدات الإغاثية للقطاعبعد غلق الاحتلال الصهيوني جميع المعابر، وحذرت منظمات أممية من المخاطر التي يواجهها سكان القطاع خاصة الأطفال جراء الجوع.
وفي سياق متصل دعا أول أمس أكثر من 25 خبيرا أمميا مستقلا في مجال حقوق الإنسان الدول والشركات إلى وقف نقل الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي فورا لتجنب مسؤولية انتهاكات حقوق الإنسان، وأكدوا أن نقل الأسلحة والذخيرة للاحتلال الإسرائيلي يشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ويخاطر بتواطؤ الدول في الجرائم الدولية، بما في ذلك احتمال حدوث الإبادة الجماعية، وأشاروا في بيان صحفي إلى أن هذه المخاطر تزداد في ضوء القرار الأخير الذي اتخذته محكمة العدل الدولية والذي أمر الاحتلال الإسرائيلي بوقف هجومه العسكري على الفور على رفح، وكذا الطلب الذي قدمه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار أوامر اعتقال لقادة الاحتلال بشأن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
أرمينيا تعترف بالدولة الفلسطينية
أعلنت أمس جمهورية أرمينيا اعترافها بدولة فلسطين، وجاء في بيان وزارة الخارجية الأرمينية أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يأتي تأكيدا على التزامها بالقانون الدولي ومبادئ المساواة والسيادة والتعايش السلمي بين الشعوب، وأكدت أرمينيا رفضها رفضا قاطعا استهداف البنى التحتية المدنية والعنف ضد المدنيين، كما دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ورحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بإعلان جمهورية أرمينيا وعبرت في بيان صحفي أمس عن القناعة المشتركة أن حل الدولتين القائم على انهاء الاحتلال وتحقيق حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، والعدالة هو الطريقة الوحيدة لضمان الأمن والسلم.
نورالدين ع