السبت 6 جويلية 2024 الموافق لـ 29 ذو الحجة 1445
Accueil Top Pub

انقسام في الشارع وماكرون يدعو إلى تحالف في مواجهة التطرف: زلزال سياسي في فرنسا بعد اقتراب اليمين المتطرف من الحكم


أتت الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا برياح لا يشتهيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع والتي أعطت الصدارة لليمين المتطرف بزعامة حزب التجمع الوطني، وهي النتائج التي حملت معها بوادر انقسام في الشارع، ما بين «قلق» في مرسيليا جنوبا من وصوله إلى السلطة و»فرح» في معقل زعيمته مارين لوبن في أقصى الشمال.
دخلت فرنسا، أسبوعا حاسما من التجاذبات السياسية، بعد الجولة الأولى من انتخابات تشريعية تاريخية تصدّرَها اليمين المتطرّف، بفارق كبير، مقترباً، أكثر من أي وقت مضى، من “أبواب السلطة”. وبعد ثلاثة أسابيع من الزلزال السياسي الذي أحدثه الرئيس إيمانويل ماكرون بإعلانه حلّ الجمعية الوطنية، صوّت الفرنسيون بكثافة، الأحد، في الجولة الأولى من الانتخابات، التي تثير نتائجها ترقّباً كبيراً في الخارج.
وطبقا للنتائج الأولية، تصدر أقصى اليمين في فرنسا، ممثلا في حزب التجمع الوطني النتيجة الأولية في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت أمس على مستوى البلاد، وحصل الحزب على 33 بالمائة من الأصوات متبوعا بالجبهة الشعبية الجديدة الممثلة لتيار اليسار بحصولها على 28 بالمائة، بينما لم يحصل معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلا على 22 بالمائة.
وفي أول رد فعل على نتائج الانتخابات، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الناخبين إلى تحالف كبير في مواجهة التطرف، وقال ماكرون : «في مواجهة التجمع الوطني، إنه الآن وقت تحالف واسع يكون بوضوح ديمقراطيا وجمهوريا في الدورة الثانية».
وأشاد ماكرون بالمشاركة الكبيرة في الدورة الأولى من الانتخابات معتبرا أنها «تُظهر أهمية هذا الاقتراع بالنسبة لجميع مواطنينا وإرادة توضيح الوضع السياسي»، مضيفا أن «خيارهم الديمقراطي يلزمنا». وذلك بعدما جمع رؤساء أحزاب يمين الوسط الذين يحكم معهم منذ 2017.
من جهته، ناشد رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال الناخبين «عدم إعطاء اليمين المتطرّف ولو صوتا واحدا في الجولة الثانية من الانتخابات العامة» المقررة الأحد المقبل. وقال أتال إن «اليمين المتطرف على أبواب السلطة، وقد يحقق غالبية مطلقة. مضيفا «هدفنا واضح: منع حزب التجمع الوطني من الفوز في الجولة الثانية. ويجب ألا يذهب أي صوت إلى حزب التجمع الوطني».
أما زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، فأكدت أن «معسكر ماكرون تم محوه عمليا»، وقالت مارين لوبن «نحن بحاجة إلى غالبية مطلقة» أمام أنصارها المتطلعين لرؤية الرئيس الشاب للتجمع الوطني جوردان بارديلا (28 عاما) يتولى تشكيل الحكومة بعد الجولة الثانية الأحد المقبل.
ومع ظهور النتائج التي أشارت إلى فوز اليمين المتطرف، انتابت مشاعر الخوف وسط سكان الأحياء الفقيرة في مرسيليا، ثاني أكبر مدينة في البلاد وموطن الهجرة، من وصول اليمين المتطرف إلى السلطة. كما تظاهر الآلاف في عدة مدن فرنسية احتجاجا ضد حزب مارين لوبان والتحول نحو اليمين المتطرف في فرنسا.
وتجمع المتظاهرون في ساحة الجمهورية بالعاصمة بعد دعوة للتظاهر من قبل التحالف اليساري الجديد. وشارك في الاحتجاج أيضاً سياسيون يساريون بارزون. كما جرت مسيرات احتجاجية في نانت وديجون وليل ومرسيليا. ووفقاً لتقارير إعلامية، اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في ليون، ثالث أكبر مدن فرنسا. وأقيمت حواجز وتعرض ضباط شرطة للضرب بالزجاجات والألعاب النارية.
ورفض حزب الجمهوريين (يمين محافظ)، الذي حصل على نحو 10 بالمائة من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية بحسب أولى التقديرات، دعوة ناخبيه إلى التصويت ضد التجمع الوطني اليميني المتطرف في الدورة الثانية. وقالت قيادة الحزب في بيان «حيث لن نكون موجودين في الدورة الثانية، وبالنظر إلى أن الناخبين أحرار في خيارهم، لن نُصدر تعليمات وطنية، وسنترك الفرنسيين يعبرون استنادا إلى ضمائرهم». واعتبر النائب الأوروبي عن الجمهوريين فرانسوا كزافييه بيلامي أن «الخطر الذي يهدّد بلادنا اليوم هو اليسار المتطرّف».
بالمقابل أعلن المدافعون عن البيئة والاشتراكيون والشيوعيون أنهم سينسحبون إذا كان ثمة مرشح آخر في موقع أفضل للحؤول دون فوز التجمع الوطني. كما أعلن رئيس كتلة اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون انسحاب مرشحي اليسار الذين احتلوا المركز الثالث أمس.
ورأى ميلانشون زعيم حزب «فرنسا الأبية» أن نتائج الانتخابات تشكل «هزيمة ثقيلة لا تقبل الجدل للرئيس ماكرون»، وقال «التزاما بمبادئنا ومواقفنا الثابتة في كل الانتخابات السابقة نسحب ترشيحنا لأننا لم نحتل سوى المرتبة الثالثة». وبينما قال إن الجولة الثانية من الانتخابات ستقود إما إلى انقسام المجتمع، أو تكريس التعاون والمصلحة العامة، حذر النائب في البرلمان الأوروبي عن اليسار رافاييل غلوكسمان من صعود اليمين قائلا «أمامنا 7 أيام لتجنيب فرنسا كارثة».
ع سمير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com