أفرجت، أمس الاثنين، سلطات جيش الاحتلال الصهيوني عن الدكتور محمد أبوسلمية مدير مستشفى الشفاء رفقة 50 آخرين من الأسرى أغلبهم من الطواقم الطبية، وقدم الدكتور أبوسلمية رفقة باقي الأسرى المفرج عنهم شهادات صادمة عن الظروف التي يعيشها الأسرى في المعتقلات الصهيونية، وتحدثوا عن تعذيب قاس تعرضوا له وحرمانهم من الطعام والدواء، وكل الحاجيات الأساسية، كما أكدوا استشهاد عدد من الأسرى تحت التعذيب.
وقال في هذا السياق الدكتور محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء الذي تم اختطافه قبل 7 أشهر من مجمع الشفاء بعد اقتحامه من طرف جنود الاحتلال، إنهم تركوا الأسرى في وضع صعب جدا ومأساوي، ومعاناة شديدة، وتحدث عن تعرضهم للإهانة الجسدية والنفسية بشكل يومي، وكشف عن استشهاد أسرى تحت التعذيب أثناء التحقيق معهم، من بينهم طواقم طبية، مضيفا أن الاحتلال لم يقدم خدمات طبية للأسرى المرضى، وعلى العكس من ذلك الطواقم الطبية الصهيونية التي يفترض أنها تقدم خدمات طبية للأسرى كانت تعتدي عليهم، وهذا ما يخالف كل التشريعات والمواثيق الدولية، مؤكدا أن الأسرى المرضى لم يتلقوا ولا حبة دواء، ولم تقدم لهم أي خدمة طبية.
وأكد الدكتور أبوسلمية في تصريح صحفي عقب الإفراج عنه أنه رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الأسرى في معتقلات الاحتلال، إلا أن معنوياتهم عالية جدا، وينتظرون من المقاومة أن تفرج عنهم وتبيض كل سجون الاحتلال، كما طالب نفس المتحدث من المنظمات الدولية زيارة الأسرى في سجون الاحتلال والاطلاع على الوضع المأساوي جدا الذي يمرون به، وقال أبوسلمية إنه سيعود وزملاءه للعمل في مستشفى الشفاء، الذي سيعود للعمل، ويبنى كما كان قبل تدميره من قبل جيش الاحتلال، وسيكون أحسن من ذلك، بل سيتحول حسبه إلى منارة طبية لكل الفلسطينيين.
وفي الإطار ذاته قال الدكتور بسام عبد الرؤوف أخصائي العظام ورئيس قسم بمستشفى غزة الأوروبي في تصريح صحفي إن الأسرى يواجهون معاناة كبيرة، والاحتلال يمنع عنهم الطعام والدواء، بالإضافة إلى المعاملة اللاإنسانية، مضيفا أن جميع الأسرى يعيشون عذابا شديدا في معتقلات الاحتلال.
وفي هذا الإطار أوضحت حركة حماس في بيان صحفي أن الحالة التي ظهر عليها الأسرى الذين أفرج عنهم جيش الاحتلال الفاشي أمس، وما يبدوا عليهم من علامات الهزال والإنهاك الجسدي والنفسي، وآثار التعذيب الواضحة، وتعرضهم للتعذيب والتجويع، يؤكد السلوك الإجرامي لحكومة الاحتلال الفاشية، المتحدية لكافة القوانين الإنسانية، والتي ترتكب يوميا جرائم حرب موصوفة، دون أن تجد أي رادع، وأكدت الحركة أن هذه الجرائم المستمرة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، والتي تجاوزت كل حد، وما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، تتم بقرار من حكومة الاحتلال ضمن سياستها الفاشية باستهداف الشعب الفلسطيني وإبادته، بغطاء كامل من الإدارة الأمريكية المتواطئة مع انتهاكات فاضحة للقوانين الدولية، كما تتم على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وطالبت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، بالعمل الفوري على وقف هذه المجزرة التي تنفذها حكومة الاحتلال النازية، كما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ضرورة التحرك وكشف مصير آلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفهم جيش الاحتلال من قطاع غزة، ويعمل على إخفائهم قسريا في ظروف لاإنسانية.
من جانب آخر يواصل جيش الاحتلال عدوانه الهمجي على قطاع غزة لليوم 269 بارتكاب المزيد من المجازر ضد المدنيين العزل، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أمس عن ارتكاب جيش الاحتلال مجزرتين خلال 24 ساعة الأخيرة وصل منها للمسشتفيات 23 شهيدا و91 إصابة، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا منذ بداية العدوان إلى 37900 شهيدا و87060 إصابة.
وعلى صعيد تطورات الأوضاع الميدانية، يواصل جيش الاحتلال توغله في حي الشجاعية والتفاح شرقي مدينة غزة حسب ما كشفت عنه مصادر إعلامية أمس، كما يستمر القصف الجوي والمدفعي على الحيين دون توقف مخلفا دمارا كبيرا في مساكن المواطنين، وحسب نفس المصادر يواصل جيش الاحتلال حصار عدد من العائلات بالحيين المذكورين، وتعذر على فرق الإنقاذ الوصول إليهم، وانتشال جثامين الشهداء الملقاة في الطرقات أو داخل المنازل، كما تشهد المنطقة اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وجنود جيش الاحتلال، وتبنت الفصائل أمس عدة عمليات ضد جنود الاحتلال المتوغلة في الشجاعية ورفح.
نورالدين ع
