يمنع جيش الاحتلال الصهيوني منذ بداية العدوان دخول آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية المكدسة على حدود غزة، في الوقت الذي سكانها يموتون جوعا على بعد أمتار فقط.وأحصت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة استشهاد حوالي 40 فلسطينيا بسبب الجوع، أغلبهم من الأطفال والنساء، كما تشتد المجاعة يوما بعد يوما، بعد رفض الاحتلال الصهيوني دخول هذه المساعدات في إطار سياسة العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، وكذا غياب الضغط الدولي لإلزام الاحتلال الصهيوني بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية وفتح المعابر، ومنع المجاعة عن 2.4 مليون شخص.
ووصف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة منع الاحتلال الصهيوني دخول أطنان من المساعدات إلى القطاع وتجويع وحصار أكثر من مليون شخص بالجريمة التاريخية والقانونية، التي تدل على مدى الانحطاط الأخلاقي، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته التاريخية بوضع حد لسياسة التجويع، التي تأتي في إطار مواصلة جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين والنساء والمرضى والجرحى للشهر العاشر على التوالي التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني وبتواطؤ أمريكي، كما أدان المكتب الإعلامي الحكومي صمت ومشاركة عدد من الدول في هذه الجريمة الفظيعة، مطالبا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة والدول العربية والإسلامية وكل دول العالم الحر بالخروج عن صمتهم الفاضح والضغط على الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفتح المعابر وإدخال المساعدات والمستلزمات الطبية بشكل فوري وعاجل قبل فوات الأوان. وتتعالى يوميا الأصوات من قطاع غزة لمناشدة العالم والعرب والمسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر وسائل الإعلام المختلفة للتدخل من أجل انقاذهم من المجاعة التي تزداد خطورة، والسكان لا يجدون ما يأكلون، في ظل هذا الحصار الصهيوني الخانق الذي لم يكتف بتجويعهم فقط، بل يقتلهم أين ما حلوا، واضطرت آلاف العائلات إلى النزوح أكثر من 6 مرات بحثا عن الأمن المفقود في القطاع الذي لم يعثروا عليه في كل ربوع غزة، حيث يقتلون من قبل جيش الاحتلال الصهيوني في مراكز إيواء ومدارس تابعة لهيئة الأمم المتحدة، رغم أن هذه المراكز المحايدة محمية بموجب القانون الدولي كونها بعيدة عن أي صراع مسلح، لكن الاحتلال الصهيوني لم يفرق بين مدني ومسلح وصغير وكبير وجوع وقتل الجميع، كما يركز في عدوانه البشع على قتل النساء والأطفال، وتشير الاحصائيات إلى أن أكثر من 70 بالمائة من ضحايا هذا العدوان هم من النساء والأطفال.وعلى صعيد تطورات الوضع الميداني في غزة، اكتشف سكان حي الشجاعية أمس حجم الدمار الذي خلفه جيش الاحتلال الصهيوني في الحي بعد انسحاب آلياته، حيث حول المنطقة إلى دمار وخراب، بعد أن استهدف البنية التحتية بشكل كامل في الحي، ودمر أزيد من 85 بالمائة من مبانيه، وحوله إلى منطقة غير صالحة للحياة، كما تحدث الدفاع المدني بغزة عن انتشال أزيد من 60 شهيدا بالحي، لافتا إلى أن عددا من الشهداء لايزالون تحت الركام ولم يتمكنوا من الوصول إليهم.
أما بخصوص تطورات الأحداث بمدينة غزة بعد التوغل الصهيوني المفاجئ وإجباره مئات الآلاف على مغادرة المكان، تحدثت أمس مصادر إعلامية عن انسحاب قوات الاحتلال من تل الهوى وحي الرمال بعد الضربات الموجعة التي تلقتها على أيدي المقاومة الفلسطينية بهذه المنطقة والشجاعية ورفح، ونشرت مساء أول أمس كتائب القسام مقاطع فيديو لاستهداف آليات الاحتلال وتدميرها بالقذائف والقنابل، وإيقاع جنود المحتل بين قتيل وجريح، كما نشرت مقاطع فيديو بالشجاعية لعدد من الآليات المدمرة التي تركها جيش الاحتلال وغادر المكان، بالمقابل تحدث شهود عيان عن قيام جيش الاحتلال بتدمير آلاف المنازل وحرقها بمدينة غزة، في إطار سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها باعتماد أسلوب الأحزمة النارية التي تؤدي إلى تدمير مربعات سكنية بالكامل.
وبخصوص المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل، نفت حركة حماس التوصل لاتفاق مع الاحتلال، وأكدت أنها لم تبلغ بأي جديد بشأن المفاوضات بهدف وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، واتهمت الكيان الصهيوني بالمماطلة لكسب الوقت بهدف إفشال هذه الجولة من المفاوضات مثلما فعل في الجولات السابقة، وأشار في هذا الإطار أمس عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق في تصريح صحفي أن محاولات رئيس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني مجرم الحرب نتنياهو إضافة عناوين ومطالب جديدة ضمن المفاوضات الجارية، لم ترد في كل المقترحات السابقة المتداولة مع الوسطاء، يؤكد أنه لا يزال يتلكأ ويماطل ويبحث عما يعطل الاتفاق. نور الدين.ع
نورالدين ع