ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني، صباح أمس، مجزرتين مروعتين ضد المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال وسط خيام النازحين بمنطقة المواصي بمحافظة خان يونس، ومخيم الشاطئ، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن استشهاد 71 شخصا في مجزرة مواصي خان يونس و289 مصابا، كما استشهد أكثر من 20 فلسطينا وعشرات المصابين في مجزرة ثانية أثناء استهداف جيش الاحتلال مصلى بمخيم الشاطئ أثناء تأدية صلاة الظهر، كما أن حصيلة الشهداء في المجزرتين مرشحة للارتفاع، أمام إحصاء عدد كبير
من الجرحى حالاتهم خطيرة.
وتعد منطقة مواصي خان يونس من المناطق التي ادعى الاحتلال الصهيوني أنها مناطق آمنة، وأجبر المدنيين على النزوح نحوها، وتضم أزيد من 80 ألف نازح، ليقوم اليوم باستهدافهم، وقتل وإصابة المئات منهم دون ضمير، وذكرت مصادر من المنطقة أن جيش الاحتلال الصهيوني قام بقصف خيام النازحين بالصواريخ الحربية، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين، وتضاف هذه الجريمة البشعة لسجل الكيان الصهيوني الحافل بالجرائم، بحيث لا يكاد جيش الاحتلال المجرم ينتهي من مجزرة ليرتكب مجزرة أخرى، وكل هذه المجازر ضد المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال، ويركز المحتل خلال الأسابيع الماضية في عدوانه الغاشم على ملاحقة المدنيين في مراكز الإيواء والمدراس التابعة لوكالة الأمم المتحدة، ما يؤكد تعمد الاحتلال استهداف المدنيين ضمن حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي، والتي تعددت عناوينها بين القتل والتدمير والتجويع والحصار والتعذيب والتهجير القسري وغيرها.
بالمقابل رغم تصعيد الاحتلال الصهيوني من عدوانه الهمجي ضد المدنيين الأبرياء باستهداف خيام النازحين وارتكاب المزيد من المجازر البشعة، لكن المجتمع الدولي والمنظمات الأممية تلتزم الصمت، ولم تصعد حتى في البيانات التي تعودت على إصدارها، ووجد المحتل الباب مفتوحا دون أي ضغوط حقيقية لاستباحة دم الفلسطينيين وممارسة التطهير العرقي وسياسة الأرض المحروقة ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي السياق ذاته يسعى الكيان الصهيوني وعلى رأسه مجرم الحرب نتنياهو إلى تعويض فشله ميدانيا، باستهداف المدنيين في خيام النازحين ومراكز الإيواء وارتكاب مجازر مروعة، ثم يبرر ذلك باستهداف قائد عسكري في فصائل المقاومة في لعبة مكشوفة، وكأن قادة المقاومة يتواجدون في الخيام وسط النازحين، كما أن عدم تحقيق الاحتلال الصهيوني أي هدف من أهداف الحرب المعلنة، وكذا الخسائر الفادحة التي مني بها على أيدي المقاومة الفلسطينية، ومشاهد الآليات العسكرية المدمرة بمناطق مختلفة بالقطاع كان قد توغل فيها الاحتلال وعاد منها خائبا، جعلته ينتقم من المدنيين الأبرياء، إلى جانب الضغط على المقاومة الفلسطينية لتحقيق تنازلات مع كل حديث عن مفاوضات لوقف العدوان وإبرام صفقة تبادل، ويعتقد المحتل الغاصب أن مع ارتكابه المزيد من المجازر ضد المدنيين يضغط على المقاومة ليحقق تنازلات، إلا أن المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة ردت أكثر من مرة أن ما عجز الاحتلال عن تحقيقه عسكريا بالمعارك لن يستطيع تحقيقه بوسائل أخرى.
وردا على مجزرتي مواصي خان يونس ومخيم الشواطئ، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية المجزرتين، وطالبت في بيان أمس الدول الداعمة للكيان الصهيوني بصحوة ضمير وأخلاق والتوقف عن تعطيل الحراك الدولي لإنهاء حرب الإبادة الجماعية، وأكدت الوزارة أن هذه الجرائم دليل جديد يؤكد على أن حرب الاحتلال الإسرائيلي المعلنة هي على المدنيين الفلسطينيين، وتكذب ادعاءات الاحتلال بوجود مناطق آمنة في قطاع غزة. وفي الإطار ذاته أكدت حركة حماس أمس أن مجزرة مواصي خان يونس استمرار للإبادة النازية ضد الشعب الفلسطيني، متهمة الإدارة الأمريكية بالشراكة المباشرة في هذه الجريمة، وأدانت الحركة بأشد العبارات هذه الجريمة المروعة التي تشكل تصعيدا خطيرا في مسلسل الجرائم غير المسبوقة في تاريخ الحروب، والتي ترتكب في قطاع غزة على يد النازيين الجدد، وأكدت حماس أن ادعاءات الاحتلال حول استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة، وأشارت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وأضافت أن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة.
وأكدت حماس أن الاحتلال يمارس سياسة التضليل بشكل متكرر منذ بدأ حرب الإبادة الجماعية، وذلك في محاولة منه للتغطية على فشله وجرائمه التي يرتكبها ضد المدنيين والنازحين وخاصة بين صفوف الأطفال والنساء، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة وكل دول العالم الحر للضغط على الاحتلال الصهيوني وعلى الإدارة الأمريكية لوقف حرب الإبادة الجماعية وإيقاف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة، كما طالبتهم بملاحقة الاحتلال قانونيا لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وفي نفس الوقت دعت حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى استمرار التضامن مع غزة وتصعيد فعاليات التضامن حتى وقف العدوان والإبادة الجماعية بحق المدنيين والأطفال العزل في قطاع غزة.
نورالدين ع