* المستشفيات دمرت الأطباء منهكون و الأدوية و المعدات غير متوفرة
* سنمكث أسبوعين و سنحرص على ألا تتوقف البعثات الطبية إلى غزة
وصف الوفد الطبي الجزائري الذي وصل إلى شمال غزة الأوضاع في القطاع بالصعبة والمنظومة الصحية بالمنهارة جراء العدوان الصهيوني المتواصل لأكثر من 10 أشهر، ما انجر عنه نقص كبير في الأدوية والعتاد الطبي، وانقطاع الكهرباء، وتحدثوا للنصر عن إجراء عمليات جراحية على أضواء الهواتف النقالة بعد انقطاع التيار الكهربائي في غرف العمليات، كما تحدثوا عن إجراء عمليات جراحية في ظروف غير ملائمة في أماكن مفتوحة، في ظل الحر الشديد وانعدام التكييف بسبب نقص الوقود.
وأكد في هذا الإطار رئيس البعثة الطبية الجزائرية إلى غزة فيصل بلجيلالي، للنصر، أن الأوضاع في القطاع جد صعبة، مشيرا إلى أن الفريق الطبي وصل إلى شمال قطاع غزة منذ 11 يوما، ووقف على العزلة التامة التي يعيشها شمال القطاع عن العالم الخارجي منذ أزيد من 7 أشهر، لافتا إلى أن الطاقم الطبي الجزائري الذي وصل إلى غزة متكامل ويضم أطباء مختصين في الجراحة، وأطباء الطوارئ، وجراحة تخصصية، مثل جراحة الفكين والعظام، والأوعية الدموية وغيرها، مضيفا أن الفريق سيمكث أسبوعين في القطاع قبل العودة إلى أرض الوطن.
الكادر الطبي بشمال غزة تقلص من 12 ألف إلى 1000 فرد
وقال رئيس البعثة إن الوضع صعب والتحديات كبيرة على مستوى عدة أبعاد، وتحدث عن شح الوقود، الذي لا يوجد بالكميات اللازمة، ما أدى إلى اضطراب كبير في الكهرباء التي تنقطع باستمرار، وكشف في هذا السياق عن انقطاع التيار الكهربائي أثناء إجراء عمليات جراحية في غرفة العمليات بالمستشفى الإندونيسي، حيث اضطر أعضاء الفريق الطبي للاستعانة بأضواء الهواتف النقالة لمواصلة العمليات، مضيفا أن انقطاع التيار الكهربائي أثر أيضا على مد الأوكسجين للمرضى ومعدات قراءة البيانات، بالإضافة إلى النقص الكبير في الطواقم الطبية، مشيرا إلى أن الكادر الطبي بشمال القطاع كان تعداده يقدر بـ 12 ألف، في حين لم يبق سوى 1000 فقط ما بين طبيب وشبه طبي ومساعدين، والبقية إما هم نازحون في الجنوب أو استشهدوا أو اعتقلوا، مؤكدا أن هذا الوضع انعكس بالسلب أيضا على الطاقم الطبي المتبقي، وقال أنهم وجدوهم منهكين، جراء التعب الكبير والضغط المتواصل بسبب استقبال أعداد كبيرة من المصابين بشكل شبه يومي جراء العدوان المتواصل.
وتحدث رئيس الوفد الجزائري عن تسجيل نقص كبير في الأدوية، بما فيها تلك الأدوية البسيطة التي تخص بعض الأمراض المزمنة، كالأنسولين لأمراض السكري غير متوفر بالقطاع، وقال إن بعض مرضى السكري لم يستفيدوا من جرعات الأنسولين منذ بداية العدوان، مضيفا أن الوضع يزداد تعقيدا لما يكون فيه قصف عنيف، كما حدث منذ يومين، حيث يصبح التحدي كبيرا أمامهم.
شرعنا في متابعة الحالات المستعجلة بعد ساعتين من وصولنا
أكد فيصل بلجيلالي أن الوفد الجزائري شرع بعد ساعتين من وصوله إلى المستشفى الإندونيسي بشمال القطاع في معاينة وفحص الحالات المستعجلة، مضيفا أن نشاطهم الطبي شمل المصابين جراء العدوان، إلى جانب الحالات المرضية ذات الطابع الاستعجالي، وكذا الحوادث التي ليست لها علاقة بالعدوان، مؤكدا أن الفريق الطبي سخر كل جهده للتكفل بجميع الحالات وإنجاح العمليات الجراحية رغم الظروف الصعبة، ويساهم بذلك في تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين، لافتا إلى أن البعثة الجزائرية ستبقى لمدة أسبوعين، في حين سيسعون جاهدين على أن لا تتوقف البعثات الطبية، وكلما يخرج فوج طبي جزائري يدخل فوج آخر، خصوصا وأن القطاع الصحي في غزة منهار، وكل المستشفيات في الشمال مدمرة.
مستشفيات ترمم تحت القصف المتواصل
وصف رئيس البعثة الطبية الجزائرية إلى غزة الشعب الفلسطيني بغزة بالمثابر الذي ينهض بقوة وبسرعة، وجاء ذلك في تعليقه على عمليات الترميم التي مست مستشفيات القطاع التي دمرها الاحتلال الصهيوني، مشيرا إلى المستشفى الإندونيسي المكون من أربعة طوابق والذي دمره الاحتلال قبل أربعة أشهر، حيث أعيد تأهيله بشكل كامل في ظرف قياسي، وبعد عودة النشاط إليه قصفه الاحتلال من جديد وحرق الطابق الثالث والرابع بمواد كيماوية، لكن فريق إدارة المستشفى، والهيئات الخيرية والإغاثية حسب نفس المتحدث تسعى جاهدة لإعادة تهيئة الطابقين، مشيرا إلى أن الأقسام الموجودة في المستشفى تعمل بشكل محدود مع الظروف القاسية التي يعرفها قطاع غزة، والأمر ذاته ينطبق على بعض مستشفيات القطاع التي تخضع لعمليات إعادة ترميم تحت القصف والعدوان المستمر، ومنها مستشفى الشفاء الذي ارتكب فيه الاحتلال مجازر مروعة، وينتظر أن يفتتح قسم فيه قريبا.
وقفنا على حالات سوء التغذية لدى الصغار والكبار
يذكر في السياق ذاته عضو البعثة الطبية الجزائرية الدكتور محمد لعريبي عن معاينة حالات لسوء التغذية بين الصغار والكبار إلى جانب شحوب في الوجه خاصة لدى النساء والأطفال، لافتا إلى أن الغذاء في شمال القطاع يقتصر على المعلبات فقط، ولا يوجد تنوع في التغذية، وتحدث نفس الطبيب عن فحص طفل مصاب بشظايا سببت له التهابات، لكن مع غياب الأدوية يقول نفس المتحدث بأنه وجد نفسه عاجزا عن علاجه، ولهذا لا توجد حسبه متابعة سواء للمصابين في العدوان أو أصحاب الأمراض المزمنة، نظرا لغياب الأدوية، كما تحدث عن تشخيص حالات تحتاج لإقامة بعض التحاليل، مثل تحاليل البنكرياس غير موجودة في المستشفى وخارجه، بسبب تدمير الاحتلال للمخابر، كما تحدث عن فحص مريضة سقطت في حادث غير مرتبط بالعدوان، لديها غثيان شبه يومي منذ 4 أشهر، لكنها لم تجد أشعة السكانير لتحديد الضرر، كما ظهرت عليها عدة أعراض مرضية أخرى، مشيرا إلى معاينة عدة حالات مرضية ليست لها علاقة بالحرب مهملة بسبب نقص الكادر الطبي، والأدوية والعتاد والأسرة، و لم يتم التعامل معها جراء العدد الكبير لضحايا العدوان.
وفي الإطار ذاته تحدث عضو البعثة الطبية الجزائرية الدكتور محدان المختص في الجراحة العامة عن معاينة حالة طفلة كانت تحت المراقبة مصابة بشظايا صغيرة الحجم، وظهرت عليها علامات تدل على وجود ثقوب في الأمعاء، ولما أجريت لها العملية الجراحية وجدوا الكثير من الثقوب في الأمعاء تشبه ثقب المسامير الصغيرة جدا، وقام الفريق الطبي بغلق هذه الثقوب في العملية الجراحية، كما ستجرى لها عملية ثانية.
نستغل الفرصة لتكوين وتدريب الأطباء الشباب بغزة
أكد رئيس الوفد الطبي بلجيلالي أن تواجدهم في القطاع لم يقتصر على الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية ومتابعة المرضى والمصابين، بل استغلوا فرصة تواجدهم في القطاع لتكوين وتدريب الفريق الطبي الشبابي، خاصة وأن الطاقم الموجود حاليا بشمال القطاع محدود جدا، وأغلبهم من المتطوعين الشباب الذين كانوا يدرسون في السنة الثالثة أو الرابعة في تخصص الطب، ووجدوا أنفسهم في وضع يفرض عليهم التأقلم مع ظروف الحرب في المستشفيات، مشيرا إلى أن البعثة الجزائرية تقوم بنقل الخبرة لهم ، سواء في غرف العلميات أو في استقبال الحالات وتشخيصها، وبهذا يكون هناك حسبه اسناد وتكوين وعزيمة، على أن يبقى التواصل مع هذه الكوادر حتى بعد عودة البعثة الطبية إلى الجزائر.
سيدة جزائرية رفقة أبنائها تناشد السلطات والمنظمات الدولية التدخل
ناشدت السيدة مسعودة خلفاوي الحاملة للجنسية الجزائرية السلطات الجزائرية والمنظمات الدولية ترحيلها إلى الجزائر، واستغلت السيدة فرصة تواجد الفريق الطبي الجزائري بالمستشفى الإندونيسي لتوجه نداء استغاثة، وتحدثت السيدة في رسالتها عن معاناة كبيرة في القطاع جراء العدوان المتواصل وانعدام كل شروط الحياة، وأملها أن تسمع صرختها ويتم إجلاؤها من غزة.
نورالدين ع