لفت مشاركون في الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية أمس الأربعاء ببومرداس إلى خطورة استمرار الاحتلال المغربي في انتهاكاته بالأراضي الصحراوية المحتلة، على غرار نهب ثرواتها الطبيعية مع عدة دول أجنبية عبر اتفاقيات تجارية مخالفة للقانون، في جرائم حرب تتطلب التسريع في تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير ونيل استقلاله.
وفي محاضرة له خلال أشغال الجامعة، أكد الناشط الحقوقي الصحراوي وعضو تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان بالصحراء الغربية (كوديسا) المحجوب مليحة، أن المعركة القانونية التي يخوضها الجانب الصحراوي وملف نهب الثروات الطبيعية الصحراوية، إلى جانب انتهاك حقوق الانسان في الصحراء الغربية، ما هي إلا «معارك تدعم المعركة الرئيسية التي يخوضها جيش التحرير الشعبي الصحراوي في الميدان».
ولدى تطرقه إلى الوضع القانوني للصحراء الغربية، ذكر الناشط الصحراوي بأهم القرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية لا سيما رأي المحكمة الصادر في 16 أكتوبر 1975، والذي أكد على احترام حق الشعب الصحراوي في تحديد مستقبله السياسي بإرادته الحرة كركيزة أساسية لمبدأ حق تقرير المصير، مع إبراز عدم وجود أي روابط للسيادة الاقليمية مع المملكة المغربية، مشددا على أن» إقرار الحق في تقرير المصير ونفي السيادة المزعومة على الأراضي الصحراوية لا يزالان المرتكزتين الرئيسيتين لمسألة الصحراء الغربية كمسألة انهاء الاستعمار».
«وعلى الرغم من وضوح فتوى محكمة العدل الأوروبية وأحكامها» -يضيف ذات المتحدث - فضل الاتحاد الأوروبي «الإستمرار في تأجيج الاحتلال والمشاركة بنشاط في نهب الموارد الطبيعية من خلال تبني هذا الموقف، حيث أصبح الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، وبخاصة إسبانيا، بصفتها الدولة القائمة بالإدارة في نظر القانون الدولي، شركاء في الجرائم التي ترتكب في الصحراء الغربية يوميا إما بمشاركتهم أو بمساهمتهم الفعلية».
وخلال إستعراضه لوضع حقوق الانسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، تساءل السيد المحجوب عن «جرائم التقتيل والتهجير القسري والاستيطان ومصادرة الأراضي ونهب الثروات والعقاب الجماعي ضد المدنيين الصحراويين التي يمارسها الاحتلال المغربي ضد الشعب الصحراوي»، مبرزا أن «حقوق الانسان تعتبر آلية لفضح واقع الاحتلال من جهة وبناء مجتمع مدني يتحمل مسؤوليته تجاه الشعب والأرض من جهة أخرى».
ووجه المحاضرون ضمن فعاليات الجامعة الصيفية، دعوات إلى العالمين العربي والاسلامي من أجل نصرة القضية الصحراوية العادلة والشعب الصحراوي الذي يناضل من أجل نيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير.
وفي إطار محور خصص «لأدوار مؤسسة المسجد في التنشئة والتحصين والتعبئة والتجنيد»، ألقى الدكتور يوسف مشرية محاضرة حول الخطاب الديني وجه عبرها دعوة إلى العالمين الإسلامي والعربي من أجل نصرة القضية الصحراوية العادلة وتكثيف المساعدات الإنسانية للشعب الصحراوي، على غرار الدعم الذي يتلقاه من قبل جمعيات أوربية وأمريكية في محنته.
وأدان يوسف مشرية «المحاولات المغربية الرامية إلى تشويه سمعة الشعب الصحراوي الذي يناضل من أجل نيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير»، مضيفا أن محاولات «تشويه المقاومة الصحراوية وإلصاق التهم بالصحراويين باطلة يريد بها المغرب حقا غير مشروع».
للتذكير فقد اختير للجامعة الصيفية لإطارات البوليساريو والدولة الصحراوية في طبعتها ال12 شعار : «كفاح وتضحية لفرض الاستقلال والحرية» وتحمل اسم الشهيد أبا علي حمودي القائد الميداني وقائد الناحية العسكرية السادسة، عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، الذي ارتقى في الفاتح سبتمبر الماضي شهيدا في ميدان الشرف مع أربعة من رفاق السلاح وهو يقود هجمات ضد قوات الاحتلال المغربي بجدار الذل والعار.
وعقب استشهاده، أعلنت الرئاسة الصحراوية الحداد لمدة ثلاثة أيام. كما قال الرئيس الصحراوي، السيد ابراهيم غالي، عن الشهيد أبا عالي حمودي، أن برحيله يكون الشعب الصحراوي «فقد واحدا من خيرة رجالاته الأفذاذ ومقاتليه البواسل».
يشار إلى أن برنامج الجامعة الصيفية التي تنظم على مدار عشرة أيام، يتضمن إلقاء محاضرات تتطرق لمواضيع ذات صلة بالقضية الصحراوية كموضوع القانون الدولي وحقوق الشعوب المستعمرة «حالة الشعب الصحراوي» والحاجة إلى إعادة تأصيل مفهوم تقرير المصير وتطبيقاته بالنسبة للقضية الصحراوية وخروقات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة و اعتبارات القانون الدولي، إلى جانب مواضيع أخرى تتعلق بحماية الثروات الطبيعية الصحراوية وحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وكذا الأمن السيبراني وأساليب وطرق مواجهة الدعاية والحرب النفسية.
(وأج)