استخدم جيش الاحتلال الصهيوني أسلحة محرمة دوليا في قصف مراكز الإيواء وخيام النازحين بقطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، ما أدى إلى ارتقاء مئات الشهداء والمصابين، وكان الكيان الصهيوني قد استهدف خلال الأسبوع الماضي 9 مراكز لإيواء النازحين، منها 5 تابعة لوكالة الأونروا وترفع راية الأمم المتحدة.
وكشف في هذا السياق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن إصابة الجرحى والشهداء الذين استهدفهم جيش الاحتلال الأيام الماضية في الخيام ومراكز الإيواء بحروق خطيرة، جراء استخدام أسلحة محرمة دوليا في قصف المدنيين العزل والنساء والأطفال، بعد أن طاردهم جيش الاحتلال من مكان لمكان ومن خيمة لأخرى، رغم أن بعض المناطق التي لجأ إليها النازحون كان بأمر من الاحتلال على أساس أنها مناطق آمنة.
وعلى صعيد الوضع الإنساني في قطاع غزة تزداد الأوضاع تأزما، في ظل استمرار الحصار ومنع الاحتلال الصهيوني دخول المساعدات الإنسانية والطبية والوقود لتشغيل ما تبقى من مستشفيات وآبار المياه ومحطات التحلية، وكشفت في هذا السياق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن وجود فيروس متسبب في شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي بعد إجراء فحوصات لعينات الصرف الصحي بالتنسيق مع اليونيسف، وأشار بيان الوزارة إلى أن هذه المياه تتجمع وتجري بين خيام النازحين وفي أماكن تواجد السكان، نتيجة تدمير الاحتلال البنية التحتية، وحذرت الوزارة من كارثة صحية جديدة، حيث يوجد الزحام الشديد مع شح المياه المتوفرة وتلوثها بمياه الصرف الصحي وتراكم أطنان القمامة، ومنع الاحتلال إدخال مواد النظافة، بما يشكل ذلك من بيئة مناسبة لانتشار الأوبئة المختلفة.
وأكد بيان وزارة الصحة أن رصد الفيروس المتسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي ينذر بكارثة صحية حقيقية، ويعرض آلاف السكان لخطر الإصابة بشلل الأطفال، ودعت الوزارة إلى وقف العدوان الصهيوني فورا، وتوفير المياه الصالحة للاستخدام وإصلاح خطوط الصرف الصحي وإنهاء تكدس السكان في أماكن النزوح.
وفي السياق ذاته تتفاقم الأزمة الإنسانية بشمال قطاع غزة، في ظل المجاعة وخروج محطات تحلية المياه عن الخدمة للأسبوع الثاني على التوالي، مما يزيد في تدهور الأوضاع المعيشية للسكان مع استمرار الحصار والقصف الصهيوني، كما تتزامن هذه الأوضاع المزرية مع إعلان الجيش الأمريكي تفكيك الميناء العائم قبالة شواطئ غزة، بعد فشله في إدخال المساعدات الإنسانية، واستمرار الاحتلال الصهيوني منع ادخال المساعدات إلى قطاع غزة لليوم 74 على التوالي، واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الإدارة الأمريكية بالشراكة في تكريس الإبادة الجماعية عبر حرب التجويع التي تهدد حياة آلاف الأطفال والمرضى والمدنيين، ويضع مصيرهم على المحك، في الوقت الذي تتكدس فيه مئات آلاف الأطنان من المساعدات والمستلزمات الطبية على الجانب الآخر من معابر قطاع غزة ولا يسمح لها بالدخول.
من جهة أخرى قدم أسرى مفرج عنهم من سجون الاحتلال أول أمس شهادات مروعة عن التعذيب الذي تعرضوا له في سجون الكيان الصهيوني، كما بدت على أجسام الأسرى المفرج عنهم أثار لممارسات وحشية واعتداءات جنسية، والتي تؤكد حجم الانتهاكات الخطيرة التي ترتكب في سجون ومراكز الاعتقال التابعة لجيش الاحتلال.
من جانب آخر استهدفت المقاومة اليمنية صباح أمس عاصمة الكيان الصهيوني بطائرة مسيرة في عملية نوعية، مما أدى إلى مقتل صهيوني وإصابة آخرين، ولأول مرة تصل المقاومة اليمنية بعد إعلان دعمها للمقاومة الفلسطينية إلى عمق فلسطين المحتلة، وثمنت حركة حماس هذه العملية النوعية التي استهدفت فيه المقاومة اليمنية قلب الكيان الصهيوني ورمز كبريائه باستخدام الطائرة المسيرة «يافا» وأشار بيان الحركة إلى أن ما تقوم به المقاومة اليمنية وجبهات المقاومة في لبنان والعراق، ومواصلتهم استهداف المصالح والعمق الصهيوني، هو حق أصيل لمقاومة الأمة وشعوبها، لمواجهة التوغل الصهيوني الفاشي وعربدته في المنطقة، وهو تأكيد حسب نفس البيان على وحدة الأمة والمصير المشترك الذي يجمعها، والذي يشكل عنوان خلاصها من الهيمنة الصهيونية الاستعمارية.
في سياق آخر أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إعلان تصديق برلمان دولة الاحتلال الصهيوني على مشروع قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية، وأكد بيان الوزارة أن تجسيد الدولة الفلسطينية حق مشروع للشعب الفلسطيني وكفلته قرارات الشرعية الدولية، وحملت وزارة الخارجية حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات هذا القرار، وطالبت بسرعة ترجمة الإجماع الدولي على حل الدولتين إلى خطوات عملية لحل الصراع وفقا لقرارات الشرعية الدولية وتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم قبل فوات الأوان.
وفي الإطار ذاته دعت حركتا حماس والجهاد قيادة منظمة التحرير الفلسطيني إلى سحب اعترافها بالكيان الصهيوني، وذلك ردا على قرار الكيان الصهيوني بعدم الاعتراف بدولة فلسطينية، وأكدت الحركتان في بيان صحفي على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين. نورالدين ع