رد الكيان الصهيوني على الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية مساء أول أمس بعدم شرعية الاحتلال للأراضي الفلسطينية، بارتكاب المزيد من المجازر ضد المدنيين الأبرياء في مراكز الإيواء، وقام جيش الاحتلال بقصف مدرسة الفلاح التي تؤوي نازحين بحي الزيتون، ما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين، كما قام المحتل ليلة أمس باستهداف عدد من منازل المواطنين في مناطق مختلفة بالقطاع، وارتفعت حصيلة الشهداء بالمنطقة الوسطى لغزة إلى 30 شهيدا، كما ارتقى ليلة أول أمس 5 شهداء في قصف صهيوني استهدف منزلا بحي الشيخ رضوان.
وبرفح اشتد صباح أمس القصف الصهيوني على أحياء مختلفة خاصة حي تل السلطان، والحي السعودي، ومواصي رفح، وأكد صحفيون من المنطقة أن القصف الصهيوني لم يتوقف ولو للحظات، كما قام الاحتلال بهدم منازل المواطنين وتدمير البنية التحتية ضمن مخطط الإبادة الجماعية وجعل غزة غير صالحة للحياة.
وكانت محكمة العدل الدولية قد قدمت رأيها مساء أول أمس حول الأرض الفلسطينية المحتلة، وأكدت أن الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، كما دعت إلى إنهاء الاستيطان ووقف أي تدابير تمييزية تسبب تغييرا ديموغرافيا أو جغرافيا في الأراضي المحتلة، ودعت العدل الدولية الأمم المتحدة إلى النظر في إجراءات لإنهاء الاحتلال غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة بأسرع ما يمكن.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه سيحيل الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية سريعا إلى الجمعية العامة باعتبارها الجهة التي طلبت رأي المحكمة، مؤكدا أن الطريق الوحيد القابل للاستمرار هو حل الدولتين على حدود ما قبل 1967. بالمقابل تهجم مسؤولو حكومة الكيان الصهيوني على محكمة العدل الدولية بعد الرأي الاستشاري الذي أصدرته حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ورد الكيان الصهيوني على رأي المحكمة بارتكاب المزيد من المجازر في قطاع غزة ضد المدنيين الأبرياء.
و ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها الكيان الصهيوني قرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، بحيث كانت صدرت منذ بداية العدوان على قطاع غزة عدة قرارات تدعو لوقف حرب الإبادة الجماعية، ورفح الحصار وإدخال المساعدات، ووقف الهجوم على رفح، كما أصدر مجلس الأمن قرارا يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، لكن هذا الكيان المارق يصنف نفسه فوق القانون الدولي، خصوصا مع الدعم الأمريكي الذي يجده سواء سياسيا في المحافل الدولية باستعمال الإدارة الامريكية حق الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار لا يخدم مصالح الكيان الصهيوني، أو ميدانيا بمده المزيد من الذخائر والقنابل لمواصلة حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وحملت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية المجتمع الدولي والأمم المتحدة المسؤولية الكاملة لوضع حد جذري لهذا الظلم التاريخي وتطبيق القانون وإحقاق الحقوق الفلسطينية وتحقيق السلام العادل للجميع، وأبرزت الوزارة في بيان صحفي عقب صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية أن الاحتلال الإسرائيلي لم يمنح سوى ثلاث خيارات للفلسطينيين هي التهجير أو القهر أو الموت، وأكدت أنه آن الأوان للشعب الفلسطيني بأن يعيش بحرية وسلام وأمن وكرامة، وأن يمارس حقه في تقرير المصير، والتحرر من القمع والاضطهاد والاحتلال والفصل العنصري.
وفي السياق ذاته اعتبرت حركة حماس تواصل القصف الصهيوني المكثف وحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني والمدنيين العزل في كل أنحاء قطاع غزة ، هو رد عملي على رأي محكمة العدل الدولية الاستشاري، الذي أقر بعدم شرعية الاحتلال، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وأكدت الحركة في بيان صحفي أن الأمم المتحدة مطالبة بالتحرك فورا لوقف مسلسل الإرهاب والإجرام الصهيوني الذي يتم بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية، كما طالبت الحركة بإلزام الاحتلال بالقرارات الدولية الداعية لوقف العدوان وإنهاء الحصار وسياسة التجويع النازية.
وفي حصيلة آخر التطورات الميدانية في القطاع، كشفت أمس وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن ارتكاب جيش الاحتلال 3 مجازر خلال 24 ساعة وصل منها للمستشفيات 37 شهيدا و54 إصابة، لترتفع بذلك حصيلة العدوان منذ السابع أكتوبر إلى 38919 شهيد و89622 إصابة.
وعلى صعيد الوضع الإنساني والصحي في غزة، حذر مدير مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة من توسع انتشار فيروس شلل الأطفال، لا سيما مع نقص المياه النظيفة والطعام وانتشار مياه الصرف الصحي في الشوارع، متهما الاحتلال الصهيوني بتعمد نشر الفيروس في القطاع بمنعه إدخال التطعيمات، وفي نفس السياق أكدت منظمة الصحة العالمية أن الظروف في غزة تخلق البيئة المثالية لانتشار أمراض مثل شلل الأطفال، وحذرت المنظمة في بيان صحفي من أن تدمير النظام الصحي في غزة، وانعدام الأمن، وإعاقة الوصول، والنزوح المستمر للسكان، ونقص الإمدادات الطبية، وسوء نوعية المياه، وضعف الصرف الصحي، تؤدي جميعها إلى انخفاض معدلات التطعيم الروتيني وزيادة خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك شلل الأطفال.
نورالدين ع