الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

فضيحة في حفل الافتتاح و هواجس حول الأمن والنظافة: أولمبياد 2024.. انطفاء الشعلة قبل بداية المنافسات!

تسببت لوحة استعراضية تضمنها حفل افتتاح أولمبياد باريس أول أمس، في سخط عالمي، ووصف الأمر بالفضيحة، خصوصا وأن العرض الذي قدمه مثليون بينهم طفلة صغيرة، استفز مشاعر المسيحيين في كل البقاع، وهي قطرة أفاضت الكأس الفرنسية التي امتلأت قبل انطلاق الحدث بأشهر، بسبب الجدل في الشارع الفرنسي حول ميزانية التظاهرة، إضافة إلى هاجسي الأمن ونظافة نهر السين، وانتشار حشرة بق الفراش و قبلها الجرذان، وصولا إلى الانتقادات التي طالت ظروف إيواء الرياضيين و السخرية من أسرة الكرتون.

محاكاة العشاء الأخير "مقاربة غريبة و مسيئة"
بركان غضب فجرته فقرة في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية 2024، أول أمس، بعدما قدم استعراضيون مثليون يتقدمهم ممثل يهودي مثير للجدل، عرضا يسخر من لوحة العشاء الأخير و يقدم شخصية المسيح بطريقة وصفها متابعون بـ « المهينة والفاضحة وغير الأخلاقية»، فيما اعتبر البعض المقاربة «غريبة و مسيئة».
وحرك الاستعراض موجة من الانتقادات اللاذعة للمنظمين، قبل أن يتسع طوفان الغضب ليبلغ كل القارات، خاصة وأن العرض عرف مشاركة فتاة صغيرة بين ممثلين من مجتمع الميم، إلى جانب ما وصف بـ « الإساءة» لرمز ديني مقدس عند المسيحيين عبر العالم، عقب محاكاة لمشهد لوحة ليوناردو دافنتشي الشهيرة «العشاء الأخير»، ولكن بطريقة ساخرة مع التركيز على دور المتحولين جنسيا في العرض ككل، ما اعتبره البعض حقنة إيديولوجية واستغلال مفضوحا لحدث رياضي عالمي.

وتمحورت التعليقات التي ضجت بها مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص منصة إكس، حول وصف العرض بـأنه « فضيحة»، و « إهانة» و» قلة احترام للرموز الدينية ولمشاعر المسيحيين»، وكان الملياردير الشهير ومالك المنصة إيلون ماسك من بين المعلقين على الموضوع، حيث غرد قائلا:» إن العرض غير محترم للغاية للمسيحيين».
أما النائبة في البرلمان الأوروبي السياسية الفرنسية اليمينية ماريون مارشال، فكتبت على إكس»: «إلى جميع المسيحيين في العالم الذين يشاهدون حفل باريس 2024 وشعروا بالإهانة من محاكاة ساخرة. اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث لكن أقلية يسارية مستعدة لأي استفزاز». لتضيع بذلك أهمية الحدث الرياضي في دوامة التجاذبات السياسية.
ومن بين التعليقات كذلك ما جاء فيه : «هناك 2.4 مليار مسيحي على وجه الأرض، ويبدو أن الألعاب الأولمبية أرادت أن تعلن بصوت عال لهم جميعا أنهم غير مرحب بهم».
أما وسائل إعلام لاتينية، فوصفت الافتتاحية بـ «الأسوأ في التاريخ».
حساب الأولمبياد على ذات الموقع، رد على الجدل والهجوم العالمي بتعليق مفاده: « إن العرض كان تفسيرا للإله اليوناني ديونيسوس، لجعلنا ندرك عبثية العنف بين البشر».
بق و جرذان وسخرية سبقت الحدث
سبق الحدث ماراتون من الترويج و الدعاية انطلق مبكرا، وشارك فيه نجوم الفن والسينما و السياسة، لكن السخرية تفوقت في السباق وخطفت الأضواء، لأن أحدث جدل حول الحدث الرياضي الذي تحتضنه فرنسا، كان قد بدأ قبل ليلة الافتتاح، فبمجرد وصول البعثات الرياضية إلى باريس، أطلق رياضيون موجة سخرية على خلفية جوانب تتعلق بظروف الإيواء في القرية الأولمبية، بعدما اتضح بأن الأسرة التي خصصت لهم غير مريحة ومصنوعة من الورق المقوى.
ونشر رياضيون مقاطع فيديو تصور تفاصيل الأسرة، فيما فضل البعض اختبار متانتها وقدرتها على تحمل الأوزان ولكن بفيديوهات ساخرة وعلقوا على صعوبة النوم عليها وكيف أنها غير مريحة.
كما نشر بعض اللاعبين العديد من مقاطع الفيديو المضحكة على منصات التواصل الاجتماعي، فقال الغواص البريطاني توم دالي: «هناك دائمًا الكثير من الحديث عن الأسرة في القرية الأولمبية، لذلك إليك كيفية صنعها»، قبل أن يقفز على السرير ليختبر المقاومة.
أما إحدى اللاعبات الأستراليات، فنشرت صورة أمام السرير وعلقت:» الليلة الأولى... ذهبت بعدها للتدليك للتغلب على العواقب».
ورغم تأكيد منظمي الأولمبياد أن الأسرة المصنوعة من الورق المقوى واختيرت بناء على خصائصها البيئية، وليس بهدف منع الرياضيين «من مشاركتها»، إلا أن البعض يرى عكس ذلك ويعتبره « تضييقا على الحريات الشخصية»، وهو ما أثار جدلا في الإعلام الغربي.
وكانت تقارير صحفية قد أكدت أن الأسرة التي تنتجها الشركة اليابانية «إيرويف»، قد استخدمت سابقا في أولمبياد طوكيو 2020، وصممت لمنع أكثر من شخص من النوم في سرير واحد.
على صعيد آخر، كان موضوع انتشار حشرة بق الفراش قد صنع الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي وسائل إعلام عالمية قبيل أشهر من انطلاق الحدث الرياضي، خصوصا وأن القضية أخذت أبعادا كبيرة وارتبط الموضوع بمشكل نقص النظافة في باريس، التي تغرق في القمامة وتغزوها الجرذان بشكل كبير عجزت معه السلطات عن إيجاد حل، لتطل عمدة باريس آن هيدالغو، باقتراح غريب لإنشاء لجنة لدراسة التعايش مع هذه الجرذان.
إخفاق أمني !

من ناحية أخرى، كانت الساعات القليلة التي سبقت انطلاق الفعاليات الرياضية العالمية، قد عرفت تعطلا كليا لخطوط النقل بالقطارات السريعة، إذ تم الإعلام عن ثلاثة حرائق متفرقة سببها أعمال تخريبية، وهو ما جر حديثا عن إخفاق في تأمين أكبر حدث رياضي عالمي في عاصمة الجن والملائكة.
وجاء في بيان لشركة السكك الحديدية الفرنسية، « أنها وقعت ضحية هجوم هائل عمليات التخريب تسببت في تعطيل حركة أكثر من 800 ألف راكب»، و»أن الأعطال ستسمر طوال عطلة نهاية الأسبوع». ليفتح الإدعاء العام في باريس تحقيقا على خلفية ما وصف «بالعمل التخريبي والأضرار المتعمدة».
وتعليقا على الحادثة، غرد رئيس الوزراء الفرنسي غابريال آتال على منصة إكس قائلا :» إن أجهزة المخابرات حشدت للعثور على الجناة ومعاقبتهم، مشيرا إلى أعمال تخريبية تم الإعداد لها و التنسيق لها».
وكانت الحكومة الفرنسية، قد قررت قبل ذلك بأشهر تخفيض عدد الجماهير التي ستحضر فعاليات حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 إلى 300 ألف بدل 600 ألف، كما كان مقررا، وذلك لخلفيات أمنية.
وعلق وزير الداخلية جيرالد دارمان، على الأمر حين ذلك قائلا « أعلم أن لدينا أفضل قوات الأمن في العالم، وأننا سننجح في إظهار ليس فقط قدرتنا على الفوز بميداليات في الأولمبياد ولكن يمكننا أن نستضيف العالم من دون أي مشكلات».
وتسببت حوادث أمنية بالفعل في تعطيل الاستعدادات، فمنذ فيفري الماضي أفادت وسائل إعلام فرنسية، عن ثلاث حوادث منفصلة تتعلق بسرقة أجهزة كمبيوتر محمولة زُعم أنها تحتوي على معلومات حول مسائل أمنية تتعلق بالألعاب الأولمبية.
وقال مكتب المدعي العام، إن هذه السرقات لم تتضمن معلومات حساسة، ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه الحوادث المتكررة مستهدفة أم عشوائية.
وفي الآونة الأخيرة، تم اقتحام منزل موظف يعمل لدى شركة «تاليس»، إحدى الشركات الخاصة المسؤولة عن تأمين الألعاب، وتمّت سرقة جهاز كمبيوتر محمول خاص بالشركة، وقالت «تاليس» لصحيفة بوليتيكو «إن الموظف لم يكن يعمل في مسائل أمنية حساسة».
أما وزارة الداخلية فرفضت التعليق على ما إذا كانت السرقات تم تنسيقها لإضعاف الخطط الأمنية للحدث الرياضي الأكثر شهرة في العالم.
التضخم و ميزانية السين أشعلا الشارع قبل الشعلة
متاعب فرنسا لم تتوقف عند هذا الحد بل بدأت منذ الإعلان عن استضافتها لأولمبياد2024، فقد عانت الإمبراطورية الأولى من مشاكل تتعلق بنظافة العاصمة، و صلاحية نهر السين، ورغم أن الحكومة أطلقت مشروعا ضخما بتكلفة 1.4 مليار أورو، لتنظيف مياه النهر قبل حوالي عام على استضافة باريس للألعاب، ليحتضن اثنين من مسابقات السباحة، إلا أن الرقم أشعل الشارع قبل الشعلة وتسبب في جدل كبير بين الفرنسيين، الذين اعتبروا الأمر مستحيلا، خصوصا وأن النهر ملوث بالكامل منذ أزيد من 100 سنة، تم حظر السباحة فيه خلالها.
ورغم كل الجهود التوعوية التي قامت بها الحكومة و انخراط الإعلام الفرنسي بالكامل وبكل ثقله في العملية، إلا أن قطاعا من الفرنسيين اعتبروا بأن الأمر مستحيل تماما، وقالوا إنه من الأجدر توجيه الأموال التي ضخت على التحضيرات، لتحسين جودة الحياة و الظروف الاجتماعية للمواطنين في مناطق الضواحي.
ووصلت ردود الفعل الغاضبة إلى حد إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي « للتبرز في السين»، كرد فعل على حجم الإنفاق على عملية غير ممكنة كما علق، وجاءت الحملة بعد أيام قليلة من نزول عمدة باريس آن هيدالغو، إلى مياه السين و السباحة فيها لطمأنة الرياضيين و الفرنسيين أن النهر صار نظيفا.
هاجس آخر يطرح بقوة مع انطلاق الأولمبياد، ويتعلق بمخاوف من التضخم بسبب عدم وجود شركاء ماليين، إذ سبق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن صرح في وقت سابق أن « المال العام لن يسد الثغرات»، فيما حذرت لجنة التدقيق قبل سنتين من أن النفقات المخطط لها تتجاوز الإيرادات المتوقعة في وضعها الحالي.
وذكرت صحيفة «لوموند»، في تقرير لها نشرته سنة 2022، أن الميزانية الإجمالية لألعاب باريس شهدت تضخما مقارنة بالتوقعات الأولية، حيث كانت 6.8 مليارات يورو حتى مرحلة تقديم العطاءات، لكنها وصلت إلى 8 مليارات يورو، منها أكثر من 1.65 مليار يورو من المال في العام.

نور الهدى طابي

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com