أكّد، أمس، المفوض العام لوكالة الأونروا فليب لازاريني أن عدد موظفي الوكالة الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقارب 200 موظف منذ السابع أكتوبر الماضي، جلهم من المعلمين والأطباء والممرضين والمهندسين وموظفي دعم وتقنيين، مضيفا أن هؤلاء قضوا حياتهم في خدمة المجتمع، والعديد منهم استشهدوا مع عائلاتهم، بينما استشهد آخرون أثناء أداء واجبهم، قائلا «لم يكن أحدا يعتقد أننا سنصل إلى هذا الوضع المأساوي» مشيرا إلى استشهاد معلمة في وكالة الأونروا قتلت الأسبوع الماضي مع طفلها البالغ من العمر 4 أشهر في مكان اعتقدت أنها ستكون فيه بأمان.
وأكد المفوض العام لوكالة الأونروا أن هؤلاء الضحايا ليسوا أرقاما إنما معلمون وأطباء وممرضون ومهندسون وموظفو دعم وفنيون قضوا حياتهم في خدمة المجتمع، مضيفا أن هذه أكبر خسارة في عدد الموظفين الذين قتلوا في صراع واحد أو كارثة طبيعية منذ تأسيس الأمم المتحدة، وهي حقيقة حسبه لا يجب على العالم أن يقبلها أبدا، داعيا إلى المساءلة الكاملة عن كل حالة وفاة من هذه الوفيات.
وفي السياق ذاته أكدت نائبة المفوض العام للأونروا للدعم العملياتي «أنتونيا دي ميو» أثناء تقديمها إحاطة لمجلس الأمن أن الوكالة ملتزمة باستئناف التعليم لجميع أطفال غزة، وذلك ابتداء من الأسبوع المقبل بتوفير الدعم في مجال الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، والانتقال إلى تعليم القراءة والكتابة والرياضيات في بيئات غير رسمية، وتتوج هذه العملية حسبها بالعودة إلى التعليم الرسمي في المدارس.
وبخصوص تقديم المساعدات الإنسانية بقطاع غزة، قالت نائب المفوض العام للأونروا أن هذه المهمة مستحيلة وسط العمليات العسكرية، وانعدام الأمن، وانعدام القانون، والبنية الأساسية المدمرة والمتضررة، ونقص الوقود، والقيود المفروضة على الوصول والاتصالات، كما كشفت عن تعرض ما يقرب من ثلثي منشآت الوكالة، أي نحو 190 مبنى للقصف، وبعضها مرتين، إلى جانب تهديم العديد من المدارس التابعة للأونروا، ولم تعد صالحة للاستخدام، وأشارت إلى أن في الأسبوعين الماضيين وحدهما تعرضت 8 مدارس تابعة للأونروا للقصف، رغم أنها كانت بمثابة مراكز إيواء للنازحين، بالإضافة إلى تدمير المكاتب الرئيسية للوكالة في غزة، كما كشفت عن استشهاد 560 نازحا في مراكز الإيواء التابعة للأونروا تحت علم الأمم المتحدة، العديد منهم من النساء والأطفال، وأكدت نفس المتحدثة أن الجهود المتضافرة لتفكيك الأونروا مستمرة بلا هوادة، ودعت إلى مقاومة هذه الجهود، وأضافت أن الأونروا مستهدفة بسبب دورها في حماية حقوق لاجئي فلسطين، ولأنها تجسد التزام المجتمع الدولي بالتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم.
وفي الإطار ذاته أكد المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان أن التهجير القسري وقتل النازحين جماعيا يعكس إصرار الاحتلال الإسرائيلي على جريمة الإبادة الجماعية، مشيرا في تقرير نشره أمس حول الأوضاع في قطاع غزة أن أوامر الإخلاء القسري التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي شمالي رفح وجنوبي خان يونس في جنوبي قطاع غزة، وطردهم المنهجي من منازلهم وأماكن عيشهم وحصر مئات الآلاف منهم في نطاق جغرافي محدود يجري تقليصه باستمرار، واستهدافه بشكل متعمد ومباشر من الجو والبر والبحر، يعكس حسب نفس التقرير إصرار الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم 295 على التوالي، وإخضاعهم لظروف معيشية قهرية تؤدي بهم نحو الهلاك الفعلي.
وعلى صعيد تطورات الأوضاع في غزة يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب المزيد من المجازر ضد العائلات الفلسطينية لليوم 296، وكشفت وزارة الصحة بغزة عن ارتكاب جيش الاحتلال 3 مجازر خلال 24 ساعة وصل منها للمستشفيات 66 شهيدا و241 إصابة، لترتفع بذلك حصيلة العدوان على القطاع منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 39324 شهيد و 90830 إصابة، كما ارتكب جيش الاحتلال أمس مجزرة مروعة باستهداف خيمة في شارع الإسطبل في منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، راح ضحيتها 4 شهداء وعدد من الجرحى.
وبخصوص الحديث عن استئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل للأسرى، أوضح أمس ممثل حركة حماس بالجزائر يوسف حمدان أن الحركة لم يصلها أي جديد من الوسطاء بخصوص المقترحات التي قدمتها قبل أكثر من شهر لاختراق الانسداد التفاوضي الذي أحدثه رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني بسلوكه التفاوضي بتقديم ورقة ثم يقدم تعديلات عليها، ولما تبدي الحركة مرونة ما اتجاه هذه الورقة أو تلك يعيد مناقشة نفس الورقة التي قدمها الاحتلال، وأضاف حمدان أن رئيس حكومة الاحتلال يواصل المراوغة لكسب المزيد من الوقت وإضاعة الفرص المتاحة للوصول إلى اتفاق.
بالمقابل أكد أن حركة حماس تبدي مرونة كبيرة وتتعامل بإيجابية مع كل المقترحات التي قدمت لها، مضيفا أن سياسة الاحتلال بالمماطلة تهدف إلى كسب الوقت وتوسيع دائرة النيران ليضمن رئيس حكومة الاحتلال وقت أكبر ويجنب نفسه مساءلات قضائية داخل الاحتلال في حال تم الاتفاق، مؤكدا أن حماس ستبقى تتعامل بمسؤولية عالية وجدية مع هذا الملف، والتواصل مع الوسطاء وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم في هذا المسار لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وانسحاب الاحتلال من غزة وفتح المعابر وعودة النازحين وترميم ما دمره الاحتلال، وصولا إلى إبرام صفقة تبادل مشرفة.
نورالدين ع
