كشف أمس وزير التربية والتعليم الفلسطيني أمجد برهم عن استشهاد 10 آلاف طالب و400 معلم في قطاع غزة منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي، وأشار الوزير في ندوة صحفية عقدها بمناسبة الإعلان عن نتائج امتحانات الثانوية العامة بعد إجرائها في الضفة الغربية دون قطاع غزة، إلى حرمان 39 ألف طالب من امتحانات الثانوية العامة في غزة هذا العام بسبب الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر، كما كشف الوزير عن اعتقال الاحتلال الإسرائيلي 55 طالبا من طلبة الثانوية العامة، في حين قدر عدد الطلبة الذين تقدموا للامتحانات نحو 50 ألف طالب وطالبة من مناطق الضفة الغربية، ومن الموجودين في بعض الدول.
وخيمت أمس آثار العدوان على إعلان نتائج امتحانات الثانوية العامة، واختفت بالضفة الغربية جميع مظاهر الاحتفالات بالإعلان عن النتائج، بعد حرمان الكيان الصهيوني طلبة غزة من هذه الامتحانات واستمرار العدوان وحرب الإبادة الجماعية وسياسة التطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال ضد المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال في القطاع، كما نظم مئات الطلبة بغزة وقفات احتجاجية تنديدا بحرمانهم من التقدم لامتحانات الثانوية العامة جراء استمرار العدوان الصهيوني.
من جانب آخر يستمر جيش الاحتلال الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ويركز المحتل على محافظة خان يونس المكتظة بالنازحين، وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة عن استشهاد 129 فلسطينا و416 مصابا، إلى جانب 44 مفقودا خلال 48 ساعة فقط بهذه المنطقة، ويعتمد الاحتلال سياسة الأرض المحروقة بتدمير وتجريف كل المباني لجعل المنطقة غير صالحة للحياة نهائيا.
وكشف نفس المصدر عن تنفيذ الاحتلال 208 غارة بهذه المحافظة خلال 48 ساعة فقط، نتج عنها تدمير 237 منزلا، إلى جانب العشرات من الشهداء والمفقودين والمصابين، كما دمر الاحتلال أول أمس الخزان الرئيسي للمياه بتل السلطان برفح في جريمة بشعة يسعى من خلالها الاحتلال للقضاء على كل مظاهر الحياة بالقطاع، والانتقام من السكان الذين رفضوا التهجير القسري بحرمانهم من كل شيء بما فيها ضروريات الحياة الأساسية.
ومع غياب بنوك أهداف لدى جيش الاحتلال لاستهدافها، يركز في الأسابيع الأخيرة على قصف مراكز الإيواء والمدارس التي تأوي نازحين، مرتكبا عشرات المجازر، ويقدم تبريرات واهية لهذه العمليات الإجرامية، يؤكد من خلالها استهداف قواعد للمقاومة وسط النازحين، دون أن يقدم أي أدلة على ذلك، كما أن الصور التي تنقلها وسائل الإعلام وتصريحات المواطنين تؤكد أن الضحايا من الشهداء والمصابين هم أطفال ونساء، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني خلال 24 ساعة 3 مجازر ضد العائلات وصل منها للمستشفيات 39 شهيدا و93 مصابا، لترتفع بذلك حصيلة العدوان منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 39363 شهيدا و90923 إصابة.
في السياق ذاته أكد أمس المفوض العام لوكالة الأونروا فليب لازاريني أن 14 بالمائة فقط من المناطق في غزة التي لا تخضع لأوامر الإخلاء، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تصدر كل يومين أوامر الإخلاء لإجبار الناس على النزوح، ما يخلق حالة من الفوضى والذعر، لافتا إلى أن الكثير من الناس يضطرون إلى حزم أمتعتهم في غضون بضع ساعات فقط، والبدء من جديد، وغالبا ما يكون ذلك سيرا على الأقدام وباستخدام عربة يجرها حمار، مؤكدا أن العديد من الفلسطينيين بالقطاع اضطروا للنزوح بمعدل مرة واحدة في الشهر منذ بدء الحرب قبل تسعة أشهر، مشيرا إلى أن الناس يواصلون البحث عن الأمان، الذي أصبح الأغلى والأكثر ندرة، وأضاف أن تكتيكات الإخلاء التي يعتمدها الاحتلال الإسرائيلي لا تؤدي إلا إلى زيادة البؤس والخوف والمعاناة للأشخاص الذين لا علاقة لهم بالحرب، قائلا «سكان غزة ليسوا كرات أو قطع شطرنج، إنهم بشر».
وفي السياق ذاته أشار بيان لوكالة الأونروا أمس أن العائلات في قطاع غزة تعيش ظروفا غير إنسانية، حيث أن الوصول إلى المياه والصرف الصحي محدود للغاية، مما يؤدي إلى زيادة الالتهابات الجلدية والأمراض، كما أكد البيان أن الناس في غزة منهكون ويضطرون كل يوم تقريبا إلى النزوح من ملاجئهم المؤقتة دون وجود مكان آمن يذهبون إليه.
من جهة أخرى دعا أمس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لجعل يوم الثالث أوت القادم يوما وطنيا عالميا لنصرة غزة والأسرى، وحراكا متواصلا حتى تتوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الأسرى والشعب الفلسطيني، كما دعا إلى المشاركة الفاعلة والحاشدة في هذا اليوم الوطني والعالمي دفاعا عن الأسرى وأهل غزة، وفضح جرائم الاحتلال الوحشية ضدهم، وشدد هنية على أهمية المشاركة الوطنية والعربية والإسلامية والعالمية الفاعلة فيه، وعلى ديمومة كل أشكال التظاهر والمسيرات واستمرارها بعد الثالث من أوت، حتى إجبار الاحتلال الصهيوني على وقف عدوانه وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني في غزة وضد الأسرى الأبطال في سجون ومعسكرات الاعتقال النازية، وتطلع هنية لأن يكون يوم الثالث أوت يوما محوريا ومشهودا وفاعلا في كل ربوع فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات من أجل نصرة أهل غزة والأسرى. نورالدين ع