شنّت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس، غارات على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من الأشخاص ويأتي ذلك في ظل تصعيد صهيوني ممنهج واستمرار الاعتداءات.
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس، عن ارتفاع حصيلة شهداء الغارة الصهيونية على الضاحية الجنوبية لبيروت إلى 14 شخصا وإصابة 66 آخرين، بينهم 9 جرحى حالتهم خطيرة .وقصفت طائرات الاحتلال الصهيوني، أمس، بعدد من الصواريخ بناية سكنية في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.
واستهدفت الغارة الصهيونية ، شقة في أحد المباني السكنية في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية وجاءت في ساعة الذروة، مما تسبب بخسائر بشرية، حسب وكالة الأنباء اللبنانية .
وأشار المصدر ذاته، إلى أن المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية بالقرب من مجمع القائم، أصيب بأربعة صواريخ وألحقت الغارة دمارا في الشقة المستهدفة، وفي باقي شقق البناية، وفي المركبات المركونة أمامها و قد تواصلت، أمس، عمليات رفع الأنقاض وانتشال جثامين الشهداء والمصابين من المبنى المستهدف.
ومن جانبه، ذكر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أن هذا الاستهداف لمنطقة سكنية مأهولة، يثبت مجددا أن الكيان الصهيوني، لا يقيم وزنا لأي اعتبار انساني وقانوني واخلاقي، بل هو ماض في ما يشبه الإبادة الجماعية.
من جهته، أفاد حزب الله اللبناني، أنه قصف في شمال الكيان، مقرا للاستخبارات العسكرية المسؤولة عن «الاغتيالات» وذلك ردا على اعتداءات الاحتلال على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، فيما أشار جيش الاحتلال الصهيوني، أمس، إلى اغتيال القيادي العسكري في حزب الله، إبراهيم عقيل، في الغارة الجوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
و من جانبها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس، العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية في بيروت، واستهداف منطقة سكنية مكتظة بالسكان وعدّته جريمة جديدة ضمن مسلسل الجرائم الصهيونية المتواصل، وانتهاكا للسيادة اللبنانية، وتصعيداً للعدوان الصهيوني. وواصلت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس الجمعة، قصفها على عدة بلدات جنوب لبنان.وذكرت مصادر محلية لبنانية، أن الطائرات الحربية، شنت غارات استهدفت بلدات: ميس الجبل، وعيترون، والطيبة وكفر كلا، تزامنا مع تحليق الطيران الحربي والاستطلاعي في الأجواء اللبنانية.
و يأتي ذلك في ظل ارتفاع حصيلة الضحايا، جراء سلسلة التفجيرات بأجهزة لاسلكية التي يقف وراءها الكيان الصهيوني، إلى 37 شهيدا و3539 جريحا، حسبما أعلنه عنه، أول أمس، وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض.
وذكر الوزير في مؤتمر صحفي، أن 12 شخصا استشهدوا في الموجة الأولى من انفجارات أجهزة «البيجر»، يوم الثلاثاء الماضي و25 شخصا في الموجة الثانية من الانفجارات التي طالت أجهزة الاتصال اللاسلكي، يوم الأربعاء الماضي.
وأوضح الوزير، أن من بين الجرحى الذين وصلوا للمستشفيات في هجمات الثلاثاء، تم تسجيل 1343 حالتهم «متوسطة أو بليغة».
وكانت وزارة الصحة اللبنانية، قد أعلنت في وقت سابق عن استشهاد 20 شخصا وإصابة أكثر من 450 شخصا آخر في انفجار الاجهزة اللاسلكية في مناطق لبنانية عدة الأربعاء الماضي، فضلا عن سقوط 12 شهيدا، من بينهم طفلان، وتسجيل 2800 مصاب في تفجيرات الثلاثاء الماضي.
على صعيد آخر، يواصل الاحتلال الصهيوني، قصف مناطق متفرقة في قطاع غزة، ما خلف استشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين، وهذا في ظل تصاعد وتيرة الاستهداف لمنازل الفلسطينيين ومخيمات الإيواء.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، أمس، باستشهاد 10 فلسطينيين على الأقل، وإصابة آخرين في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف بعد ظهر الجمعة، مركبة ومبنيين سكنيين في مدينتي غزة ورفح.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إيقاع أفراد قوة صهيونية بين قتيل وجريح باستهدافهم بقذيفة «تي بي جي» مضادة للتحصينات وأخرى مضادة للأفراد بعد تحصنهم في منزل شرق حي التنور بمدينة رفح، وأكدت رصد هبوط طيران مروحي لإجلائهم.
كما أعلنت كتائب القسام، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية ضد قوات الاحتلال المتوغلة شرق حي التنور، وتمكنوا من استهداف دبابة «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105».، مؤكدة استهداف جرافة عسكرية من نوع «دي 9» بقذيفة الياسين 105 في مدينة رفح. وكانت الكتائب قد أعلنت أنها أوقعت رتل آليات عسكرية للاحتلال في كمين مركب غرب المستشفى الكويتي في المدينة.
و من جانبها، أفادت مديرة الدائرة القانونية للمرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، ليما بسطامي، أن الاحتلال الصهيوني دمر جميع الجامعات في قطاع غزة واستهدف 92,9 بالمائة من المدارس، منذ السابع أكتوبر ، الأمر الذي تسبب بأضرار متفاوتة في مبانيها.
وأشارت المسؤولة ذاتها في تصريح صحفي، أن هناك 84,6 بالمائة من المدارس على الأقل بحاجة إلى إعادة بناء كاملة أو عمليات ترميم كبيرة قبل القدرة على استئناف العملية التعليمية، لافتة إلى أن ثلث المدارس التي تعرضت لأضرار مباشرة أو تدمير كبير هي مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وأشارت بسطامي إلى استشهاد 9.211 طالبا وطالبة و397 من الكوادر التعليمية وإصابة أكثر من 14.237 طالبا وطالبة و 2.246 معلما ومعلمة، فيما فقد جميع الطلاب الـ 625.000 المسجلين في غزة عاما دراسيا كاملا، وهم الآن على وشك خسارة عام دراسي آخر للسنة الثانية على التوالي. م -ح