واصل جيش الاحتلال الصهيوني، أمس، تنفيذ سلسلة من الغارات العنيفة على مناطق مختلفة في لبنان، منها جبل لبنان، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من الأشخاص، معلنا في الوقت ذاته، أنه يستعد لعملية برية في لبنان، في المقابل كثف حزب الله اللبناني، ضرباته الصاروخية على قواعد صهيونية مختلفة، مستهدفا مقر الموساد بتل أبيب بصاروخ باليستي ومصنعا لمواد متفجرة جنوب حيفا.
وأفاد وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، أمس، بأن الغارات الصهيونية، أمس، أسفرت عن مقتل 51 شخصا وإصابة 223 آخرين .
من جانبه، واصل حزب الله اللبناني، أمس، استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات صهيونية، في اليوم الثالث من الهجوم الجوي الصهيوني العنيف والأوسع والأكثر كثافة على لبنان منذ 8 أكتوبر 2023.
وفي سابقة تعد الأولى، منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة، أعلن حزب الله، استهداف مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «قادر1» .
وذكر الحزب، أن مقر قيادة الموساد المستهدف مسؤول عن اغتيال القادة وتفجير أجهزة الاتصال، فيما اشارت وسائل إعلام إلى إطلاق صفارات الإنذار و اعتراض الكيان، للصاروخ الباليستي.
ويأتي هذا التطور بعدما وصل مدى صواريخ الحزب، خلال الأيام الأخيرة إلى صفد وعكا وحيفا.
كما أشار حزب الله أيضا، أمس، إلى قصف مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون جنوب حيفا بصواريخ «فادي 3 والتي أدخلها مؤخرا ضمن نطاق عملياته العسكرية.
كما استهدف الحزب للمرة الثانية مستوطنة كريات موتسكين بدفعات من صواريخ «فادي 1».
ومن جهة أخرى ، قال حزب الله، إنه تصدى لطائرتين معاديتين مقابل بلدتي حولا وميس الجبل، وأجبرهما على مغادرة أجواء لبنان، كما قصف بالصواريخ مستوطنة ساعر قرب نهاريا وكذا قصف مستوطنة حتسور بعشرات الصواريخ دفاعا عن لبنان وشعبه و أيضا قصف قاعدة دادو العسكرية، مقر قيادة المنطقة الشمالية، بعشرات الصواريخ.
في المقابل أعلن جيش الاحتلال، أمس، الاستعداد لعملية برية في لبنان واستدعاء لواءي احتياط، فيما استمرت الغارات الصهيونية والتي استهدفت جنوب وشرق لبنان.
على صعيد آخر، أعلنت الأمم المتحدة ، أمس، أن أكثر من 90 ألف شخص نزحوا على وقع الغارات الصهيونية الكثيفة على مناطق عدة في لبنان، فيما حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، من أن الشرق الأوسط لا يمكنه تحمّل أزمة نزوح جديدة.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة، أن نحو 90 ألفا و530 شخصا في لبنان نزحوا مع تصعيد العدوان الصهيوني على لبنان، خلال اليومين الماضيين، لافتة إلى أن بينهم 40 ألفا في 283 مأوى.
و أعلن وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب، أول أمس، أن عدد النازحين اللبنانيين يقترب من نصف مليون.
وكانت الحكومة اللبنانية، قد أعلنت، أول أمس، عن إجراءات لإيواء 27 ألف نازح من جنوب البلاد وتعليق الدراسة في مؤسسات التعليم حتى نهاية الأسبوع في ضوء استمرار الغارات الصهيونية، فيما دعا وزيرا الاقتصاد والطاقة إلى عدم التهافت والترشيد في تخزين السلع الغذائية والخبز والوقود.
وعلى الصعيد السياسي، أشارت وسائل إعلام، أمس، إلى مبادرة أمريكية لتخفيض التصعيد في لبنان واستئناف المفاوضات بشأن غزة. ومن جانبه، أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، أن بيروت تقوم بمساع جدية مع أطراف دولية بينها واشنطن للجم التصعيد الصهيوني، لافتا إلى أن الساعات الـ24 المقبلة، ستكون حاسمة في نجاح المساعي أو فشلها للتوصل إلى حلول سياسية.
و قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن التحدي الرئيسي حاليا هو منع اندلاع حرب أوسع نطاقا.
للتذكير، أعربت الجزائر، أول أمس، عن استنكارها وإدانتها الشديدة للعدوان الصهيوني الغاشم الذي يتعرض له لبنان الشقيق، وجددت دعمها المطلق وتعاطفها الكامل مع الأشقاء اللبنانيين في هذه الظروف العصيبة والاستثنائية.
م - ح