أشاد مشاركون في المنتدى النقابي الدولي للتضامن مع الشعب الصحراوي أمس الاثنين بمخيمات اللاجئين الصحراويين، بالدعم القوي الذي تقدمه الجزائر للقضية والشعب الصحراويين، سيما من خلال احتضانها للاجئين الصحراويين وفتح مؤسساتها للطلبة الصحراويين في مختلف التخصصات وهو ما كانت له النتائج الكبيرة في ترقية أداء العمال الصحراويين ومرافقتهم.
وخلال تدخله في أشغال الجلسة الثانية للمنتدى النقابي الدولي للتضامن مع الشعب الصحراوي التي تجري أشغاله، على مدى ثلاثة أيام في مخيم اللاجئين الصحراويين، بولاية أوسرد، التي تمحورت أشغالها حول «التجربة العمالية الصحراوية والتحديات الراهنة»، أشاد وزير الأفراد والوظيفة العمومية وترقية الإدارة، في حكومة الجمهورية العربية الصحراوية، محمد المامي التامك، بالدعم القوي لحلفاء الشعب الصحراوي ‘’وفي مقدمتهم الجزائر التي احتضنت اللاجئين الصحراويين وفتحت مؤسساتها للطلبة الصحراويين في مختلف التخصصات وهو ما كانت له النتائج الكبيرة في ترقية أداء العمال الصحراويين’’.
و تطرق السيد التامك في مداخلته إلى مسار تأسيس الاتحاد العام للعمال الصحراويين مند خمسة عقود لتأطير جميع الصحراويين ضمن جهود ونضال وكفاح الشعب الصحراوي وتجنيد كل القوى الوطنية الصحراوية للالتفاف حول قضيتهم، في إطار جبهة البوليساريو، مبرزا في هذا السياق تجربة البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية المتمثل في بناء مؤسسات دستورية وقضائية وتنفيذية ونسج علاقات جيدة مع الجوار ودخول منظمة الوحدة الإفريقية وبناء الإطار الصحراوي واستقطاب الخريجين في ترقية الإدارة الوطنية والخدمات الاجتماعية.
من جهته أشاد السيد لغليظ بلعموري، الأمين الوطني المكلف بالعلاقات، لدى النقابة الوطنية الجزائرية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية، في تدخله بموقف الدولة الجزائرية الداعم للقضية الصحراوية، ‘’ دون قيد أو شرط’’، ولكل القضايا العادلة في العالم وخاصة قضية الشعب الفلسطيني، ‘’تكريسا ووفاء لما نص عليه بيان أول نوفمبر’’.
أما المديرة المركزية للرعاية الاجتماعية السيدة الفن محمد أحمد، فتطرقت في تدخلها، إلى ظروف العاملات الصحراويات في ظل اللجوء ودورهن الكبير في تأمين الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، مشيرة إلى الواقع المرير للمرأة الصحراوية في الأراضي المحتلة، في ظل الاحتلال الاستيطاني المغربي وما تتعرض له من قمع وترهيب وانتهاكات جسيمة، وأشادت في هذا السياق بالدور البارز للنساء الصحراويات في انتفاضة الاستقلال.
من جهتها قدمت المعتقلة السياسية الصحراوية السابقة، مبة ابا علي، عضو في الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال، والمقيمة في الأراضي المحتلة، شهادة حية عن الواقع المرير للصحراويين في الأراضي الصحراوية المحتلة، أين تنتهج إدارة الاحتلال – كما ذكرت - سياسات تتمثل في تفقير وتهجير وتجهيل الصحراويين، فضلا عن مساع حثيثة لتذويب الشباب الصحراوي في المجتمع المغربي في محاولة لإسقاط هويته وثنيه عن المطالبة بحقه المشروع في تقرير المصير.
كما تطرقت إيزابيل لورنسو، رئيسة القسم في مركز البحث والدراسات بجامعة بورتو (البرتغال)، أثناء تدخلها إلى ما تعانيه العمالة الصحراوية في ظل الاحتلال وحياة الشتات، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من الصحراويين يواجهون صعوبات في الوصول إلى مناصب العمل مع المنع من الانضمام إلى المنظمات النقابية.
وبحسب المتحدثة، فإن هذا الوضع ما فتئ يتفاقم في الأراضي المحتلة، بعد استئناف الكفاح المسلح، وفرض الحصار الإعلامي على ما يحدث في الداخل المحتل من انتهاكات لحقوق الإنسان، وأشارت إلى أنه «على الرغم من هذه الظروف، لعب الصحراويون في كثير من الأحيان دورا في إدانة نهب الثروة الصحراوية ومنع أي استغلال غير قانوني من خلال الدعوة إلى احترام أحكام محكمة العدل الأوروبية’’.
و أشاد الخبير المحلل السياسي والخبير في القانون الدولي الدكتور إسماعيل خلف الله، بالرصيد النضالي للاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي كان – كما قال - صوت الثورة الجزائرية.
وبعد أن أشار في تدخله إلى أن 80 بالمائة من تمويل الثورة الجزائرية كان يأتي من العمال الجزائريين في المهجر، أكد على ضرورة أن يستمر اتحاد العمال الصحراويين في أداء دوره البارز على مدار سنوات كفاح الشعب الصحراوي، على غرار ما اضطلع به الاتحاد العام للعمال الجزائريين.
تجدر الإشارة إلى أن الطبعة الثانية للمنتدى النقابي الدولي للتضامن مع الشعب الصحراوي تنظم ضمن فعاليات تخليد الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد العمال لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب وإحياء اليوم الوطني للعمال الصحراويين تحت شعار «عمل ، تضحية ووفاء لاستكمال التحرير والبناء» وذلك بمشاركة وطنية ودولية لعشرات النقابات العمالية من إفريقيا وأوروبا وشخصيات سياسية و نقابية وإعلامية من مختلف دول العالم.
مبعوث النصر إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين: عبد الحكيم أسابع