يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بشمال غزة، باستهداف مراكز الإيواء وما تبقى من مباني ومستشفيات، وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس عن تجاوز عدد الشهداء بشمال غزة منذ بداية الحملة العسكرية الواسعة لجيش الاحتلال قبل شهر ألفي شهيد وأكثر من 4 آلاف مصاب.
واستهدف جيش الاحتلال أمس مدرسة مكتظة بالنازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 12 شهيدا وعشرات المصابين، كما استهدف جيش الاحتلال مساء أول أمس منزل عائلة « المبحوح» بمخيم جباليا، ما أدى إلى ارتقاء 30 شهيدا وعشرات المفقودين والجرحى.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان صحفي أن ما يحصل في الشمال من إبادة وتطهير عرقي وتدمير المربعات السكنية مربع بعد مربع خطير وخطير جدا، لافتا إلى وجود تعتيم كامل لما يجري على الأرض، والإعلام العالمي مغيب، وما تنقله وسائل الإعلام لا يغطي ما هو حاصل من كارثة حقيقية كبيرة وخطيرة بحق الشعب الفلسطيني، وأضاف نفس المصدر أن الفلسطينيين في شمال القطاع يعيشون أهوال يوم القيامة، وتهديدات جيش الاحتلال الصهيوني متواصلة لاستكمال الإبادة والتطهير في مدينة غزة التي تعد الملاذ الأخير لهم، لافتا إلى أن الناس يبيتون في العراء وعلى قارعة الطرقات دون أغطية رغم البرد الشديد، مؤكدا أن جثامين عشرات الشهداء لا تزال ملقاة في الشوارع وتنهشها الكلاب، بعد منع الاحتلال الطواقم الطبية والدفاع المدني من الوصول إليهم وإجلائهم، ودعا المكتب الإعلامي الحكومي إلى تحرك دولي عالمي على كل الأصعدة للجم الاحتلال وإنقاذ ما تبقى في شمال غزة.
وفي السياق ذاته تحدث أمس مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية في تصريح صحفي عن الوضع المأساوي الذي يمر به المستشفى، وفقدان يوميا المزيد من الجرحى والمرضى لعدم وجود المستلزمات الطبية والوفود الطبية المتخصصة في الجراحة، وغياب سيارات الإسعاف، وأكد أبوصفية أن مستشفى كمال عدوان لا يزال يتعرض للحصار من طرف جيش الاحتلال ويمنع عنهم الماء والطعام والدواء، وقال إن الخدمة التي تقدم في المستشفى هي أقل من الأدنى، مؤكدا استمراراهم في تقديم هذه الخدمة، مناشدا العالم والمنظمات العالمية بأن تقف إلى جانب المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة.
وأمام استمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي في شمال غزة، دعت حركة حماس أمس جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم للخروج أيام نهاية الأسبوع في كافة الساحات والميادين في مسيرات وفعاليات نصرة للشعب الفلسطيني ولإدانة حرب الإبادة الجماعية والضغط لوقف العدوان، وتنديدا بالدعم الأمريكي والغربي للمجازر المروعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
من جانب آخر نشر أمس المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان نتائج تحقيق أجراه حول استشهاد 70 فلسطينيا في قطاع غزة، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن شهر نوفمبر من السنة الماضية، وأشار التقرير إلى أن جيش الاحتلال شن هجوما واسعا على حي الصبرة في مدينة غزة وقتل ما يزيد عن 50 شخصا، ولما خرج سكان الحي لدفن الشهداء استهدفتهم طائرة مسيرة بصاروخين مباشرين، ما أدى إلى استشهاد 20 آخرين منهم أطفال.
ودعا المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيقات دولية فورية ومستقلة ونزيهة في ظروف استهداف المدنيين والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والضغط على المحتل من أجل تمكين دخول لجان التقصي والتحقيق الدولية والأممية إلى قطاع غزة، عملا بقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية.
نورالدين ع