* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية
كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بقضايا إنهاء الاستعمار، من أجل إيداع ملف يتضمن طلب تسجيل القضية الريفية، كقضية تصفية استعمار.
وفي ندوة صحفية نشطها في فندق بأعالي الجزائر العاصمة، بمناسبة، انطلاق الدورة الأولى ليوم الريف تحت عنوان «جمهورية الريف وحق استعادة الاستقلال»، أكد الغديوي بأن الملف الذي سيتقدم به الحزب الوطني الريفي، إلى اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، الخاصة بتصفية الاستعمار، « باسم الشعب الريفي الذي يرزح تحت الاحتلال المخزني المغربي ‘’، مبرزا بأن هذا الملف ‘’جاهز’’.
وبعد أن أكد بأن حزبه سيطرق أبواب كل المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، للدفاع عن القضية الريفية العادلة، كقضية تصفية استعمار من أجل استعادة الاستقلال والسيادة الوطنية المسلوبتين من طرف النظام الوظيفي المخزني، أبرز السيد الغديوي بأن حزبه وكافة الشعب الريفي يعول على الدور الجزائري لدعم القضية الريفية العادلة على مستوى مختلف المحافل الدولية وخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
كما دعا مختلف الفاعلين على مستوى القارة الإفريقية إلى تبني موقف يعتبر أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وجمهورية الريف آخر مستعمرتين في إفريقيا وأنهما جرحان في جسد القارة، لا يلتئمان إلا باستقلالهما، مشددا على ضرورة الوقوف مع الشعب الريفي الذي يعاني من إبادة جماعية ممنهجة من قبل النظام المغربي.
وأشار المتحدث خلال اللقاء الذي شهد حضور شخصيات سياسية وحزبية من جنوب إفريقيا والموزمبيق والجمهورية العربية الصحراوية إلى جانب أحزاب سياسية جزائرية، أن جمهورية الريف التي كان يترأسها محمد عبد الكريم الخطابي، هي أول جمهورية مستقلة في شمال إفريقيا سنة 1921 وإلى غاية 1926.
وأضاف ‘’لقد كانت جمهورية الريف كيانا يتمتع بالاستقلال والسيادة ولم تكن يوما خاضعة لنظام المخزن الذي تحالف مع القوى الاستعمارية على حساب الشعب الريفي».
وحرص الغديوي في كلمته على الإشادة بالمواقف والمبادئ الثابتة للجزائر التي كانت ولا تزال –كما قال - معقلا للثوار، وقبلة للأحرار، مبرزا بأن حزبه اختار تنظيم هذا اللقاء الأول للحزب الوطني الريفي خارج أوروبا، بالجزائر ليقينه بأن الدعم الذي تقدمه الجزائر حكومة وشعبا لقضيته العادلة سيعجل بدفع مسار تسويتها.
وقال في هذا الصدد ‘’ نحن على يقين بأن الحكومة والشعب الجزائري سيقفون معنا وأن أولى خطواتنا نحو استقلال الريف قد انطلقت من هنا لتكون آخر محطة عندما سيطرد آخر جندي وعسكري من الريف»، مشيدا بأن الجزائر كانت دائما ملاذا آمنا لأبناء الريف’’.
وفي سياق ذي صلة أكد الغديوي بالقول ‘’ نحن أبناء الشعب الريفي لسنا انفصاليين ولا نريد سوى استرجاع حقنا الشرعي الذي سلب منا بالقوة وهو مطلب ليس بجديد»، مشددا على أن الحزب لن يتوقف عن المطالبة بهذا الحق.
وقال إن جمهورية الريف لم تكن يوما جزءا من المغرب ولم يكن المغرب يوما في صف الريفيين الذين يدافعون عن أرضهم، وأن جمهورية الريف تحوز كل الشرعية التاريخية والمشروعية القانونية التي يقوم عليها مطلب الريفيين لاستعادة ما سلب منهم.
وخلال سرده للعديد من الحقائق التاريخية، أكد الغديوي أن الجمهورية الريفية تعرضت لمؤامرات دولية وتواطؤ قوى استعمارية داخلية وخارجية، مما أدى إلى قمعها وعودة المنطقة، لسيطرة القوى الاستعمارية عليها قبل النظام المخزني العلوي الذي فرض هيمنته عليها سنة 1956 بعد أن سما كيانه بالمملكة المغربية، مشددا على أن هذا الكيان أُنشئ وزُرع داخل الجسد الافريقي لخدمة مصالح القوى الاستعمارية.
وأضاف ‘’ نحن في الريف لم نعترف يوما بسيادة النظام المغربي على أرضنا، وكيف لنا أن نعترف بنظام صنعه الاستعمار الفرنسي، وضمن استمراره عبر اتفاقيات الاستعباد وعلى رأسها معاهدة الحماية الموقعة عام 1912، تلك المعاهدة التي بموجبها سلم العلويون – كما ذكر - سلطنة مراكش للاستعمار الفرنسي، مقابل بقائهم على رأس السلطة كأداة طيعة بيد المحتل».
كما أبرز الغديوي بأن هذا الكيان المخزني قد كان منذ نشأته، ولا يزال يخدم أجندات خارجية على حساب الشعوب التي يزعم تمثيلها، وهم ما يتجلى بوضوح في قمعه المستمر لشعب الريف، مشيرا إلى أن ما يسمى ‘’ المغرب ‘’ وسلطانه العلوي لم يكونا يوما في مصف الشعوب الحرة أو في صف الريفيين الذين كانوا يدافعون عن أرضهم واستقلالهم خلال فترة الجمهورية الريفية بل على العكس تماما، كان السلطان يوسف العلوي حليفا للقوى الاستعمارية فرنسا وإسبانيا ، ضد الريفيين وساهم بشكل مباشر في محاربة الجمهورية الريفية التي كانت رمزاً للكرامة والحرية.
وأشار إلى أن السلطان المخزني يوسف العلوي قام بتجنيد أكثر من 400 ألف مرتزق مغربي للقتال ضد الشعب الريفي وهو ما وثّقه كما ذكر المؤرخ المغربي علي الإدريسي الذي أكد خيانة النظام المخزني لمبادئ التحرر والكرامة.
ع.أسابع