أكّد أمس المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاصر حوالي 70 ألف فلسطيني بشمال القطاع، ويحرمهم من الطعام والماء والدواء، وتستمر قوات الاحتلال بملاحقتهم من مكان لآخر، وتقتلهم وتهجرهم قسرا، وذلك في واحدة من أبشع حملات الإبادة الجماعية في العصر الحديث. وأوضح المرصد الأورو متوسطي في تقرير نشره أمس أنه تلقى معطيات صادمة عن الوضع الكارثي الذي يعيشه قرابة 70 ألف فلسطيني بقوا محاصرين في شمال قطاع غزة، بعد أن هجرت قوات الاحتلال أكثر من 150 ألفا آخرين منذ بدأ الهجوم على شمال القطاع في الخامس أكتوبر الماضي، وأضاف المرصد الحقوقي أن المحاصرين يواجهون مجاعة حقيقية بعد نفاد جميع أنواع الطعام، كما يفتقر معظمهم إلى مياه نظيفة، حيث تمر عليهم أيام دون تناول طعام أو شرب الماء، وفي الوقت نفسه تستمر عمليات القصف الإسرائيلي والملاحقة من مراكز الإيواء إلى ما تبقى من المنازل المدمرة، مشيرا إلى أن من يفقد تحت الأنقاض بفعل القصف لا يمكن لأي جهة إنقاذه، إذ تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي عمل طواقم الدفاع المدني منذ 42 يوما، لافتا في نفس التقرير إلى أن المصابين يموتون ببطء دون إنقاذ، نتيجة عدم إمكانية نقلهم إلى المستشفيات التي تعمل هي الأخرى في ظروف مأساوية وتتعرض للقصف المتكرر. وأفاد المرصد الأورو متوسطي أنه وثق عشرات الحالات التي استهدفت فيها الطائرات المسيرة المدنيين الذين يضطرون للخروج من منازلهم أو مراكز الإيواء التي لجؤوا إليها بحثا عن الطعام أو الماء، مضيفا بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل على محو مخيم جباليا بالكامل عبر نسف المنازل باستخدام الروبوتات والبراميل المفخخة، بالإضافة إلى القصف بالقنابل الأمريكية المدمرة، فيما تم ذلك رغم علم الاحتلال بوجود سكان في العديد من المنازل والمربعات السكنية التي تدمر، لافتا إلى أن مناطق جباليا، بيت لاهيا، وبيت حانون تحولت إلى خراب ودمار . وأعرب الأورو متوسطي عن أسفه العميق كون هذه الجرائم المروعة ترتكب على مرآى ومسمع من العالم بأسره، دون أي تحرك جاد لوقف ما تعد واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في العصر الحديث، مؤكدا أن هذا التجاهل الدولي يشكل وصمة عار لا تمحى من جبين المجتمع الدولي الذي يواصل استثناء الفلسطينيين من حماية القانون الدولي. وعلى صعيد تطورات الأحداث اليومية، كشفت أمس وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن ارتكاب جيش الاحتلال مجزرتين خلال 24 ساعة الأخيرة وصل منهما للمستشفيات 36 شهيدا و96 مصابا، ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الصهيوني إلى 44502 شهيدا و105454 مصابا، وكشف أمس بيان لجهاز الدفاع المدني بغزة عن نجاة طاقمه من قصف مدفعي إسرائيلي مباشر استهدفهم لدى محاولتهم إسعاف ونقل مواطنين مصابين عند مفترق المشروع بمحافظة رفح، كما كشف نفس البيان عن انتشال جثمان شهيد و7 مصابين في مدرسة بنات الزيتون التي استهدفها الاحتلال مساء أمس، إلى جانب انتشال 3 شهداء شمال رفح بعد استهدافهم من طرف طائرة مسيرة. وكشف بيان جهاز الدفاع المدني عن ارتفاع حصيلة الشهداء من هذا الجهاز إلى 88 شهيدا و304 مصابين، بالإضافة إلى 21 معتقلا، كما ارتفع إجمالي المركبات التابعة لجهاز الدفاع المدني التي دمرت أو تضررت إلى 56 مركبة، إلى جانب استهداف مباشر لـ 6 مراكز تابعة للدفاع المدني، كما استهدف المحتل طواقم هذا الجهاز أثناء مهمات ميدانية 18 مرة. وبمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، أكد بيان لوكالة الأونروا أمس أن قطاع غزة تضم أعلى معدل في العالم من الأطفال مبتوري الأطراف، وأكدت الوكالة أن العديد من الأطفال فقدوا أطرافهم وخضعوا لعمليات جراحية بدون تخدير ولا يمكنهم الحصول على خدمات إعادة التأهيل للتعامل مع الإصابات التي غيرت حياتهم بسبب هذه الحرب. من جانب آخر يواصل جيش الاحتلال الصهيوني خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وشن طيرانه الحربي ليلة أول أمس عدد من الغارات على بلدات جنوب لبنان، كما رد حزب الله على هذه الخروقات بقصف مغتصبات صهيونية بعدد من الصواريخ. نورالدين ع