يواصل جيش الاحتلال الصهيوني قصفه الوحشي لمنازل المواطنين ببيت لاهيا، مستخدما ربووتات مفخخة لتفجير ما تبقى من مبان في هذه المدينة وباقي مدن الشمال، ضمن مخططه الإجرامي لتهجير سكان الشمال وتحويله إلى منطقة غير صالحة للحياة، كما استهدف جيش الاحتلال أمس مستشفى كمال عدوان للمرة الخامسة، وأصيب 3 من الكوادر الطبية من بينهم إصابة خطيرة.
وأشار في هذا الإطار مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبوصفية الذي كان هو الآخر قد أصيب في قصف صهيوني للمستشفى منذ أيام، إلى إطلاق طائرات مسيرة تابعة لجيش الاحتلال قنابل على المستشفى، مضيفا في تصريح صحفي بأن هذا المستشفى يتعرض لهجوم همجي من طرف الاحتلال للمرة الخامسة، والمستهدف فيه هم الكوادر الطبية، مشيرا إلى أن إصابة أحد الكوادر في هجوم أمس خطيرة، وخضع لعملية جراحية معقدة بغرفة العمليات بذات المستشفى، مؤكدا بأن مستشفى كمال عدوان تحول إلى مسرح للاستهداف من طرف جيش الاحتلال رغم أنه لا يضم سوى طواقم طبية تقدم خدمات إنسانية للمرضى والمصابين، قائلا» نحن مرهقون من العنف والفظائع المستمرة التي يرتكبها جيش الاحتلال»
وفي السياق ذاته أمر أمس جيش الاحتلال بإخلاء ما تبقى من مراكز إيواء ببيت لاهيا، وتوجه النازحون إلى المجهول في ظل غياب مكان آمن قد يحتمون فيه، بعد أن استهدف جيش الاحتلال الصهيوني كل مناطق غزة وكل أحيائها وشوارعها سقيت بدماء الشهداء وهي شاهدة على مجازر المحتل التي يرتكبها ضمن حرب الإبادة والتطهير العرقي.
واستنكرت أمس حركة حماس استمرار جيش الاحتلال الصهيوني المجرم في عمليات الإبادة والتدمير الممنهج لكافة مقومات الحياة في شمال قطاع غزة وخاصة في بيت لاهيا، واستمرار قصف المنازل على رؤوس ساكنيها من المدنيين والضغط عليهم لتهجيرهم، والاستهداف المتكرر والمتعمد للمستشفيات وخاصة مستشفى كمال عدوان، وأكدت الحركة في بيان صحفي أمس أن هذه الأعمال الإجرامية التي يقوم بها المحتل تأكيد صهيوني متكرر على مواصلة جرائمهم واستخفافه بالقوانين الدولية، في ظل الإخفاق المعيب للمنظومة الدولية، بوضع حد لتلك الجرائم المروعة التي تحدث على مدار الساعة.
وأفادت الحركة أنه رغم صدور مذكرات اعتقال دولية بحق مجرمي الحرب نتنياهو وغالانت، إلا أن الكيان الصهيوني مستمر في نسف الأحياء والمربعات السكنية ودفع الناس قسرا لمغادرة منازلهم، ما يشكل حسب نفس البيان جريمة حرب وتطهير عرقي غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، وأكدت حماس أن جرائم الاحتلال تتم في ظل غطاء وحماية كاملة من الإدارة الأمريكية وبعض العواصم الغربية، ما يشكل دافعا للاحتلال وتواطؤا معه في الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، ودعت الحركة مجددا الحكومات العربية والإسلامية والأمم المتحدة ومؤسساتها لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف الحصار وحرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في محافظات الشمال وعموم قطاع غزة.
وفي حصيلة جديدة لجرائم الاحتلال في غزة، كشفت وزارة الصحة عن ارتكاب المحتل 3 مجازر ضد العائلات خلال 24 ساعة الأخيرة وصل منها للمستشفيات 30 شهيدا و 84 مصابا، لترتفع بذلك حصيلة العدوان منذ بدايته في السابع أكتوبر من السنة الماضية إلى 44532 شهيدا و105538 مصابا.
وفي الإطار ذاته أكد أمس الناطق الرسمي باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود صابر بصل أن عدد الشهداء في شمال القطاع تجاوز 2700 خلال 60 يوما الأخيرة، مضيفا بأن 70 بالمائة من الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض بعد تعطيل جيش الاحتلال لعمل الدفاع المدني بالشمال، وأشار بصل إلى أنهم يتلقون يوميا عددا من نداءات الاستغاثة لمواطنين يتواجدون تحت الأنقاض، في حين لا يستطيعون تقديم شيء لهم، ويرجح أنهم يستشهدون بعد ساعات أو أيام بسبب عدم تقديم يد العون لهم وإنقاذهم.
من جانب آخر أكدت وكالة الأونرا أمس أن العائلات الفلسطينية في غزة لا تزال تواجه ظروفا مزرية، وقالت في بيان نشرته أمس أنهم ينزحون مرارا وتكررا بسبب الهجمات المستمرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ويبحثون عن مأوى في مدارس الأونروا المكتظة والخيام المؤقتة، ويكافحون من أجل الوصول إلى الضروريات الأساسية، وأكدت الأونروا على الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار وضمان الوصول دون عوائق للمساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
وعلى صعيد المعارك الميدانية في غزة، تبنت كتائب القسام أمس قنص وقتل جنديين صهيونيين في شارع أبو العيش وسط مخيم جباليا، كما تبنت القسام استهداف ناقلة جند صهيونية بقذيفة قرب محطة تمراز وسط مخيم جباليا، ودبابتين بمدينة بيت لاهيا، وفي السياق ذاته قصفت أمس سريا القدس تموضعا لجنود العدو الصهيوني على خط الإمداد في محور نتساريم بقذائق الهاون، كما قنصت جنديا صهيونيا قرب منطقة الطاقة شرق مدينة غزة.
نورالدين ع
