الكيان الصهيوني يستأنف عدوانه الوحشي على قطاع غزة
استـشهاد أكثر من 400 فلسطيني خلال ساعات فقط
استأنف فجر أمس الكيان الصهيوني عدوانه الوحشي على قطاع غزة، وشن بشكل مفاجئ وغادر عشرات الغارات على مناطق مختلفة بالقطاع أدت إلى استشهاد خلال ساعات فقط أزيد من 400 فلسطيني، إلى جانب مئات الجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال الذين غدر بهم الكيان الصهيوني، بينما كانوا نياما في خيامهم و منازلهم التي دمر أغلبها في حرب الإبادة التي يشنها على القطاع منذ 16 شهرا.
ونقض الاحتلال الصهيوني بهذا الهجوم الغادر على قطاع غزة اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع المقاومة الفلسطينية منتصف شهر جانفي الماضي، وبينما كانت المفاوضات جارية في قطر للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، شن جيش الاحتلال الصهيوني غارات مكثفة على المدنيين والنساء والأطفال، وارتقى منهم العشرات خلال ساعات فقط، كما جاء هذا العدوان الغادر بعد أكثر من أسبوعين من غلق الاحتلال جميع معابر غزة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وقطع الكهرباء وفرض حصارا خانقا، حيث استشهد الكثير من الشهداء حسب شهادات أقاربهم الناجين وهم جائعون. و يوجد من بين الشهداء عدد من قيادات حركة حماس في غزة مع عدد من عائلاتهم، من بينهم رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس، وعضو المكتب السياسي للحركة ياسر حرب، ووكيل وزارة العدل أحمد الحتة، إلى جانب وكيل وزارة الداخلية اللواء محمود أبو وطفة، ومدير عام جهاز الأمن الداخلي اللواء بهجت أبو سلطان، كما مسح هذا العدوان الغادر عائلات بأكملها من السجل المدني بعد أن استهدفهم الاحتلال الصهيوني وهم نيام في الخيام. وكشف بيان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس عن ارتقاء 404 شهداء و562 جريحا وصلوا إلى مستشفيات القطاع، نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها الاحتلال منذ ساعات فجر أمس، وأشار بيان الوزارة إلى أن عدد من الضحايا لا يزالون تحت الركام وجار العمل على انتشالهم.
وفي السياق ذاته اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الاحتلال الإسرائيلي بنقض اتفاق وقف إطلاق النار، ومواصلة حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية والإنسانية، وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي أن هذه المجازر الوحشية التي يواصل جيش الاحتلال ارتكابها، تؤكد مجددا أن هذا الاحتلال لا يعرف سوى لغة القتل والتدمير والإبادة الجماعية، ويكشف نواياه الحقيقية في استباحة دماء الأبرياء دون أدنى وازع أخلاقي أو قانوني. وطالب المكتب الإعلامي المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالخروج من دائرة الصمت، والتحرك الفوري لوقف هذه المجازر الوحشية البشعة، ووقف العدوان فورا ضد الأطفال والنساء والمدنيين بشكل عام، ومحاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمهم أمام المحاكم الدولية. وفي السياق ذاته اتهمت حركة حماس في بيان صحفي أمس الاحتلال الإسرائيلي بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، والتهرب من التزاماته، والاستمرار في ارتكاب المجازر بحق أهل غزة وسط صمت دولي مخز، وأكدت الحركة أن الادعاءات التي أطلقها الاحتلال بشأن وجود تحضيرات من المقاومة لشن هجوم على قواته لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد ذرائع واهية لتبرير عودته للحرب وتصعيد عدوانه الدموي، واتهمت الحركة الاحتلال بمحاولة تضليل الرأي العام وخلق مبررات زائفة لتغطية قراره المسبق باستئناف الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، غير مكترث بأي التزامات تعهد بها، وأكدت حماس التزامها بالاتفاق حتى آخر لحظة، وحرصها على استمراره، إلا أن رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو يبحث حسب نفس البيان عن مخرج لأزماته الداخلية، وفضل إشعال الحرب من جديد على حساب دماء الشعب الفلسطيني.
نورالدين ع
دعت مجلس الأمن إلى تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقه
الجزائر تدين بأشد العبارات استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة
أدانت الجزائر، أمس الثلاثاء، بأشد العبارات استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة، و اعتبرته انتهاكا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه شهر جانفي الماضي، ودون أدنى اعتبار للمواثيق والأعراف الدولية. و جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية ، أنه «في الوقت الذي كانت تتفاءل فيه المجموعة الدولية بتثبيت وقف إطلاق النار في غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وإطلاق جهود إعادة الإعمار في هذه الأرض الفلسطينية، فإنّ استئناف العدوان يعصف بكل هذه الآمال ويعيد إدخال المنطقة في دوامة التقتيل والتجويع والحرمان من أبسط سبل العيش والبقاء». و أضافت الخارجية بأن «الجزائر وأمام هذه التطورات الخطيرة تدعو مجلس الأمن إلى تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقه بموجب أحكام ميثاق الأمم المتحدة بغرض ضمان احترام القوة القائمة بالاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في مختلف مضامينه وعبر جميع مراحله». و أكدت الجزائر مُجددا «تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني ووقوفها الدائم إلى جانبه إلى غاية استكمال مشروعه الوطني وإقامة دولته المستقلة والسيّدة وعاصمتها القدس الشريف».