أحـــداث باريس تصفية حســــاب لـ " داعـــش " مع فرنســــا
حمّل سياسيون سابقون وبرلمانيون وإعلاميون و نشطاء أمس كامل المسؤولية لفرنسا في وقوع الهجمات التي تعرضت لها باريس في الـ 13 من شهر نوفمبر الجاري، ووجهوا انتقادات شديدة تعاطي الإعلام الفرنسي مع هذه الأحداث وحرصه على انتقاء الأسماء والأوزان التي يستضيفها من أبناء الضفة الأخرى للمتوسط المتشبعة بالفكر الفرنسي والتي تحرص على تفسير كل شيء بالمنظار الفرنسي حتى ولو جاء ذلك على حساب أبناء جلدتها.
و اعتبر الإعلامي والناشط عارف مشاكرة أن الضربات التي تعرضت لها باريس يوم الجمعة 13 نوفمبر، عبارة عن تصفية حساب قام بها التنظيم الإرهابي ‹› داعش ‹› ضد فرنسا بسبب عملها على ‹› تقليم أظافر هذا التنظيم في سوريا بعد أن أصبحت تعامله وحلفاؤها بمنطق انتهاء صلاحية الاستعمال بعد أن سخرته لمدة ثلاث سنوات لتنفيذ أجندتها في منطقة الشرق الأوسط.
من جهته أكد وزير الإعلام الاسبق محي الدين عميمور في تدخله في منتدى يومية ‹› الحوار ‹›، حول «مسلمو فرنسا الى أين ؟» أن الهجمات الإرهابية التي عرفتها باريس لا يتحمل مسؤوليتها سوى السلطات الفرنسية وحدها، وانتقد عميمور تعاطي وسائل الإعلام الفرنسية مع هذه أحداث باريس حيث سجل بأن ‹› معظم الندوات والبرامج الحوارية التي برمجتها القنوات الفرنسية يوم الجمعة الأسود كانت أقرب ما يكون إلى ما يعرف بانسداد قنوات الصرف الصحي في حالة الفيضانات الكبيرة ‹› مضيفا ‹› لم نجد من بين مئات المتحدثين والمحللين والمتفلسفين عبر عشرات الفضائيات مثقفين ينتمون للفكر العربي الإسلامي ولم تبرز وسائل الإعلام الفرنسية إلا أبناء التكوين الفرنسي وبعضهم من المغرب العربي ممن يرون كل شيء بالمنظار الفرنسي››.
كما دعا المستشار السابق للرئيس الراحل هواري بومدين الأئمة الذين ينشطون في مساجد البلدان الغربية، إلى ضرورة التقيد بتعاليم الدين الإسلامي فكرا ومنهجا كما هو ثابت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعدم السقوط في فخ التوظيف السياسي الفرنسي، فيما دعا السلطات الفرنسية إلى رفع التهم عن الدين الإسلامي لأنه دين تسامح ويدعو إلى الإخاء››، فيما أكد عميمور بأن القضاء على الهمجية الدموية للتنظيمات الإٍرهابية التي تتخفى خلف الإسلام سواء القاعدة أو داعش، تتطلب تجنيد كل مسلمي فرنسا ضد هذه التنظيمات وقال ‹› يجب تجنيد علماء يفهمون كيف يتعاملون مع الأجانب ويتعلمون اللغة الفرنسية بإتقان حتى تتمكن بلدان المغرب العربي أن تفرض إرادتها ووجودها ويمكن للسلطات الفرنسية أن تستعين بهم››.
من جانبه دعا البرلماني ( المتخصص في علم الاجتماع ) محمد طيبي ، الجزائر إلى ‹› ضرورة استثمار الإسلام في فرنسا، سياسيا واستراتيجيا، وعدم التوقف فقط عند جانبه الإيماني وذلك من خلال السعي لتوطين الفكر الإسلامي ليكون مصدر قوة للجالية الوطنية بالخارج وليس مصدر اتهام».
وفي ذات السياق دعا العضو القيادي في حركة النهضة فاتح ربيعي، النخبة المثقفة المسلمة وخاصة الجزائرية منها إلى ضرورة تبني عمل فكري عقائدي من أجل محو الأمية في المجال الديني، والعمل على قتل الفكر المتطرف من أجل بسط الحريات، ونفى أن يكون للإسلام والمسلمين أي ضلوع في أحداث الجمعة 13 نوفمبر، بباريس.
وخلال تدخله، دعا الإعلامي والبرلماني عن حزب جبهة المستقبل بفرنسا، سمير شعابنة، إلى تقديم المزيد من الدعم لأفراد الجالية الوطنية الجزائرية بفرنسا ورفع معنوياتها بسبب الاستفزازات التي يمارسها بعض المتطرفين الفرنسيين ضدها، وأعاب شعابنة بالمناسبة، على الأئمة الذين ترسلهم الدولة الجزائرية إلى أوروبا ‹› نقص التكوين والافتقار إلى المنهج السليم الذي يخول لهم بواسطته توجيه الجالية توجيها حسنا››، مؤكدا بأن الجالية الجزائرية بفرنسا تشكل قوة ضاربة في المجتمع الفرنسي ولها تأثيرها الايجابي هناك خاصة على الصعيد الاقتصادي والانتخابي ولا يمكن لفرنسا الاستغناء عنهم››.
ع.أسابع