شهدت الإنتخابات الرئاسية و التشريعية السودانية التي انطلقت اليوم الاثنين و تستمر إلى غاية يوم الأربعاء قيام مجموعة مسلحة تابعة للحركة الشعبية بإخلاء مركز انتخابي في إقليم جنوب كردفان و تعطيل العملية في 7 مراكز أخرى، كما عرفت مكاتب الإقتراع إقبالا ضعيفا للناخبين على عكس ما كان متوقعا، بحسب ما أفادت به وكالات الأنباء.
و قد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام 13 مليون ناخب في 18 ولاية بالسودان لاختيار رئيس الجمهورية و نواب المجلس الوطني والمجالس التشريعية و الولائية، في انتخابات عامة تعد الأولى منذ انفصال جنوب السودان سنة 2011، يخوض فيها الرئيس المنتهية ولايته عمر البشير الذي حكم البلاد لمدة 26 سنة رفقة 15 مرشحا آخر غمار الرئاسيات.
و يشارك في هذه الانتخابات بشقيها الرئاسي والبرلماني 44 حزبا من أصل 120 ، بسبب مقاطعة أحزاب المعارضة للانتخابات كالمؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي، والأحزاب الساعية لإسقاط النظام كالأمة والشيوعي، حيث لم تكتف هذه الأحزاب بالمقاطعة فقط و إنما تجاوزتها إلى حد تنظيم انتخابات موازية بمقراتهم تحت شعار "إرحل" في إشارة إلى نظام الرئيس عمر البشير، كما دعت الناخبين في وقت سابق إلى مقاطعة الإنتخابات و هددت بإفشالها و عرقلتها، معتبرة أن الأوضاع في البلاد لا تسمح بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة .
في المقابل انتقدت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الانتخابات السودانية، و قالت أنه لا يمكن لهذه الانتخابات أن تعطي نتائج ذات مصداقية و قانونية في كل أنحاء البلاد ، خاصة مادامت هناك مجموعات ـ حسبها ـ مستبعدة وحقوق مدنية وسياسية مغتصبة.
كما اتهمت منظمات حقوق الإنسان البشير بقمع المعارضة من خلال الحملة المكثفة التي شنها الإعلام والمجتمع المدني المؤيد له، هذا في الوقت الذي يتوقع أن يفوز الرئيس المنتهية ولايته ـ عمر البشير المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ـ بولاية رئاسية جديدة، في انتخابات تعددية ثانية في السودان منذ توليه الحكم عام 1989 بعد أن قام بانقلاب عسكري بدعم من الإسلاميين ،كما فاز البشير في عام 2010 بالانتخابات الرئاسية التي قاطعتها أحزاب المعارضة و عرفت انتقادات لعدم احترامها المعايير والمقاييس الدولية.
أسماء. بوقرن