قتلت قوات الأمن الفرنسية مساء أمس الجمعة، الأخوين كواشي المشتبه بهما في الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" اللذين أوديا بحياة 12 شخصا الأربعاءالماضي، كما قامت بتحرير الرهينة في مطبعة فيلييه كوتوريه بالضاحية الباريسية.
كما أعلنت الشرطة الفرنسية، من جهة أخرى، عن مقتل أربعة من الرهائن في متجر الأطعمة اليهودي شرق العاصمة، خلال المداهمة التي نفذتها وقتلت خلالها المسلح الذي كان يحتجزهم.
فبعد يومين مطاردة وساعات من عملية احتجاز رهائن، قتل الشقيقان الإسلاميان المتطرفان المتهمان بتنفيذ الهجوم الدامي على أسبوعية "شارلي إيبدو"، خلال هجوم لقوات الأمن على مطبعة في شمال شرق باريس حيث كانا يحتجزان فيها رهينة تم تحريره دون أن يصاب بأذى، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف قد أعلن أمس أن شرطة باريس تحاصر المشتبه فيهما بالهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" في أحد المعامل شرقي العاصمة. وتمكنت قوات الشرطة الفرنسية من التواصل مع منفذي الهجوم المسلح على صحيفة "شارلي إيبدو" المحاصرين داخل معمل في شمال باريس.
وقال مصدر أمني إن الأخوين سعيد وشريف كواشي أبديا رغبتهما بالموت أثناء الاتصال بهما هاتفيا.وكانت الشرطة الفرنسية أعلنت في وقت سابق أنها رصدت شرق باريس مكان سعيد وشقيقه شريف وشرعت بمطاردتهما.
من جهتها ذكرت وكالة الانباء الفرنسية، أن السكان المحليين في بلدة دامارتان أون غويل شمال شرق باريس، كانوا قد تعرفوا على المشتبه فيهما، وأبلغوا الشرطة التي قامت بملاحقتهما على الطريق السريع A2 ما استدعى تبادلا لإطلاق النار معهما. وأضاف المصدر أن المشبه فيهما يحتجزان رهينة واحدة على الأقل.
وقالت مصادر إعلامية فرنسية إن قتيلين على الأقل ونحو 20 جريحا سقطوا أثناء العملية، وهو ما نفته النيابة العامة الفرنسية لاحقا.
و كان مسؤول في قوات الشرطة الأمريكية أعلن أول أمس،أن المتهمين في حادث الاعتداء على "شارلي إيبدو" في باريس كانا منذ أعوام على اللائحة الأمريكية السوداء للإرهاب.
وقال المسؤول، أن الأخوين شريف وسعيد كواشي (32 و34 عاما) يوجدان على "لائحتنا للمراقبة منذ أعوام"، وكان ممنوع ركوبهما على طائرة متجهة نحو الولايات المتحدة. وذكرت مصادر حكومية أمريكية أن سعيد كواشي وشقيقه شريف أدرجا في اثنتين من قواعد البيانات الأمنية الأمريكية، وهما قاعدة بيانات شديدة السرية لمكافحة الإرهاب تحتوي على معلومات بشأن 1.2 مليون مشتبه فيه محتمل، والثانية قائمة أصغر كثيرا "لحظر الطيران" يحتفظ بها مركز مراقبة الإرهابيين.
كما ذكرت مصادر أوروبية وأمريكية أن سعيد كواشي تدرب مع متشددين تابعين للقاعدة في اليمن. وقالت المصادر القريبة من التحقيقات أول أمس، أن سعيد كواشي أقام في اليمن لعدة أشهر تدرب خلالها مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو أحد أنشط أذرع القاعدة.
وذكر مسؤول يمني أن الحكومة اليمنية كانت على علم بصلات محتملة بين سعيد كواشي وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وأنها تحقق في هذه الصلات المحتملة.
كما أعلنت الشرطة الفرنسية، من جهة أخرى، مساء أمس، عن مقتل أربعة من الرهائن في متجر الأطعمة اليهودي شرق باريس، خلال المداهمة التي نفذتها الشرطة وقتلت خلالها المسلح الذي كان يحتجزهم.
و أضاف المصدر أن أربعة من رجال الشرطة أصيبوا خلال عملية تحرير الرهائن في متجر الأطعمة اليهودي. كما تمكنت الشرطة من تحرير بقية الرهائن
وتمكنت قوات الأمن من تصفية المشتبه المسلح أميدي كوليبالي البالغ من العمر 32 عاما بعد اقتحامها للمتجر، واستطاعت إثر العملية تحرير الرهائن المحتجزين بالداخل رغم مقتل أربعة بينهم
و كان المسلح المشتبه به في ارتكاب جريمة مونت روغ، قد احتجزرهائن في متجر "كاشير" الخاص ببيع المنتجات اليهودية في منطقة بور دي فانسان.
وهدد محتجز الرهائن، المسلح، في المتجر اليهودي بـ "فانسان" شرق باريس بقتل الرهائن إذا تم التعرض للأخوين كواشي.
وكان المحتجز قد طالب بوقف ملاحقة الأخوين كواشي اللذين كمنت قوات الأمن الفرنسية تحاصرهما بدعم من قوات عسكرية، بمطبعة في منطقة دامارتان أون غويل شمال شرق باريس.
و إلى غاية مساء أمس، لم يتوقف مسلسل أعمال العنف الذي بدأ بالهجوم الدامي على أسبوعية "شارلي إيبدو" حيث ذكرت وسائل إعلام فرنسية ،أن هناك عملية احتجاز رهائن جديدة في مدينة مونبيلييه جنوبي فرنسا،حيث احتجز مسلحان رهائن في محل لبيع المجوهرات بالمدينة .وأفادت مصادر أمنية أن مسلحين قاما باحتجاز عدد من زبائن محل لبيع المجوهرات و قامت الشرطة بمحاصرة المكان.
و شهدت فرنسا العديد من الاعتداءات على المساجد، مما ينذر بتصاعد موجة كراهية المسلمين التي يغذيها اليمين المتطرف و النازيون الجدد.
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، الفرنسيين للمشاركة في تظاهرات اليوم الأحد، ضد الإرهاب، معتبرا أن "من حق كل مواطن أن يتظاهر في كل أنحاء الجمهورية".
وأضاف هولاند خلال اجتماع طارئ في مقر وزارة الداخلية أن هناك تعاونا استخباراتيا مع حلفاء فرنسا لمواجهة الإرهاب.
وبرر الرئيس الفرنسي تدخل بلاده العسكري في العراق ومالي بأنه جاء" لمنع وصول الإرهاب إلى فرنسا".
ق و/ وكالات