تراجع معتبر في حرائق الغابات هذا العام حتى الآن
سجلت حرائق الغابات هذا العام انخفاضا ملحوظا حتى الآن مقارنة بما كانت عليه في الأعوام السابقة وهو مؤشر على أن الموسم سيكون ناجحا، فيما إذا استمرت الحال هكذا خلال شهر سبتمبر القادم الذي عادة ما تكثر فيه الحرائق.
أكد رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات، رشيد بن عبد الله، أن حرائق الغابات لهذا العام تبقى محدودة مقارنة بالأعوام السابقة، و كشف أن المساحة التي التهمتها الحرائق منذ الفاتح جوان إلى غاية الثامن أوت الجاري بلغت 1346 هكتارا، وهي مساحة ضئيلة مقارنة بما سجل العام الماضي في ذات الفترة وهي 30.033 هكتارا بفعل 1935 حريقا.
وأضاف المتحدث في تصريح «للنصر» أمس أن أكبر مساحة أتت عليها الحرائق هذا العام سجلت بولايتي باتنة وسوق أهراس، بما يمثل 71 من المائة من مجمل المساحة المنكوبة، وأرجع انخفاض وتراجع حرائق الغابات هذا العام إلى يقظة ووعي المواطنين، ومشاركة عدد من القطاعات ووسائل الإعلام في التوعية للحد من حرائق الغابات.
أما عن الجهود الإضافية التي قامت بها المديرية العامة للغابات فقد تحدث ذات المصدر عن وضع حيز الخدمة 5 أرتال متنقلة تابعة للقطاع تتكون من 44 سيارة، بثماني سيارات و حوالي 30 عونا لكل رتل، حيث تم توجيه رتلين اثنين لولايات الشرق ومثلهما لولايات الغرب، ورتل واحد لولايات الوسط، مع الاستعداد لتقديم دعم إضافي في حال اندلعت حرائق كبيرة.
وبخصوص القطاعات الأخرى الشريكة لقطاع الغابات بشكل أساسي في مواجهة الحرائق والتحسيس بأخطارها قال بن عبد الله أن الحماية المدنية تبقى الشريك الأول لقطاع الغابات، فضلا عن الجماعات المحلية والدرك الوطني والمواطن أيضا ووسائل الإعلام، و أضاف أن مهمة مكافحة حرائق الغابات والتوعية بالمخاطر التي تخلفها، هي مهمة المجتمع برمته وبمختلف شرائحه لان الأمر يتعلق بالمصلحة العامة للجميع.
ومقارنة بالسنوات الماضية حيث كانت تسجل حرائق كبيرة تأتي على عشرات الآلاف من الهكتارات من الغابات والأحراش والأدغال فإن العام الجاري- حسب محدثنا- يبقى لحد الآن مقبولا ولم تسجل به حرائق كبيرة، ففي سنة 2017 مثلا سجلت مصالح الغابات إتلاف 54 ألف هكتار من الغابات والأحراش وغيرها بفعل 292 حريقا، وفي سنة 2012 أتت الحرائق على 100 ألف هكتار وهو رقم قياسي وكبير.
وبالعودة إلى القرن الماضي سجلت سنة 1983 أكبر موجة من الحرائق حيث التهمت النيران في تلك السنة 271 ألف هكتار، وقد أرجعت التحاليل وقتذاك وقوع عدد كبير من الحرائق في تلك السنة إلى الجفاف الذي ضرب البلاد مدة عشر سنوات قبل ذلك وهو ما ساعد على اشتعال النيران وامتدادها وتوسعها في العديد من المناطق.
أما بخصوص الوضعية العامة للمساحات الغابية والتي يتم غرسها سنويا لتعويض تلك التي تأتي عليها الحرائق فقد أوضح رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات بأننا نغرس سنويا حوالي 60 ألف هكتار، ومع سياسة التقشف وتراجع المداخيل فإن المساحة التي تغرس اليوم تبلغ حوالي 30 ألف هكتار، وهو ما يعادل المساحة التي تتلف سنويا بفعل الحرائق والتي تقدر بحوالي 32 ألف هكتار.
لكن على الرغم من ذلك فإن الغطاء الغابي عندنا يبقى نوعا ما بعيدا عن المعدل العالمي وهو يبلغ اليوم 11.05 من المائة في الشمال،بينما يساوي المعدل العالمي 25 من المائة، وعليه مقارنة بالمساحة التي نتوفر عليها اليوم فلابد لنا أن نملك 8 ملايين شجرة، علما أن الغابات في الشمال تعرف بوجود 300 شجرة في الهكتار الواحد، وفي الولايات الداخلية بـ 100 شجرة في الهكتار الواحد- يضيف المصدر السابق.
وفي ظل الحديث على ضرورة تسليط اشد العقوبات على الذين يضرمون النار في الغابات، فإن الواقع لا يؤكد ذلك، ويقول محدثنا أنه تم العام الماضي تقديم 24 متهما بإشعال الحرائق إلى العدالة من طرف الدرك الوطني، لكن قطاع الغابات لا يتدخل بعد ذلك في مسار المحاكمات وكيف تنتهي، معتبرا حرق الغابات جريمة مكتملة الأركان لا تقل خطورة عن الجرائم الأخرى التي يجب تسليط أقسى العقوبات على مرتكبيها.
في الأخير دعا السيد بن عبد الله إلى ضرورة أن تساهم جميع فئات المجتمع في التحسيس والتوعية بخطورة حرائق الغابات، و توخي اليقظة والحذر خاصة في أيام العيد وغيرها. إلياس -ب