بن غبريـط: 465 ألــف خطــأ ارتكبـه مترشحـو الابتدائي و المتوسـط
• الوصول إلى مدرسة الجودة يتطلب سياقا ايجابيا وليس الانتقاد فقط
كشفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أن تحليل نتائج مرشحي امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي وامتحان شهادة التعليم المتوسط مكّن من إحصاء 465 ألف خطأ، وطمأنت جميع الفاعلين والشركاء بأن الوصاية على دراية دقيقة جدا بكل ما يجري في القطاع، وهي تبذل جهدا كبيرا من أجل تنفيذ التقويمات والتصويبات اللازمة لكن ذلك ليس بالأمر السهل، وهو ما يتطلب وقتا طويلا وتغييرا للذهنيات، وشددت على أن المدرسة تأثرت كثيرا بالعشرية السوداء وبعدم الاستقرار في السنوات الأخيرة، وهي لا تبنى على الانتقادات فقط، لكن العلاقة بها يجب أن تندرج ضمن منطق بناء وإيجابي للوصول إلى مدرسة الجودة.
نظمت لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني أمس يوما برلمانيا حول " المدرسة الجزائرية .. الإصلاح التعليمي والبدائل البيداغوجية.. آفاق 2030 وتحديات الجودة"بمشاركة عدد كبير من الفاعلين في القطاع والشركاء، وقد خصصت أغلب مداخلاته لتقييم الأطر المرجعية الوطنية للتعلم والتقييم والتكوين والتسيير.
وفي تدخل لها بالمناسبة كشفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أن تحليل نتائج مترشحي امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي وامتحان شهادة التعليم المتوسط مكن من إحصاء 465 ألف خطأ، وأقرت بأن نتائج التقييمات الوطنية التي شارك فيها أكثر من 320 ألف أستاذ من الطورين الابتدائي والمتوسط، أظهرت أن تلاميذنا لا يتحكمون بالقدر الكافي في الكفاءات الضرورية التي تسمح لهم بمواجهة تحديات الألفية الثالثة، وهي الفكر النقدي، الإبداع، التشاركية، التواصل، والتعامل مع وسائل الإعلام والتكنولوجيات، المرونة، المبادرة التفاعل الاجتماعي، الإنتاج والروح القيادية.
وعلى هذا الأساس- تضيف المتحدثة اتخذت وزارة التربية الوطنية جملة من الإجراءات التي تعالج بعمق مشكل التعلم عند التلاميذ من خلال وضع نظام للتقييس والمعيارية يخص علميات التعليم والتقييم والتكوين والحوكمة.
الوزيرة التي أقرت بالصعوبات التي تواجه التلاميذ في التعلم وعدم مطابقة مستواهم في الرياضيات والثقافة العلمية وفهم المكتوب للمستوى المطلوب، أكدت بالمقابل أن الدولة قطعت أشواطا كبيرة في مجال التربية، حيث وصلت نسبة التمدرس إلى 98.5 من المائة، كما أكدت بأن للوصاية العزيمة الكافية للقيام بعمل معمق حتى تقترح البدائل البيداغوجية لمعالجة الوضع.
وقالت الوزيرة في هذا الصدد بأنه إذا كنا نقر بأن تلاميذنا لا يحتلون أولى المراتب في التقييمات العالمية فلابد من التذكير بأن منظومتنا التربوية لم تستفد من أحسن الظروف للتقدم بنفس سرعة الأنظمة التربوية الأخرى، وتحدثت عن العشرية السوداء التي كانت أولى ضحاياها المدرسة، فضلا عن عدم الاستقرار في السنوات الأخيرة الذي ضيع ما يعادل سنتين من الدراسة على التلاميذ.
المتحدثة التي لم تتجاوز مسؤولية الوزارة الوصية في هذا الجانب، قالت بالمقابل إن العلاقة بالمدرسة يجب أن لا تبنى على الانتقادات فقط، ولكن يجب أيضا أن تندرج ضمن منطق بناء وايجابي للوصول إلى مدرسة الجودة.
وبعد العديد من التدخلات طمأنت الوزيرة بن غبريط الجميع بأن وزارتها على دراية دقيقة جدا بكل ما يجري في قطاع التربية وبأن كل التحاليل والتقييمات على المستوى المحلي والوطني موجودة والإطار السياسي العام موجود، لكن التنفيذ ليس بالأمر السهل وهو وأمر معقد و يتطلب وقتا طويلا، ويتطلب تغيير الدهنيات، مشيرة إلى أنها اليوم في المر حلة الثالثة، بعد مرحلة الإستراتيجية العامة سنة 2015 ومرحلة محتوى البرامج سنة 2016، والمرحلة الثالثة تخص المرجعية الوطنية للتعلم والتقييم والتكوين والتسيير، والوزارة الوصية تقوم بعمل كبير جدا في هذا الجانب.
إلياس -ب