33 مؤسسة فرنسية تبحث عن شراكة جزائرية في قطاع المحروقات
أوضح "ميشال بيزاك" رئيس غرفة التجارة والصناعة الجزائرية الفرنسية، أن هذه الأخيرة تعكف منذ السنة المنصرمة على إجراء إحصاء ميداني للمؤسسات الجزائرية الناشطة ميدانيا والمنتجة، حيث هناك لقاءات مع أصحابها وتبادل للآراء ومناقشة فرص الشراكة معها خاصة نقل الخبرة والتكنولوجيا لإعطائها دفعا قويا لترقية وتطوير إنتاجها، وكشف أنه خلال تنقلاته لمختلف جهات الوطن، يسعى لحصر متطلبات المؤسسات الناشطة ميدانيا وضبط حاجياتها لدراسة إمكانية البحث لها عن شريك فرنسي تتوفر فيه الشروط المطلوبة، وقال إن المجالات التي تركز عليها المؤسسات الفرنسية من أجل الاستثمار هي، الصناعات الغذائية من أجل دعم المؤسسات الجزائرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، إلى جانب قطاع الصناعة الصيدلانية و المناولة في ميدان الصناعات الميكانيكية.
وأكد "ميشال بيزاك" رئيس غرفة التجارة والصناعة الجزائرية الفرنسية، أمس على هامش افتتاح اللقاء الثنائي بين المؤسسات الناشطة في قطاع الصناعات البترولية والغازية بالبلدين والذي جمع 200 مؤسسة جزائرية و33 مؤسسة فرنسية ، وكان هذا بفندق الميريديان بوهران، أن برنامج إعادة تأهيل وتطوير سوناطراك الممتد لغاية 2030، يفتح فرصا كبيرة جدا للعمل و الاستثمار بما يشجع على استقطاب المؤسسات الأجنبية وخاصة الفرنسية التي تملك خبرة في قطاع المحروقات وتسعى لنقلها ومشاركتها مع المؤسسات الجزائرية، مبرزا أيضا أن لقاء أمس يواكب الحركية والإجراءات الجديدة التي اتخذتها الجزائر من أجل تقليص الواردات والعمل على تطوير الصناعات الوطنية وترقية الإنتاج المحلي وفرضها لرسوم جمركية على الواردات، وضرب المتحدث مثالا عن الإسمنت الذي كانت الجزائر تستورده واليوم انتقلت بفضل هذه الإجراءات لتصديره وبالتالي برسوم استيراده اليوم تصل لـ 200 بالمائة مما يعني أن المؤسسة المستوردة تجد نفسها في وضع خاسر، ومن أجل هذا تدارس رؤساء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفرنسيين الذين حضروا اللقاء الذي يختتم اليوم، إمكانيات وفرص الشراكة مع الحرص على تحويل الخبرة والكفاءة والتأهيل لدعم المؤسسة الجزائرية وهذا في ورشات وكذا لقاءات ثنائية متعددة سبق التحضير لها، وهنا أفاد السيد بيزاك أن هذا لا يعني أن الفرنسيين لن يجلبوا المال، والدليل وفقه هو أن عدة مؤسسات فرنسية تمكنت من الالتزام بقاعدة "49- 51" ونشاطها ما زال متواصلا مثل "توتال" التي تنشط بالمنطقة الصناعية ببطيوة في وهران في المنتوجات البيتروكيماوية والتي قال أن قيمة استثمارها وصلت 1,5 مليار أور، معترفا بوجود بعض التراجع في الحركية منذ 2009 بالنسبة لمؤسسات فرنسية أخرى وبعض التعقيدات التي ما زالت تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالنظر لإمكانياتها، وبالتالي فهي مضطرة للبحث عن شركاء جزائريين مناسبين، مشيرا أن لقاء وهران هو فرصة هامة لتحقيق هذا الهدف، وبخصوص العملية العكسية أي تقصي فرص استثمار الجزائريين في فرنسا، استبعد المتحدث سهولة المهمة لأن القانون حسبما أفاد يطرح عدة شروط.
وفي إطار الاستثمار في الطاقات المتجددة مثل الغاز الصخري، نوّه المتحدث بالمخزون الهائل لهذه الطاقة في الجزائر بما يوفر مستقبلا فرصا كبيرة للاستثمار، خاصة وأن عدة مؤسسات فرنسية تتحكم في التكنولوجيات الحديثة المتعلقة باستخراج مثل هذه الطاقة، ولكن استبعد أن يكون استثمارها في الآجال القريبة بما أنها اليوم تركز على الطاقات التقليدية، وأشاد أيضا ببرنامج تطوير الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية التي بدأت الجزائر تجسد بعض المشاريع في إطارها، والمؤسسات الفرنسية تنتظر تحقيق المزيد من المشاريع ودخولها حيز الخدمة، كي تتمكن من تقصي فرص الاستثمار في هذا المجال الواعد، مستشهدا بالمؤسسة الفرنسية التي ظفرت بإنجاز مشروع تزويد المحطة الجديدة لمطار أحمد بن بلة الدولي بوهران، بالألواح الشمسية من أجل توفير الطاقة البديلة لهذا المطار، والأهم هو تطبيق القرارات السياسية المتعلقة بهذا المجال.
وقال ميشال بيزاك رئيس غرفة التجارة والصناعة الجزائرية الفرنسية، أن هذه الأخيرة تضم في صفوفها 2000 مؤسسة منها 1795 مؤسسة جزائرية و205 مؤسسة فرنسية، منها 45 بالمائة تنشط في القطاع الصناعي و55 بالمائة منها تنشط في الخدمات والتجارة، وهذا النسيج المؤسساتي يشغل 210 آلاف عامل برقم أعمال يصل لـ 2 مليار أورو، وهذه المعطيات هي التي ترتكز عليها الغرفة لضمان ربط العلاقات بين المؤسسات الجزائرية الفرنسية لتوسيع دائرة الاستثمارات وترقيتها.
بن ودان خيرة