المؤسسات العمومية تخلت عن الاعتماد الكلي على الدولة لإنجاز المشاريع
أكد محافظ الصالون الدولي للبناء والأشغال العمومية للشرق، أن المؤسسات العمومية ، قد بدأت في تطوير أساليب الاتصال التسويقي والتخلي عن البيروقراطية والاتكالية على الطلب العمومي فقط لإنجاز المشاريع، وهو ما يعتبر مؤشرا إيجابيا يبعث على التفاؤل في ظل الضبابية التي تطبع المشهد الاقتصادي في الجزائر.
وافتتحت أمس، الأربعاء، فعاليات الصالون الدولي الثاني للبناء والأشغال العمومية للشرق ، الذي نظم بقاعة أحمد باي «الزينيت» بقسنطينة، بحضور أزيد من ستين مشاركا، من بينهم 17 متعاملا اقتصاديا من دول أجنبية على غرار الصين، تونس، تركيا إسبانيا، فرنسا وكندا.
وعرف الصالون، مشاركة نوعية مقارنة بالعام الفارط ، إذ عرف حضورا قويا للعديد من المؤسسات العمومية والخاصة في مختلف تفرعات البناء والأشغال العمومية، كما شارك ممثلون عن شركات ناجحة أنشئت عن طريق صندوق التأمين عن البطالة، كما خصصت أجنحة لمؤسسات مالية وبنكية من القطاع العام.
وسيسمح هذا الصالون، بحسب محافظ الصالون السيد أحمد حنيشي، بالتعريف بمنتجات ومختلف الخدمات التي تقدمها المؤسسات المشاركة، فضلا عن التقريب بين وجهات النظر، واكتساب خبرات وإحداث تفاعل بين مختلف المتعاملين، قصد توسيع فرص الشراكة والاستثمار فيما بينهم.
وذكر المتحدث، أن الشركات العمومية حاضرة بقوة خلافا لما كان عليه الأمر في السابق، إذ كانت لا تشارك في هذه المعارض وتكتفي بدعم الدولة والاعتماد على الطلب العمومي، لكن الوضع مثلما أكد، قد اختلف كثيرا فقد برز وعي اقتصادي بدل التفكير البيروقراطي الاتكالي الذي كان يميز القطاع العمومي، مشيرا إلى أن نسبة مشاركة الشركات العمومية قد ارتفع بـ 70 بالمئة.
وتابع محافظ الصالون، أن المؤسسات العمومية، قد بدأت في تطوير أساليب الاتصال والتسويق، كما وعى مسؤولوها جيدا ،كما قال، بأهمية تحسين الصورة ودورها الإيجابي في المسار الاقتصادي لأي مؤسسة، مشيرا إلى أن هذه الخطوات تبعث على التفاؤل في ظل هذه الضبابية التي تميز المشهد الاقتصادي في الجزائر باعتبار أن غالبية المؤسسات واعية بضرورة المغامرة ورفع التحدي.
ومن بين الأهداف، التي تحققت خلال الطبعة الماضية، هو إبرام العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار، فكل مؤسسة تأتي إلى هنا كما قال من أجل العمل وفقط ، مشيرا إلى أن 90 بالمئة من المشاركين في الطبعة الماضية، قد عادوا إلى المعرض الدولي، ومنهم من تلقى وعودا بإبرام صفقات و اتفاقيات شراكة أو عمل.
ويؤكد محافظ الصالون، أن الهدف من المعرض هو تشجيع المؤسسات المتوسطة وإبراز التحفيزات المقدمة لها من أجل المشاركة وعرض منتجاتها وخدماتها، داعيا الشباب إلى التخلي عن الاتكالية واقتحام الأسواق ، كما لفت إلى وجود مؤسسات وطنية ناجحة اقتحمت مجال التصدير، دون الاعتماد على تدخل وتوجيه الدولة.
وقد اقتربت النصر من متعاملين اقتصاديين واستطلعت أراءهم حول مناخ الاستثمار في الجزائر، حيث تطابقت جل الإجابات حول ضبابية المشهد الاقتصادي وتراجع مستوى الإنفاق العمومي لاسيما في قطاع الأشغال العمومية والبناء، كما تحدثوا عن العراقيل الإدارية التي تحول دون تحقيق أهدافهم، كما اشتكى البعض من مشكلة تغيير النصوص القانونية في كل مرة وعدم اطلاع المستثمرين عليها.
وتنشط المؤسسات المشاركة في مجالات مختلفة، على غرار إنتاج مواد البناء وإنجاز المشاريع العقارية الهندسية والمدنية، فضلا عن مؤسسات تركيب المصاعد وكذا مؤسسات مراقبة مطابقة الأشغال للمعايير القانونية وشركات التأمين والمؤسسات البنكية، كما تجدر الإشارة، إلى أن فعاليات الصالون ستستمر إلى غاية 29 من الشهر الجاري.
لقمان/ق