رفض عبد القادر بن قرينة، مرشح حركة البناء الوطني للانتخابات الرئاسية، النظر إلى حزبه بصور نمطية جاهزة (أي تصنيفه في خانة الأحزاب الإسلامية)، مشددا على اختلاف مواقف حركة البناء الوطني مع بعض المحسوبين على التيار الإسلامي، خاصة في الملفات الدولية.
وقال بن قرينة، في حوار مع وكالة «سبوتنيك»، إن «حركة البناء الوطني انخرطت، ومنذ بداية الأزمة، في الحل الدستوري، ورفضنا الدخول في مراحل انتقالية، والتي تمثل بوابة لاختراق السيادة الوطنية من طرف قوى غربية»، مضيفا « لكننا نعتقد بأن الاستجابة للمطالب الواقعية والموضوعية للحراك أمرٌ حتمي، ولهذا ساندنا مطالب رحيل الرئيس السابق للمجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس المجلس الشعبي الوطني السابق معاذ بوشارب، كما ما زلنا نرى ضرورة رحيل رئيس الحكومة نور الدين بدوي، فيما لسنا متحمّسين لذهاب رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، حفاظاً على مؤسسات الدولة».
وأضاف «ومع الإجراءات التقنية التي تمت، والمتمثلة في اللجنة المستقلة لتنظيم الانتخابات، والتي ستسحب صلاحيات تنظيم الانتخابات من الإدارة، يجب أن يرفق كل هذا بإجراءات طمأنة داخلية وطنية، من أجل أن يقتنع الناخب الجزائري بشفافية ونزاهة الانتخابات، وعلى رأس ذلك ضرورة حماية الجيش للانتخابات من أفراد العصابة، وهي شروطٌ وإجراءات، إن تمّت، ستوصل البلاد إلى انتخابات شفافة ونزيهة».
وبالعودة إلى قرار ترشحه لرئاسيات 12 ديسمبر، يقول بن قرينة «لقد أرسلنا مبادرة لمعظم الشركاء السياسيين، اقترحنا فيها بعض الأسماء يمكن أن يمثلوا مرشح توافق، لكننا للأسف لم نتلق أي رد إيجابي، لهذا قررنا أن ندخل بمرشحنا».
وحول القوى السياسية والجمعيات التي قد تساند ترشحه، يضيف بن قرينة «حقيقة لم نتوقع هذا القبول الذي وصلنا من أحزاب كبيرة وجمعيات، اتصل بنا محافظون من جبهة التحرير الوطني، ومناضلون من التجمع الوطني الديمقراطي، ومن تجمع أمل الجزائر تاج، كلهم يتصلون للتزكية ولتوقيع الاستمارات بشكل فاق توقعاتنا».
وعن رد الحركة لمن يصف بن قرينة بمرشح إخوان الجزائر، يجيب رئيس حركة البناء الوطني، «بن قرينة مرشح الشعب الجزائري كله، أعتبر نفسي مرشح أمل لتجسيد الحراك، مرشح لبعث علاقات متينة ومرسّخة مع روسيا، وتبادل المصالح مع شركائنا التقليدين، نحن نملك علاقات مع الشركاء على جميع الأصعدة، ومع كل الفضاءات المتواجدة في محيطنا من أجل بعث مشروع عربي يمكنه الصمود أمام التكتلات والمشاريع الغربية، ولا نملك «فيتو» ضد أيّ كان، ما لم يمثل خطراً على الجزائر ولا يخترق سيادة بلدنا، ولا نسمح لأيّ كان في التدخل في القرارات السياسة لحزبنا» مؤكداً في نفس الوقت وجود خلافات جوهرية بينه وبين من يصنف ضمن خانة الأحزاب الإسلامية، معلقا « نحن مثلاً مع الرأي والموقف الروسي، في الملف السوري وكذا في الملف النووي السلمي الإيراني، بل حتى في الملف الشيشاني، فإذا أراد البعض أن يصنفنا مع الأحزاب «الإسلامية»، فنحن نقول إن الشيشان أراض روسية، وكل ما يصدر فيها هو فعل انفصاليين لا يقبله لا الإسلام ولا حركة البناء الوطني».
ليس كل المتظاهرين
يرفضون الانتخابات
وعن تواصل الحراك ورفض المتظاهرين لإجراء الرئاسيات في هذا الظرف، يقول بن قرينة «هناك من قال إن عدد المتظاهرين في الذروة بلغ 20 مليون، الآن نحن متواجدون في الحراك في كل الولايات، بل نقود مسيرات في مدن كبيرة، ونتحصل على تقارير، لنقل إن عدد الحراكيين اليوم هو مليون من أصل 20 مليونا، وليس كل النازلين يرفضون الانتخابات، نعم يجب أن نحترم رافضي الانتخابات، وهم شركاء في الساحة السياسية، لكن 19 مليونا لم يعبّروا عن رأيهم، ويمكننا أن نقول إن سبعة أو ثمانية ملايين هم مع الانتخابات، وهذا عدد كبير، نحن مع منح التراخيص لرافضي الانتخابات وعدم حرمانهم من حقهم في التعبير، لكني أتوقع مشاركة كبيرة ستذكّرنا بانتخابات 1995 من حيث الإقبال».
ق و